أبو عارف..
الخميس-2019-07-23

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - عوني حدادين
لا ادري لماذا اختار ذلك الرجل المسلم الخليلي قريتي الجنوبيه الكركيه الفقيره المسيحيه الرابضه على اطراف الصحراء والتي تفتقر الى ابسط مقومات الحياة.. واسمها السماكيه ....اختارها لتكون مقرا داءما له ولاسرته ويفتتح فيها بقالته المتواضعه او لنقل مجازا مشروعه الاستثماري البسيط...
كان رجلا فاضلا بكل معنى الكلمه احب اهل قريتي البسطاء فبادلوه الحب والاحترام...
ابو عارف ادخل لقريتي ثقافة احترام الاديان.. فاختلط صوت عبدالباسط عبدالصمد الذي كان يصدح من مذياعه صباح كل يوم مع صوت اجراس كنيستنا... فاحببنا كلا الصوتين .. ادخل علينا ثقافة احترام تقاليد الآخر فكانت زوجته الفاضله ترتدي الخمار وتلتزم بيتها المتواضع... ولم يمنعها ذلك من استقبال نساء قريتي البسيطات بلباسهن التراثي المعروف...
كانت بقالته مصدر الفرح لنا.. ففيها كل ما يلزم للعيش البسيط.. واهمها السكر والشاي... لم يرفض لنا طلبا يوما ما.. حتى لو لم نكن نحمل الثمن.. فالدفتر موجود..
كان مصلحا اجتماعيا ..له مكانته المحترمه .. فهو الاقدر على اصلاح ذات البين حتى بين الرجل وزوجته وكنت شاهدا على بعض المصالحات في عائلتي... هو من كان يتوسط لنا كطلاب صغار عند كاهن الرعيه بصفته مدير المدرسه لتعطيلنا ايام البرد والمطر... وطلباته كانت مستجابه دائما..
كان رجلا فاضلا... تعلمنا منه ان لا فرق بين مسيحي ومسلم. ..بين اردني وفلسطيني... بين كاهن وشيخ... بين منقبه محتشمه وتلك التي ترتدي المدرقه .
رحمك الله يا ابا عارف.. كم نحتاج امثالك لرأب الصدع وإصلاح الخلل...ورحم الله ايام المحبه والطيبه والالفه ...ابو عارف هو الفاضل (حربي مرقه) من الخليل..وعاش في قريتي ما يقارب الاربعبن عاما متواصله ... لروحه الرحمه ...

