حنين..
الأربعاء-2019-08-07 11:34 am

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتبت شيرين بكج
تخرج من نفسك.. تتحسس جرحك..
تتأمل ذلك الوجه كيف يكسوه الشحوب
تحلق إليهم.. لتبحث عن آثارك عندهم .. فلا تجدك..
فتعود للبدايات.. عند تلك المحطات وتلك الفصول
فتعلق عند أجمل الفصول فيشتد المطر
ويشتد البرد.. ترتجف.. ينزف الجرح
فتهطل معها الدموع
تتألم ساكنا.. يفتق الجرح ويزيد النزف..
تبكي الضياع.. أين أنا..
أين هم !!
تصاب بالحمى وتبدأ الهلوسات
فتتدثر بذكرى البدايات أملا بالدفء
حتى ينتهي شريط الذكريات حيث كلماتهم الأخيرة..
فتنهار ألما..
من منا يحن لجرحه ونزفه!!
من منا يفتق جرحه بيده حتى لا يبرأ !!
في متحف الذاكرة ..
تجدهم آثارا، اصناما حنطهم القلب ليعاند الزمن ..
فلا حاضر ولا مستقبل بلا عودة ليحتضن معه الماضي ..
فالحنين لغة مكتوبة.. وعهدا قديما.. واتفاقا مبرما بين العقل والقلب..
الحنين هو الحرب الوحيدة التي يقف أمامها العقل هزيلا عاجزا، فيعترف بها ويعلنها أقوى هزائمه ..
واعنف انكساراته أمام احتضار القلب..
مسكين أيها القلب..
انت أول وآخر الخاسرين، بل أنت الخسارة الوحيدة التي لا تعوضها ازمان من العمر..
وحيد وحيد.. وسط الصراعات.. تأوي آثارهم..
تئن.. تنزف.. تحن..
و المعجزة كيف يبقى إيقاع النبض فيك مستمرا لتحييهم فينا.. ولنحيا من بعدهم..
لنبقى مرضى مصابين بحمى الأمل ..

