النسخة الكاملة

ردا على " ال شالوم " , عشيرتي أعرق من دولتك !

الخميس-2019-05-26
جفرا نيوز - جفرا نيوز -  شحاده أبو بقر العبادي

تعقيبا على تغريدة لجلالة الملكة رانيا العبدالله بعنوان " دام عزك يا أردن " كتبتها بمناسبة عيد الإستقلال , يتساءل رجل أعمال " إسرائيلي " يدعى روني ال شارون , بقوله .. كيف إستقلال دولة صنعتها بريطانيا , ويضيف ما علاقة الهاشميين بفلسطين الشرقية .

يتناسى هذا الشخص الذي يصنف نفسه خبيرا بالشؤون الشرق أوسطية والعربية , أن دولته المحتلة الجاثمة بالقوة على أرض فلسطين العربية , هي نتيجة لوعد بلفور البريطاني بإقامة دولته تلك كوطن قومي لليهود !, والذي جهل بدوره " بلفور " أن اليهودية دين وليست قومية , ومتى كان الدين يمنح حقا للإستيلاء على أرض الغير بإسم القومية ! , وهل هناك في تاريخ البشرية شيء يسمى قومية دينية إلا في عرف بلفور والحركة الصهيونية ! .

أما الأردن الذي تسميه فلسطين الشرقية , فهو وطن يمتد تاريخه لآلاف السنين , ويكفي أن تعرف مثلا أن عشيرتي " عشيرة البقور من قبيلة عباد العتيدة " وهي إحدى قبائل وعشائر وعائلات الأردن الكريمة تاريخها أقدم من تاريخ دولتك المحتلة الغاصبة بعشرة أضعاف ! .

ولو قرأت تاريخ العشائر الأردنية الحديث وليس الموغل في القدم في كتاب " فردريك بيك " لعرفت هذه الحقيقة التي تتعمد تجاهلها وتسخر من إستقلال مملكتنا الأردنية الهاشمية , بينما تحتفي بما تسمونه إستقلال إسرائيل وهو في حقيقته التاريخية التي تدركها جيدا يوم نكبة فلسطين بكم بسطوة المستعمرين الذين أرادوا التخلص منكم فنكبونا بكم وجعلوكم " مسمار جحا " في ديارنا العربية .

نحن العرب أمة مصطفاة من رب العالمين , وتاريخنا لا ينكره أحد على وجه البسيطة إلا أنتم وأعوانكم , فماذا عنكم أنتم ! , هل أنتم أمة أو على الأقل شعب واحد أم أنتم " لمم وتجميع " من دول وشعوب شتى لا جامع بينكم سوى الدين ! , بمعنى أنكم صناعة تحويلية لأفراد جرى إستقطابهم دينيا من شتى أرجاء المعمورة لصناعة " شعب واحد " يفتقر إلى أدنى مقومات الشعب بعرف الشعوب ! .

لو كان الدين أو المعتقد الواحد يؤهل تابعيه لإقامة دولة في عالم اليوم , لكان أتباع المسيحية دولة واحدة , وكذا الأمر للبوذيين وللشيوعيين وحتى لنا نحن المسلمين , فهذا أمر يخصكم وحدكم دون سائر شعوب الأرض , ولهذا شرعتم قانون يهودية الدولة في أبشع صورة للعنصرية التي تمقتها البشرية المتحضرة كلها بلا إستثناء .

الأردن وطن ودولة عربية لها تاريخها الممتد ولا يضيرها أن تكون هي وفلسطين وسائر دول العرب دولة واحدة , لا بل فهذا حلم كل عربي من منطلق قومي , فماذا عنكم أنتم ! , وما هو مفهومكم للقومية التي تعني وحدة أبناء العرق الواحد , فكم عرق أنتم ! , ثم , إن كنتم تؤمنون بالقومية وفق منطوقها الصحيح, فإفتحوا إذا فلسطين التي تحتلونها قسرا وظلما لكل الشعوب التي جئتم من أوطانها الأم بمن فيهم شعوبنا العربية بغض النظر عن الدين الذي لا يؤسس لقومية عرقية .

أيها الخبير اللاخبير , نحن دولة ووطن له تاريخه وحضارته العربية والإسلامية , أما أنتم فغزاة مستعمرون تعيشون في بيوت غيركم وعلى أرض غيركم وفي وطن ليس لكم , وبالتالي فمن حقنا نحن شرعا وشرعيا وتاريخيا وحضاريا أن نحيي ذكرى إستقلالنا , أما أنتم فليس في تاريخكم ووجودكم شيء يمنحكم حتى حق الإدعاء بأن لكم دولة أو وطن تحتفون بإستقلاله .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير