بيض ودجاج وجهل مطبق..
الخميس-2019-07-04 01:31 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - ابراهيم عبدالمجيد القيسي.
ماذا تعرفون عن الدجاج وقطاعه في الأردن؟
يشكل هذا القطاع 25% من القطاع الزراعي الأردني، ويشكل 50% من الثروة الحيوانية، انطلق منتصف الستينات في "الغور" اعتقادا من الناس آنذاك بأن الحرارة بيئة مناسبة لتربية الدجاج اللاحم، أما اليوم فلا يوجد في وادي الأردن سوى "مزرعتين بس"! لكن قبل 10 سنوات مثلا كان عدد المزارع في الأردن كلها 2200 مزرعة، أصبحت الآن 1600 مزرعة، طاقتها الانتاجية أصبحت 4 أضعاف مقارنة مع ال 2200 مزرعة التي كانت قبل عقد من الزمان، وإننا في الأردن لا نستورد دجاجا الا عند الحاجة، وأبشركو :آخر 4 سنوات لم نستورد شيئا، حيث اصبحت كلفة انتاج الدجاج المحلي تساوي كلفة المستورد، فلا امتياز في سعر المجمد، لأن المحلي الطازج أصبح اقل سعرا، ولا نستورد سوى ما تحتاجه بعض المصانع مما يسمى "اللحم المطحون (MMD)"، يستخدمه 12 مصنعا أردنيا مختصا في انتاج لحوم البرغر واللانشون والمرتديلا ..الخ، وننتج منه محليا 2 – 3 آلاف طن، بينما حاجة المصانع 15 الف طن سنويا، فالكمية التي تستوردها المصانع ١٢ - ١٣ طن سنويا فقط، علما أن لدينا مثلا مصنعا أردنيا من بينها يصدر منتجاته الى 63 دولة حول العالم.
تنتج مزارعنا 330 مليون صوص، وتحتاج سوقنا المحلية الى 185 مليون فقط، والباقي يتم تصديره إما بيض تفريخ أو صوص بعمر يوم واحد، وهذا النجاح تحقق لقطاع الدواجن بسبب قيام وزارة الزراعة بحمايته وتنظيمه، فأصبحت تقاناته متطورة، وانتاجيته عالية، حيث كان 2.1 كغم من العلف يعطي 1 كغم من اللحم، لكن اليوم 1.5 كغم علف يعطي 1 كغم لحم، علما أن الأعلاف نباتية، ولا يسمح الأردن باستخدام الأعلاف المحتوية على خلطات حيوانية كالسمك المطحون، ورغم أنه مسموح به عالميا، إلا أن الأردن احتفظ بجودة منتجه من الدجاج وبيض المائدة، بالتزامه بالمواصفة الأردنية، أما عن سبب ارتفاع سعر الدجاج في الأيام الماضية هو قلة انتاج الدجاج اللاحم (خربطة رمضانية)، حيث تحتاج السوق المحلية من 20 – 22 ألف طن يوميا بينما كانت كمية الانتاج فقط 18 الف طن يوميا، وهنا يجب أن نعلم أن الأردن نجح في تطوير هذا القطاع وتنظيمه، وزاد في الانتاجية والجودة، ومهما بلغت أزمة اسعار الدواجن، فهي أزمة قصيرة المدى، لأننا أصبحنا نستطيع الحصول على دجاجة وزنها 1600 غم، خلال 35 يوما فقط.
أما عن بيض المائدة، فثمة جهل كبير في هذا الموضوع، حيث ساد حديث عن بيض فاسد وأصبح الناس يحسبونها بالبيضة، وهم لا يعلمون أن انتاج مزارعنا يوميا هو 4 مليون بيضة، وتحتاج سوقنا المحلية سنويا من 950 الى مليار بيضة، وبسبب تكدس انتاج شهرين من البيض، أصبحت الكمية كبيرة في الأسواق، حيث لا اقبال على بيض المائدة في شهر رمضان مقارنة بالأشهر الأخرى، ولأن البيض يتم حفظه لمدة شهرين بدرجة حرارة 8 مئوي، أو 20 يوما في حرارة 14 مئوي، فإن ما نسبته 1 الى 2 بالمئة قد يتأثر بالظروف الجوية، فيقل تماسك "الصفار" ويعتري القشرة لون أقل بياضا، وتقترب مدة صلاحيته من الانتهاء، لكنه صالح للاستهلاك البشري، لأن فساد البيض ظاهري، كوجود الرائحة أو الكسر..
حين يقول قائل تم اتلاف 80 الف بيضة، فهم يقولون تم اتلاف 25 صندوق بيض، كل صندوق يحتوي 12 طبقا، وكل طبق فيه 30 بيضة، وهي كميات تتواجد في بقالة واحدة، وقد تعاني ظروف تخزين سيئة ويتم اتلافها..
فالحديث عنها ليس خبرا مثيرا، لكن المثير هو قلة معرفة الناس، وغياب ضمير بعضهم حين يتحدث عن بلده وقطاعاته الانتاجية واقتصاده بالسوء في مثل هذه الظروف وغيرها..
تكدّس في الأسواق انتاج شهرين من بيض المائدة، وحين نعلم أن كلفة صندوق البيض "12 طبقا" أي 360 بيضة، هي 17 دينارا، فإن الخسارة كبيرة حين يبيعه المزارع ب 10 دنانير، وهذا سبب اعتمده بعض الجاهلين في إشاعة خراب وفساد البيض بسبب رخص سعره، وبسبب العروض التسويقية ..
نصدر سنويا 150 مليون بيضة، و50 مليون بيضة تفريخ او صوص بعمر يوم واحد، علما أن الاردن من الدول القليلة التي تملك مزارع الجدّات، يكون سعر الصوص منها بعمر يوم واحد هو 3 دنانير.
لا عليكم، فعلى الرغم من أن مساحة المقالة لا تكفي، إلا أن العقل يتسع والجهل يضيق حين تحضر الحقيقة..

