بعثة الحج العسكرية 46 نبني جيشاً عقائديا
الخميس-2019-08-10

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - خاص - عيسى محارب العجارمه - لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، فمن دواعي غبطتي وسروري الشخصي تذكري بعثة الحج العسكرية، تلك السنة الجميلة والمكرمة الملكية السامية بعهد المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال رحمه الله، التي كنت أحد أفرادها عام 1997 ولله الحمد، فلقب الحاج هو أسمى غايات النفس لدى المسلمين جميعاً.
وهذا العام فقد سيرت القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية الجيش العربي بعثة الحج العسكرية في عامها 46 ، بتوجيهات مباشرة من جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه القائد الأعلى لجيشنا العربي، استمرارية لمكرمه الحسين العظيم.
وبالنسبة لعنونة المقال اعلاه فقد انشرح صدري، لكلمة مفتي الجيش العربي عن ترتيبات بعثة الحج العسكرية لهذا العام، سماحة العميد الدكتور ماجد سالم الدراوشة، بقوله :-(نبني جيشاً عقائديا)، وهو يتحدث لبرنامج جيشنا العربي-اعز واجمل برامج التلفزيون الرسمي الأردني - والذي يبث بتمام الساعة 6:30 من كل يوم ثلاثاء صيفاً وشتاء.
تحدث مدير الإفتاء العسكري بفوقية دينية مهيبة عن قوة العقيدة لضباطنا وجنودنا ، وهو منصب يفوق بنظري أهمية مناصب قيادية حساسة، كمدراء العمليات الحربية او الأمن العسكري، وذلك لان الجيوش العقائدية هي الأقوى منذ جيش الرسول الأعظم ص بمعركة بدر وصولاً للجيش المصطفوي حسبما احسن وصفه المرحوم الشيخ نوح القضاة والذي الجم بالحجة الدامغة فوه الشيخ كشك حينما تهكم على هذه التسمية المباركة.
حيث افاض الدكتور الدراوشة بتعريفه لواجبات مديرية الإفتاء، وهذا يحتاج مني لموضوع موسع قادم انشالله عن أهم مديريات القيادة العامة والتي اقترح على المقام السامي الكريم لجلالة القائد الأعلى بفك ارتباطها مع مساعد رئيس الأركان للقوى البشرية وترتبط بالمساعد للاستخبارات ان صحت التسميات لتقاعدي منذ عام 2003، او فلترتبط ارتباطاً مباشراً بجلاله القائد الأعلى وتكون أخطر مهامها الاستخباراتية تجديد البيعة الشرعية للملك خليفة للاسلام والمسلمين ضمن كتيب واضح فقهيا يكون دستوراً شرعياً لكل ضابط وخفير.
تحدث فضيلة المفتي من ضمن ما تحدث لبرنامج الجيش العربي، عن الجناح العلمي لمديرية الإفتاء وهو كلية الأمير حسن للعلوم الإسلامية والتي تخرج الضباط المؤهلين لقيادة مساجد الجيش العربي، فهناك ساحة التغيير لصنع الجندي العقائدي، المجبول بالبيعة الشرعية للملك الهاشمي الاشم، وخيرا تفعل م. الإفتاء بإبعاد جنودنا عن الوهابية والاخونجية، فالجندي العقائدي لا يخون وقت الشدة، ولننظر مع فارق المقارنة، جنود الجيش العلوي وهم يهتفوا كرمال الاسد رح نحرق البلد، وشتان ما بين محمد ومسيلمة.
كثيرون هذه الأيام منزعجون من تركيزي علي موضوع البيعة، لانه ركن الاستخبارات الدينية الهاشمية، وأعتقد أن هذا المقال الهام في يوم عرفه والذي اتقرب به لله واقدمه في يومي العظيم هذا ذبا عن ال البيت الكرام عليهم السلام قديماً وحديثا، واعتقد انه قد يكون ذات يوم مساقا علمياً في مناهج معاهدنا الدينية العسكرية وحتي كلية الحرب الملكية، ويجب ان يصنف ضمن بند سري للغاية في ملفات اجهزتنا الأمنية الحساسة ولكن لا كرامة لنبي في قومه.
قد أكون أطلت باطلالتي الأسبوعية بمقالي هذا عبر إعلامنا الإلكتروني، ولكني اردته ان يكون نكشة مخ لكل المرجعيات الوطنية والأمنية والدينية خلال عطلة عيد الأضحى المبارك ولا أظن أن يفطن له كبار المسؤولين لأنه امتطوا الطائرات بحثاً عن عطلة خارجية على شواطئ الريفيرا الفرنسية وغيرها فلكم دينكم ولي دين.
سارت بعثة الحج العسكرية 46 للديار المباركة، ورافقتها بقلبي وروحيا معنويا وفكريا، حيث شارك بها 526 حاج عسكري من أصل 3 آلاف متسابق تنافسوا على المعرفة الدينية والشرعية حسب سماحة المفتي الرائع الدكتور الدراوشة.
كما رافقها ذوي الشهداء والمصابين العسكريين ولأول مرة مجندات مع محارمهن، وبذلت مديرية الإفتاء المباركة، جهداً طيباً للبعثة التي نتمنى لها السلامة، من حيث إعداد المنهاج والأسئلة للمسابقة المعممة على كافة وحدات الجيش العربي البطل ثم تصحيح الأسئلة، والتي تتصف بالنزاهة العسكرية ولا تتسرب لا قدر الله كاسئلة التوجيهي سابقاً.
كما تقوم مديرية الإفتاء بترتيب عملية نقل الحجاج العسكر بحافلات مديرية التموين والنقل الملكي، وتأمين طبابة مناسبة جداً بالتنسيق مع مديرية الخدمات الطبية الملكية..
اما عملية النصح والإرشاد فتتم من خلال 25 مرشد مرافق كثير منهم يحمل درجة الدكتوراة في الشريعة الإسلامية ويخضعوا لدورة متخصصة لمدة أسبوعين لنفس المهمة.
كذلك فإن الفريق الإداري يمتلك خبرة ودراية كاملة بتسيير الحج والعمرة، حيث ختم الجوازات والتاشيرات على الحدود، وحجز فندق بالمدينة المنورة على ساكنها الشريف أفضل الصلاة والسلام، وهناك قوائم بأسماء ركاب كل حافلة، وتقديم سعر الهدي لكل حاج وبدل طعام ومصروف شخصي.
ومن باب إثراء الموضوع الطويل عن الحج أقدم إضاءة فقهية سريعة مفادها :-
وأما الحج، فشرطه الإستطاعة، قال الله تعالى (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من ملك زاداً وراحلةً تبلغه إلى بيت الله ولم يحج فلا عليه أن يموت يهودياً أو نصرانيا)، يعني إذا ملك الزاد له ولعياله، إن كان ذا عيال، والراحلة، ولم يكن له حائل يمنعه عن بيت الله، لا في نفسه ولا في حاله، وتقاعدَ عمداً عن الحج فقد وقع في خطر الحديث الشريف.
ومن آداب الحج، أن يتوب المرء حالة تأهبه للحج، وأن يقضي ديونه، ويُرضي خصومه، وأن يتخذ رفيقاً صالحاً للطريق، وأن يوسِّعَ في طعامه وشرابه في الطريق، ويُليِّنَ الكلامَ مع المكاري والخادم إن كان له ذلك، وأن يرفق بالدابة؛ فلا يُحَمِّلها ما لا تطيق أويصعِّبَ عليها، وأن لا يتجاوز الحدَّ المعروفَ بزينة اللباس، وأن يترك فضول الكلام، وأن يُكثِر من تلاوة القرآن، وإن لم يكن قارئاً فليُكثِر من تلاوة فاتحة الكتاب، والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يذكُرَ اللهَ كثيرا.
وعليه أن يتفكَّرَ ويتدبَّر في حِكَم الحج، فإن منها الحث على اقتناء المال الحلال، ومنها التعارف مع الإخوان، والوقوف على أحوال الشعوب والقبائل وصنوف الأمة في الأصقاع البعيدة، فيتعلم ما يَحسُن، ويتباعد عما يقبح، وينتصر للمظلوم، ويقتدي بالصالحين، وتعلو في الله همته، فيعْلَمَ العلم اليقين أن حفلة الدين لا تقوم إلا بالأمن والأمان وراحة البال وطيب المال وقوة الرجال، ويرى قيام الصفوف في الله، فيعمل مع الجماعة لا يشذ عن إخوانه المسلمين والنبي صلى الله عليه وسلم قال (يد الله مع الجماعة) الحديث.
فلا يخالف سواد المسلمين شاذّاً مُبتدعاً، ولا زالاًّ مُلحدا، ولا ينقُض عهداً، ولا يشُقَّ العصا، ولا يندمج فيمن عصى، يكون بما يكسبه إياه نظره من العبرة في صف الذين يتعاونون على البر والتقوى، ولا ينخرط في صف أُناسٍ يتعاونون على الإثم والعدوان، يترك الهجر والهُجر، ويعمل بالخير والبر.
ومن حِكَمِه العالية، أعني الحج، أن الله تعالى جعله رهبانية لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، وجعل سفَرَهُ مِثالاً لسفِرِ الآخرة، فيتذكر الحاج في سفره ووداع أهله وداع الأهل في سكرات الموت، ويتذكر من مفارقة الوطن الخروج من الدنيا، ومن التفافه بالإحرام الالتفاف بالكفن، وهنالك يكون مُتنبِّهاً يقِظاً، لا يظلم ولا يطغى ولا يتكبر، ولا يرى له على غيره مَزِيَّة، ويُعرض عن الدنيا الدَنِيَّة بقلبه وكلِّه، ويجمعها من الحلال ليُنفقها في الله ذريعة يتخذها للنجاة في يوم العرض على المَلِك الدَيَّان، إذا قَدِمَ عليه عارياً أشعثَ أغبر، لا فرق بينه وبين عبده يتطلب فضل الله، ويترقَّب رحمة الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وفي هذه الأركان الكريمة، فعلى المسلم أن يتعلم من علماء مذهبه الذي يتمذهب به أحكامها وفرائض الأعمال المُنضمَّة بها، والسُنَن المُندمِجة فيها، وأن يُخلِصَ في أعماله، ويجمع بين صحيحِ حالِه وصادقِ مقالِه، وأن يُنزِّهَ نفسَه عن النقائص، ويتحلّى بأشرف الخصائص، ويتحقق بالإخلاص المحض، ألا لله الدين الخالص.
وختاما نسأل الله العلي العظيم ان تكون هذه المكرمة الملكية السامية بميزان حسنات القائد الأعلى للقوات المسلحة الملك عبدالله الثاني المعظم حفظه الله ورعاه ونقول لكل الأخوة الحجاج في بعثة الحج العسكرية 46 حجا مبرورا وسعيا مشكوراً. رافقتكم السلامة في حلكم وترحالكم.

