النسخة الكاملة

صفقة القرن والطاولة المستديرة

الخميس-2019-05-30
جفرا نيوز - جفرا نيوز - المحامي عمر الدواهدة
في لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني بكوشنر والذي تم على طاولة مستديرة وهذه الطاولة لها مدلولات بالبرتوكولات الرسمية فالطاولة المستديرة في المجال السياسي عبارة عن تعبير اصطلاحي يعني المفاوضات التي تجري بين الأطراف المعنيّة على مستوى متكافئ، أي دون أن يكون لأحد الأطراف ما يميّزه عن غيره و يبرز هذا المعنى بصفة خاصة في حالة إجراء مباحثات بين دولة كبرى و صغرى أو بين دولة حامية ومحمية أو مع دولة تمثّلها عدة أحزاب وطنية متصارعة.
جلالة الملك أكد خلال اللقاء بكوشنر على ضرورة تحقيق السلام الشامل والدائم في المنطقة والقائم على أساس حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ،كما أكد جلالة الملك على عدم التزامه بحضور ورشة البحرين والتي تمثل الجزء الاقتصادي من خطة السلام الامريكية بحسب ما وصفها البيت الابيض.
هذا الموقف الاردني الهاشمي الصارم جاء بحكم الوصاية الهاشمية على القدس والمقدسات الاسلامية وأيضا بسبب دور الاردن الرئيسي في المنطقه وما يقوده الاردن من حراك سياسي في المحافل الدولية والسياسية والذي يؤكد من خلاله أن القضية الفلسطينية هي القضية الاولى في المنطقه وأن لا سلام دون حل الدولتين واقامة دولة فلسطينية مستقله عاصمتها القدس الشرقية 
يقف اليوم سيد البلاد سدا منيعا كالجبل بمواقف لا تهزها الرياح العاتية او تنال منها، يقف في وجه كل محاولات الرفض والتدنيس الغطرسة والتهويد لوحده، لذلك لابد من موقف داخلي صلب وعنيد ليتزاوج الموقفان ويكشفان عن موقف اردني شديد المراس والقوة، نعم لابد من موقف يسانده بعد ان ظهر الاستهداف المباشر والتآمر الجلي على الموقف الاردني والمحاولات للنيل من قدسية تاريخه وحضوره.
ان هذا الموقف الاردني عبر كل الصعد والمحافل العربية والدولية كان وما يزال موضع الاهتمام والتقدير على المستوى العربي وليس الاردني فحسب بل يؤكد ان القدس تعيش في قلوب الاردنيين كافة وفي مقدمتهم جلالة الملك عبدالله الثاني؛ لان الاردن قدم الكثير من الشهداء والتضحيات على اسوار القدس وبذل الكثير من الجهود والحقائق والوقائع الناصعة التي لا تُنسى لانقاذ القدس ابتداء من عام 1948 ومنها قوافل الشهداء في ذلك الوقت وكذلك مسيرة المعاناة والآلام حتى عام 1967.
فهذا الموقف الوطني والقومي تجاه المقدسات والذي يقوم به جلالة الملك عبدالله الثاني نحو فلسطين هو الشأن الهاشمي الدائم؛ لانه مرقد الراحل الكبير الحسين بن علي في القدس والاقصى، وهو الذي استشهد فيه الملك المؤسس عبدالله بن الحسين طيب الله ثراه ولاقى وجه ربه سبحانه وتعالى وأكرمه الله بان يكون شهيد الاقصى، وهذا الدور الهاشمي الرائع يمثل تجسيدا للسياسة الهادفه للحفاظ على المقدسات في المدينة المقدسة والدفاع عن قضية فلسطين الامر الذي يتوجب توحيد القوى العربية وفق المتغيرات الحديثة للاسهام مع الاردن لمساندة الاهل والاخوة الفلسطينيين ضمن اقصى الطاقات والامكانات لاستعادة حقوقهم الكاملة على ترابهم الوطني.
نقول لجلالة الملك سر ونحن خلف لاءاتك الثلاث وسنبقى الشعب الصامد والداعم لمواقفك تجاه قضيتناالاولى .
حمى الله الاردن وقيادته الهاشميه ومقدساتنا الاسلامية من شر الطامحين والعابثين .
المحامي عمر الدواهده
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير