النسخة الكاملة

حلم الأردنيين بِالهِجْرَةِ

السبت-2019-08-10 02:11 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز - د. مَحْمُودٌ أبُو فَرْوَةَ الرَّجَبِيُّ

حسب نَتَائِج استطلاع مقياس الديمقراطية العربي، الصادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية فإن 45% من الأردنيين يَحْلُمُونَ بِالهِجْرَةِ، وهَذَا يَعْنِي أن الأرْدُنّ تأتي بعْد السُّودَان عَربيًا فِي هَذَا الحلم، والصادم أكثر فِي الـمَوْضُوع أن هَذِهِ النسبة تضاعفت ما بَيْنَ عامي 2016 وَالآنَ.
أعلى فِئَة عمرية تحلم بالهجة فِي الأرْدُنّ من فِئَة الشباب (18-29) وَبِنِسْبَة 59% بَينَما يحلم 52% من الحاصلين عَلَى التَّعْلِيم العالي بِالهِجْرَةِ، وتأتي الأسباب الاقتصادية أكبر سَبَب رئيس لِلْهِجْرَةِ، أمَّا البلاد الَّتِي يفضل الأردنيون الهجرة إليْهَا فَهِي أمريكا وكندا، ثمَّ دول مجلس التعاون الخليجي، وبعدها تأتي أوروبا بنسب متفاوتة.
هَذِهِ الأرقام تُعْطينا مؤشرات حَول طَرِيقَة تفكير الأردنيين فِي هَذِهِ الفترة، وَلِلأسَفِ فإنها تدل عَلَى انسداد الأفق عِنْدَ عدد كَبِير من النَّاس، وَيأسهم من التغيير الإيجابي فِي الجانب الاقتصادي تَحديدًا، وَلَكِن هَلْ مَع النَّاس حق عِنْدَمَا يُفَكِرُونَ بِذَلِكَ؟
من حق كل إنسان أن يُفَكِّر بِالهِجْرَةِ، أوْ البَحْث عَن الأفضل، وهَذَا لا يتعارض مَع الوطنية أبدا، فالهجرة، والانتقال من بَلَد إلى آخر لَهُ فوائد كَثِيرة، فمعظم المهاجرين يعودون إلى أوطانهم مزودين بخبرات اقتصادية، واجتماعية كَبِيرَة، وَقَدْ يساهمون فِي ضخ الـمَزِيد من الأموال فِي الاقتصاد الوطني، وَمَع ذلِكَ فَلا تبدو الأمور كلها إيجابية فِي ضوء الأرقام الصادمة السَّابِقَة.
لن تهاجر هَذِهِ النسبة من النَّاس، وَلَوْ تيسرت الأمور، فَبَعْضُ النَّاس يعلنون عَن الرغبة فِي الهجرة من بَاب التعبير عَن الغَضَب من الأوضاع الاقتصادية، أوْ السياسية، أوْ المعيشية أوْ غيرها، وَمَع ذلِكَ لا بُدَّ لَنَا من أن نعيد الأمل لِلْنَاسِ، فبدونه لا يُمْكِنُ أن نخرج من عنق الزجاجة، ولا يُمْكِنُ أن نضع قطارنا عَلَى سِكَّة الحركة، والتطور، والتقدم.
الحُكومَة هِيَ المعني الأول ببعث الأمل فِي نفوس النَّاس، وهَذَا يدعونا دائمًا إلى التركيز عَلَى ما يُحَرِّك الاقتصاد، وَالبَحْث جديًا عَن الكوابح الَّتِي تعيق البدء بِالأعْمَالِ، أوْ تعطل الاستثمارات كَيْ لا نبقى نعيد الكَلام ونكرره، ثمَّ لا نرى نَتَائِج كافية عَلَى أرض الوَاقِع.
حكومة الدكتور عمر الرزاز مطالبة ببذل الـمَزِيد من الجهد لأنها حكومة مُخْتَلِفَة، وَجاءَت بعْد مطالبات شعبية برحيل الحُكومَة السَّابِقَة، ومِن الـمُهِم أن يَشْعر المواطن العادي بالعدالة فِي الـمَجَالات جَمِيعهَا، ووقتها يُصبح الدافع الداخلي للحركة، وَالعَمَل أكبر حَتْى لَوْ كانَت الظروف الـمُحيطَة سيئة.
رَغْم الظروف الصعبة الَّتِي نعيش فِيهِا، وعدم تحلحل الحَالَة الاقتصادية، وَرَغْم تخوفاتنا من تصريحات بَعْض المسؤولين حَول الضرائب فسنبقى نعيش فِي أمل أن تَتَحَسَّن الظروف، ولا يُمْكِنُ لأيّ أردني إلا أن يُحَاول تحسين ظروفه، وَالـمُسْتَقْبل واعد - بإذنِ اللهِ-.
Mrajaby1971@gmail.com
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير