النسخة الكاملة

سليم البطاينه ٠٠٠ ( إنحدار الرعاية الصحية الحكومية !! )

الأحد-2019-06-02 11:42 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز - كتب النائب السابق المهندس سليم البطاينة
يعتبر قطاع الصحة العام وشبه العام مثالاً للتحديات التي تواجه الحكومات والدولة !! فسؤ إدارة الدولة لمواردها وراء إغفال قطاع الصحة الحكومي ، وتدني الخدمات الصحية ما هو إلا سبب غياب المشاريع التنموية !!! فالمستشفيات الحكومية هي الملاذ الأول للأردنيين وخصوصاً الفقراء منهم والموظفين !! فالدولة عملت على الانسحاب من قطاعات عديدة مثل الطاقة والاقتصاد والنقل والمياه ، وتركت سياسات السوق تُحدد الأسعار ؟ ولكن ليس من المعقول أن تنسحب الدولة من مسؤوليتها عن الصحة والتعليم الذين يعتبرون أخر القلاع التي ينبغي أن تُدافع عنها الدولة لتحافظ على في التنظيم الاجتماعي والاقتصادي ٠ فالعلاج ليس رفاهية من رفاهيات الحياة ، لكنه أصل الاستمرار بالحياة
فقطاع الصحة التابع للدولة يعاني من وضع صعب في مجال الرعاية الصحية ! فهنالك أزمة من نقص الأدوية والمستهلكات الطبية ، ومشاكلُ أخرى عديدة مثل تردي البنى التحتية ونقص الأطباء والأخصائيين وخدمات التمريض !!! فهجرة الكفاءات الطبية إلى الخارج أمر مزعج سينعكسُ على توازن المنظومة الصحية بالأردن ؟ فعلى ما يبدو فأن قطاع الصحة العام تخلى عن دوره لصالح القطاع الخاص بطريقة مقصودة أو غير مقصودة !!! فوزارة الصحة للأسف تراجع دورها إلى حد كبير في القدرة على ابتعاث الأطباء بهدف التحصيل العلمي والاستفادة من خبرات العالم المختلفة !!! وأصبحت الوزرارة أحياناً عاجزة عن توفير الاختصاصات المطلوبة والأدوية المهمة لمرضى السكري والضغط والقلب والربو والجلدية والعيون وحليب الأطفال العلاجي ؟؟ فالأزمة باتت معضلة كبرى ؟ فلا نعلم لماذا لم يلتفت المسؤولين بالدولة لهذه الكارثة والتي هي حصيلة سنوات طويلة !!! فنحن نعلم جيداً ان وزارة الصحة تعمل في ظروف صعبة سواء بحجم العمل أو نقص التخصصات !! فالمستشفيات والمراكز الصحية تحتاج الى دعم كبير ومكثف لتوفير أطباء اكفاء وممرضين ورعاية صحية شاملة ومتكاملة وبنية تحتية صالحة للاستخدام البشري
فعدم توفير تلك المتطلبات هو رسالة للأردنيين عنوانها أنكم اصبحتم عالة على الدولة ؟؟ فالدول المتقدمة في العالم وصل فيها نصيب الفرد من ميزانية الصحة بحدود ٢٠٠٠ دولار !! فمعظم حكومات العالم تنفق بين ٥٠٪؜ - ٦٠٪؜ من الناتج المحلي الاجمالي لتوفير حياة كريمة لشعوبها !!! فالصحة هي أكثر ما يُثير القلق الاجتماعي !!!!! فالاهتمام بالأهداف الصحية قصيرة المدى على حساب الأهداف طويلة المدى سيسبب مشاكل كثيرة مستقبلاً ؟ فالذي نتطلع له بان يكون هنالك شكلاً مختلفاً لمستشفيات وزارة الصحة ، شكلاً يعود بِنَا الى ايّام الستينات عندما كانت المستشفيات الحكومية في قمة الرعاية الصحية !!! فما يقلقنا الان هو التآكل المستمر والمطرد للموءسسات الصحية للدولة بشكل عام !! وهذا امر واقع
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير