النسخة الكاملة

اوراق كوشنر خارج اطار الوعي السياسي

الخميس-2019-06-01
جفرا نيوز - جفرا نيوز - في عصر تسارع الاخبار وتدفق المعلومات وتكشف الحقائق بات واضحا جدا أنه لا يمكن التشكيك بموقف الهاشميين تجاه القضية الفلسطينية ، بدأت الاوراق تتساقط وترسم منظرا خريفيا في لوحة العرب التقليدية ، الا ان هذه المرة اصبحت الاغصان شديدة الوضوح خاوية الاوراق ، فقد هوت الكثير من الاسماء وانحدرت مبادىء الكثر تجاه هذه القضية المحورية ..

تحركات كثيرة تجري في الاقليم لتشتيت القضية ، ما بين انشغال الخليج بأزمته مع الخصم الاقليمي ايران ، وما تعانيه باقي الدول العربية من تفكك وتباعد وخذلان متبادل ، وما بين ما يحاك في الخفاء وتحت الطاولة لفلسطين او للقضية بأكملها ، جميع هذه التحولات تصنع مسافة آمنة لصناع السلام المزيف أن يذعنوا عن نواياهم بكل شجاعة ..

إن زيارة كوشنر للأردن ، ذلك الرجل القادم من مدرسة اقتصادية خالصة يحاول من على اعتابها ان يقفز للدخول الى ردهات القصور والعمل السياسي في محاولات بائسة وخبرة دبلوماسية بدائية وفهم سطحي للمنطقة ، لا يمكن لهذا الهاوي أن يصمد طويلا أما حدية وجدية قرارات الملك ، وبلغة مجردة من الانتماءات العاطفية فإن كان كوشنر قادما من الدولة التي صنعت قطبا بشكل أحادي منقطع النظير عبر التاريخ ، فإن الملك عبد الله الثاني صنع نفوذا وإدارة للملفات الخارجية باقتصاد متواضع ومعطيات صعبة وخيارات محدودة يتخطاها الواحدة تلو الاخرى بكل ذكاء ، ومن هنا نجد أن عظمة الانجاز حين نكون لا نملك وليس حين نملك كل شيء ..

لذا فلا أحد يمكنه أن يشكك بحجم موقف الملك عبد الله ، وما يُصنع في الغرف الاعلامية الكبيرة من ارباك للموقف ، وتزييف للواقع ، وتشكيك في حجم الثبات ليست جميعها الا مهاترات . .

فالملك اعلنا بكل وضوح ، بدءا من كلا الثلاثية ( كلا على القدس ، كلا على التوطين ، كلا على الوطن البديل ) لتستمر كلا في عملها برفض مقترحات كوشنر ، او حتى تبادل الدبلوماسية المرنة مع أساسيات ثابتة كعاصمة فلسطين ( القدس الشرقية )

نحن اليوم وبكل وضوح نشكو ضعف وحدة الصف العربي ، لكن الصف الاردني قوي جدا ومتماسك ، فالعشائر صمام أمان ثابت تقف جنبا الى جنب مع هذه القضية بالاعتماد على شجاعة الملك وقوة كلمته ..

لذا فإن ما يدور حول ما يسمى بمؤتمرات لرسم خرائط هذه الصفقة المشبوهة كالتي ستعقد في البحرين او غيرها ، لن تحظى بالاهتمام الاردني ، فموقفنا ثابت على محور القيادة ومحور الشعب مهما زادت الضغوط ومهما حيدت القضية ( فتح ملف ايران والخليج لابعاد الضوء الساقط على مصير القدس وفلسطين ) ..

قيادتنا تملك ذكاء رفيع المستوى ، ودبلوماسية متوارثة بامتداد عن الاجداد ، اما هواة الدولار والصفقات فسيسقطون هم وصفقاتهم فهم لا يتعدون باحثين عن الثروة لا يدركون في علم السياسة شيئا ..

#روشان_الكايد
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير