النسخة الكاملة

سليم البطاينه ٠٠٠٠( إغراق المواطنين بقروض تفوق قدرتهم على السداد !! لمصلحة من ؟؟ )

Friday-2019-06-28 10:17 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز - كتب النائب السابق المهندس سليم البطاينة
من منكم شاهد مسرحية William Shakespeare تاجر البندقية The Merchant Of Venice !!! وكيف قام التاجر اليهودي الجشع ( شيلوك ) بإقراض أنطونيو مبلغاً من المال وماذا اشترط شيلوك على انطونيو؟؟ فإغراق الافراد بالديون والقروض يُحولهم إلى اشبه الخضوع الكامل للمقترضين إياً كانوا ؟ وكما قال ( كارل ماركس ) أن رأس المال الوهمي في قرية صغيرة وفقيرة والجميع غارق في الديون ويعيش على الاقتراض
فاللجوء للبنوك والاستدانة منها هو شي طبيعي ومرغوب ببعض الأحيان !!! لكن يجب ان تحكمه عوامل مهمة جداً واهمها قدرة المستدينين على تسديد الاقساط في المواعيد المحددة !!!!!!!! فقبل سنوات غرق الأردنيين بالديون وسط تسهيلات منقطعة النظير دفعاً نحو القروض الاستهلاكية والتي أدت إلى إهمال القروض الإنتاجية ؟ فالتركيز وللاسف كان على شريحة الموظفين المدنيين والعسكريين دون غيرهم !!!؟ مما جعلهم غرقى بسداد قروض عالية الفوائد !!! فالذي حصل سابقاً كان عبارة عن كارثة ادارتها الحكومة واشرف عليها البنك المركزي ؟ فالتوسع الذي حصل في إعطاء القروض وما يرتبطُ بها من تسهيلات ساعد على زيادة أعداد البنوك ومنها بنوك شاطئية للأسف ؟ فالصادمُ في الامر هو تقارير الاستقرار المالي الصادرةُ عن البنك المركزي والتي اشارت الى ان مديونية الافراد تجاوزت تقريباً مبلغ العشرة مليار دينار !!! وبمعدل نمو تقريباً ٩،٧٪؜ !!!!!!! علماً بأنه ومنذ ثلاث سنوات تقريباً دُق ناقوس الخطر حيث تشددت البنوك في منح التسهيلات المالية للأفراد !!!!!! فقبل سنوات سهلت الحكومات السابقة السياسات الاقراضية الاستهلاكية بشكل واسع وإغرقوا المواطنين بالديون وجعلوا همهم هو السدادُ لئلا يدخلوا السجون ؟ فالاردنيون أصبحوا فريسة لقروض لا طائل إنتاجي أو تنموي منها !!!
فهل هو إمعانٍ في إغراقهم بديون تفوق قدراتهم على سدادها ؟ فالاردنيين ما يزالون غرقى في بحر تلك القروض !!!! فهنالك آلاف القضايا داخل المحاكم وآلاف اخرى داخل السجون !! وهذا مؤشر خطير جداً ويعني أن المجتمع فقير.
فالنتائجُ السلبية للقروض لا تتوقف عند حد الأزمات المالية للشخص المقترض إنما تضربُ اركان الاستقرار النفسي والاجتماعي للمقترضين وأُسرهم !!! فالبنك المركزي ومن المفترض ان يكون لديه الان قيود على القروض الاستهلاكية مقابل تشجيع القروض الاستثمارية الإنتاجية ، ووضع آليات لمنح تلك القروض ومتابعتها !! فالمجتمع مقبل على مشكلة خطيرة ونحن بها الان وتتطلب تدخلات الجهات المعنية لتدارك الأمور !! فالمواطن الاردني هو الضحية الاولى وه الخاسر الأكبر والوحيد في هذه القضية !!!!!!!!!!! فهل هنالك هنالك وسيلة للخروج من حفرة الرمال المتحركة هذه ؟ فما زالت الحكومات عاجزة عن تحقيق إنجازات اقتصادية حقيقية وخلق فُرص عمل.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير