سليم البطاينه ٠٠٠٠( أَنْجُو سَعَد فَقَدْ هَلَكَ سَعِيدُ )
الخميس-2019-07-04 08:08 pm

جفرا نيوز - جفرا نيوز- كتب النائب السابق المهندس سليم البطاينة
عنوان المقال هو مثل عربي شاع واشتهر منذُ زمن بعيد !!!!! سعد وسعيد أخوين خرجا طلباً لبعض الأعداء ، فغلب الحماسُ على سعيد ومن معه فسبقوا سعد في الخروج ولَم يعلموا ان الأعداء قد نصبوا لهم كميناً ليقتلوهم !!! إلا واحداً منهم فر هارباً ليقابل سعد في الطريق ويقول له جملة واحدة ؟ ( أنجو سعد فقد هلك سعيد )
فالمجتمعات التي يعمُ فيها الفساد والفوضى والظلم وتتوارى فيها العدالة الاجتماعية يهجُرها خيارُها وتتغير ملامحُها !!!!!!!!! فيخطىء من يظن أن أثر الاكتاءب الذي يعاني منه الأردنيين يقف عند حد إلهاءهم وإضاعة وقتهم بقصص مُثيرة للضحك والجدل مثل قصة ( فيلم ألجن ؟ وسيارة المراسم ؟ والبيض الفاسد !! ولية الخاروف وحبات البصل وغاز الريشة وحقول نفط السرحان ٠٠٠٠ الخ ، فمثلُ تلك السياسات إلالهاءية هي عميلة تلجأ لها الدولة عادة لتوجيه الراي العام عن اشياء اخرى وفيما يسمى ( الادارة بالأزمة ) وتعني خلق أزمة أو حدث معين لياخذ وقت الناس
فالأمور تتعدى اكثر من ذلك بكثير فكل ذلك يدفع برأس المال بالهجرة والخروج إلى مناطق آمنة بحثاً عن الاستقرار الاقتصادي !! ويتبعه بعد ذلك هجرة العقول والخبرات والكفاءات وأهل الرأي والحكمة ليحل محلهم ويملاء الفراغ مجموعة من المطبلين والمنافقين ؟ وبذلك تتغير طبيعة المجتمع وتركيبته وتضيع إنجازات حققها وبناها رجال على مر الزمان !!!! فلمن لا يعرف فمزاج الأردنيين ليس بخير ويعيشون منذ سنوات طويلة جواً اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً ملبداً بالغيوم ؟ ومن سماته التوتر وانعدام الثقة واليأس من تحسن الأوضاع !! وهم الان مؤهلين أكثر من أي وقت مضى لتقبل ما هو أسوء من التوقعات ؟؟ فحسب دراسة بريطانية فأن ٤٠٪ يفكرون بالهجرة و ٣٤٪ يعانون من الاكتاءب !!!!! فلمن يهمه الامر فالتطبيل والتملقُ لا يمكن ان يكون أساساً لبناء وطن أو تطور مجتمع !!!
ففي كل يوم نقرأ ونسمع ونُشاهد ما يدور من أحاديثُ داخل غرف مغلقة ومفتوحة !! فاليأس والخوف هما سيد الموقف ؟ وفِي حالة استمرار ذلك فلا أحد يُخمن الوجهة التي سيسقطُ فيها البيت ؟ فمعالم الطريق ضاعت في دوامة الأزمات !! فالصورة غير واضحة ولا يوجد هناك شيء يسرُ ولا خطوات تُطمئن ؟ فالعناد والمكابرة وتحدي مشاعر الأردنيين تتفاعل وتنعكس علينا جميعاً !!! فالناس خنقها الاحباط وأنهك رؤاها وحرمها من الحلم ؟ فأينما تولي وجهك تجد مآسي الناس ما بين الطموح والجروح ؟ فقد أختلطت عليهم الأمور وأصبحوا لا يجيدون الركض والتفريقُ بين الواقع والوهم ؟ فالمستقبل مُظلم وهم في عزلة وضياع وانحطاط دائم ولَم يعد معنىٍ للوطن لديهم !!!
فأين هي الحقيقة في ما نسمع ونقرأ ونُشاهد ؟؟ ولماذا نجد أنفسنا نسأل عن الحقيقة ونبحث عنها كمن يبحثُ عن إبرة في كوم قش ؟ فهل الحقيقة باتت أحجية عصية على الحل ؟ وهل هي تكمنُ في مكان ما بعيد عن هنا ؟ وهل تلك الحقائق هي ثابتة أم متبدلة ؟ فلا جدل إطلاقاً بأننا بأنتظار عواصف لا يعرف زمن هبوبها !!! فنحنُ الان نقفُ على آتون مرحلة هي الأخطر في تاريخ البلاد !! فالدولة وجميع اجهزتها عجزت كلياً عن احتضان الأردنيين ؟
فهنالك يومياً تحدي لمشاعر الناس من قبل بعض المسؤلين المأزومين !! منهم من يتحدث عن مشروعية الجباية والضرائب والرسوم التي انهكت البلاد والعباد !!! فأحداث صغيرة من شأنها أن ينتجُ عنها كوارث كبيرة غير متوقعة !!! فللعلم ففقراء الاْردن ومساكينه ومستضعفيه أصبحوا لا يخافون من شيء لانهم لا يمتلكون شيئاً ليخافوا عليه ، ولَم يعودوا قادرين على الركض فقد خذلتهم اقدامهم !! فكلما إرادو الخروج من حفرة وقعوا بحفرة أخرى !! فالوجع هو حين يصير وطنك غريب عنك وتُصبح فيه لاجىء !!!!!!! فسنوات من الزمن ضاع بها الوطن !!!! فالاردن لن يكون جميلاً عما قريب ؟ وقد يُصبحُ فيما بعد ؟ وقد يصير في أحد الأيام !!!!!!!!!!!! لكن ليس عما قريب ؟ فألى متى سنبقى نقتل القتيل ونسيرُ في جنازته ثم بعد ذلك نتقبل العزاء ؟ وإلى متى سنبقى مُثقلين الأعباء بتحمل نتائج السياسات العقيمة ؟ فليست الطيور على اشكالها تقعُ دوماً !! فالأيام والسنوات أوقعت الأردنيين على غير اشكالهم وأجبرتهم على كثير من الوجوه التي يكرهونها وهي بالأصل لا تشبههم أبداً !!!!!!!!!!! فهل ما يحدث لنا في هذه الأيام شيء طبيعي أم أننا على حافة الجنون !!!!!!!!!!!!!!!!!

