النسخة الكاملة

مسؤولو مادبا،،، لا تنقصوا المكيال

السبت-2019-07-27 03:39 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز - كتب زياد الشخانبة 
أيديكم ترتجف، وألسنتكم لا تلهج بالاستعراض المعتاد وتغيب أفعالكم خلف الشمس ويعتلي اهتمامكم ايدولوجيا المناطقية التي خَلَدت إلى عقولكم فنسيتم القيم وتلاشت لديكم الثقافة الاجتماعية التي يكون فيها المسؤول للجميع. 
 ما سبق يحدث إذا ما تعلّق الأمر باتخاذ قرارٍ خدمي يخص منطقة المريجمات التي تضيع حقوقها تأنيباً لأنها ضمن مناطق بلدية مادبا وكأنكم لا تريدونها، فيتم تأخير واعاقة ذهاب الخدمات جنوباً ذ، وبلا إستحياء يكون الحديث هامشياً إذا تعلّق الأمر بها، وبلا خجل يكون التفريق على أساس التقسيمات المناطقية في مشهدٍ أشبه بما حدث سابقاً مِن تقسيمٍ للبلدات السورية الجنوبية بين جبهة النصرة وداعش.
مادبا المدينة والضواحي ليست لأحد وهي للجميع ولا مساومة ولا سماح لأي تقسيمٍ هزيل يكون وفقهُ توزيع الخدمات، ومادبا البلدية والمحافظة ومجلس المحافظة ليست لأحد بل للجميع، ومادبا التي يتواصل فيها مسلسل التهميش لمنطقتنا لم يبقي فينا للسكوت متسعاً، وأن مسلسل التصعيد في الأيام المقبلة سيكون حاداً ولن يكون من بينه مزيد من الحياء بل ستشاهدون بأعينكم ما هو مختلف وستدركون خطأكم. 
 ظُلمت منطقتنا الجميلة لأنكم تغمضون أعينكم عنها وتنسون أنها الوحيدة التي لا يوجد مِن بين أهلها مَن يمثلها في مجلس المحافظة، ظُلِمت لأنهم وضعوها في انتخابات اللامركزية مع منطقة ماعين التي تفوق أربعة أضعاف بعدد الأصوات وبالتالي حُرمت المريجمة من التمثيل في مجلس المحافظة .
الكلام هُنا رسالة اخطها بإسم المئات من أهالي المنطقة الذين صمتوا لسنوات؛ لأنهم لا يعرفون أسلوب "البلطجة"، وجُلّهم من العقول النيرة المثقفة والمراكز المتقدمة والشهادات العليا التي تبعث بعتبها إلى البلدية والمحافظة ومجلس المحافظة وجميع المسؤولين والمجالس جرّاء ما يلمسونه مِن تعطيلٍ للخدمات من قبل رؤساء وأعضاء وموظفين ينطقون صراحة بتقسيمات مناطقية دونيّة رجعيّة نابعة من عقولٍ متهالكة صدِأه. 
لذ، فإنني أُحذّر من استمرار هذه السلوكيات التي تعيق تطوّر منطقتنا، واطالب بأن تتوزّع الخدمات بعدالة بين جميع مناطق مادبا وعدم تغييبها وتقليصها إلى الحد الأدنى عندما يكون الأمر متعلّق بنا، الأمر الذي جعل الأهالي يتحدثون عن تصعيد يتحركون فيه من المنطقة إلى وسط المدينة .
أخيراً، لا يمكن تخيّل مدينة الفسيفساء الجميلة التي يتعانق فيها الشجر والحجر، أن يكون مِن بين ضواحيها تفرقة، ولا يمكن مشاهدة أي عبث يطال عقيدة العيش المشترك وعلاقات الاحترام التي تتميّز فيها مادبا تاريخياً وقد تعوّد الناس على معاني الأخوّة والمحبة والعدالة التي يسعى البعض اليوم إلى تحطيم هذه المعاني.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير