"الملك" يحاور ويناور .. فلننتظر !
الخميس-2019-05-27

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - شحاده أبو بقر العبادي
لا أدري لماذا غدت ورشة البحرين الإقتصادية التي ستعقب أصلا إعلان ما يسمى بصفقة القرن , عقدة منشار في كثير من حواراتنا أفرادا وهيئات كما لو كان موقفنا الرسمي منها حضورا أو غيابا , بمثابة فحص لمدى جدية موقف دولتنا إزاء الصفقة والحل المقبول من جانبنا لقضية فلسطين ! .
ما زالت لاءات جلالة الملك في الزرقاء ترن في الأسماع داخليا وخارجيا بإعتبارها موقف الأردن من الحل , ولم يطرأ أي جديد محلي حتى الآن يعاند تلك اللاءات , لا بل فإن مواقف دول أجنبية فاعلة بدأت تدعم موقف الملك المعلن صراحة وآخرها الموقف البريطاني , إلى جانب الفتور الواضح من جانب دول عديدة إزاء الورشة المقترحة وحتى الصفقة بمجملها .
الأردن ليس دول عظمى وله بالضرورة مصالح آنية ومتوسطة وطويلة الأمد , وهذ يتطلب في علم السياسة مقاربة المحاورة والمناورة وبحكمة , وهذا ما يفعله جلالة الملك حاليا , ولا أحد يمكنه التنبؤ بما سيحدث إقليميا أو دوليا بعد ساعة أو يوم أو أسبوع في هذا الوقت الحرج ! .
وعليه , فالصبر جميل ومفيد , وليس الأردن مجبرا على إتخاذ موقف من الورشة قبل إعلان الصفقة حتى لو كان يملك معلومات كاملة عن مضمونها , فالحكمة تقتضي التأني لما بعد إعلان الصفقة رسميا لإتخاذ موقف من حضور الورشة أو تجاهلها , وعندها فلكل حادث حديث .
في السياق هناك قمم خليجية وعربية وإسلامية دعت لها السعودية الشقيقة والوضع في فلسطين واحد من موضوعات نقاشها , فما الذي يضيرنا لأن ننتظر ونرى ماذا سيتمخض عنها , خاصة ونحن في الأردن الطرف الأكثر تضررا من الصفقة حسب ما تسرب منها وعنها حتى الآن ! .
من جديد , دعونا نترك الفرصة للملك لمزيد من الحوار الإقليمي والدولي والعربي , فمن يدري لعل المواقف تتطور وتتغير وتتحور إيجابيا إلى جانبنا مثلا , وكل ساعة ومعها فرجها .
بلدنا يعاني ونحن جميعا نعاني والضغوط هائلة والحكمة السياسية تتطلب المناورة في كل الإتجاهات , ولا حاجة بحسب إجتهادي لممارسة ضغوط داخلية لإعلان موقف رسمي من " ورشة " البحرين الآن قبل أن ينقشع الغمام كله , فلننتظر حتى " نرى الصبي لنصلي على النبي " . اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد . والله من وراء القصد .

