جدل أردني مستغرب في غير أوانه !
السبت-2019-05-25

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - شحاده أبو بقر العبادي
مستغرب كثيرا الجدل الدائر حاليا حول ما إذا كان الأردن سيحضر ورشة العمل الإقتصادية التي دعت لعقدها واشنطن في البحرين في الخامس والعشرين من الشهر القادم . فهناك من يطالب الأردن بإعلان موقف رسمي الآن ما إذا كان سيحضر أم لا , وهناك من يرى حتمية الحضور, وهناك من يحذر لا بل ويرفض الحضور ! .
مصدر الغرابة في هذا الجدل هو أن الورشة المقترحة ستعقد بعد إعلان الصفقة رسميا حسب الفريق الأميركي المختص قبل إنتهاء عطلة عيد الفطر ,أي بعد أسبوعين تقريبا , في موعد يسبق عقد الورشة المعنية .
متى أعلنت الصفقة رسميا هناك من سيرفضها وهناك من قد يؤيدها وبتفاوت , ومعلوم أن هناك ثلاثة قمم خليجية
وعربية وإسلامية ستعقد في مكة المكرمة نهاية الشهر الجاري, ومن بين موضوعات جدول أعمالها الوضع في فلسطين , فلننتظر لنرى ماذا سيتمخض عنها بشأن فلسطين والصفقة المقترحة .
هذا يعني أن الأردن يملك متسعا من الوقت لإعلأن موقفه من حضور الورشة الآن , قبل أن يطلع رسميا على ماهية ما تسمى بصفقة القرن ! .
يضاف إلى ذلك أن الموقف الرسمي الأردني من أي حل للقضية معلن وعلى لسان جلالة الملك رأس الدولة غير مرة , وهو دولة فلسطينية على خطوط الرابع من حزيران عاصمتها القدس الشرقية ورفض التوطين وما يسمى بالوطن البديل ورفض أي مساس بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف .
إذا لماذا الإستعجال في إعلان حضور الورشة من عدمه ! , إلا إذا كانت الإدارة الأميركية عازمة على تأجيل إعلان الصفقة لما بعد الورشة , أي " دفع المهر أولا قبل الشروع في إتمام مراسيم كتب الكتاب " إن جاز التعبير , وعندها سيختلف الحال ! .
التأني فيه السلامة , وعلى رأي المثل الشعبي الأردني " الصبر زين وفيه مقضاة ثنتين تكسب جميل وتأخذ الحق وافي " .
لا داعي للجدال ولا للإستعجال حتى لو تعمدت الإدارة الأميركية تأجيل إعلان الصفقة لما بعد ورشة البحرين في مسعى لتقديم المغريات المالية قبل إعلانها! , فالقمم الوشيكة أيضا في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة , غاية في الأهمية على هذا الصعيد , الأمر الذي يدعونا في الأردن للتريث وعدم الإستعجال , خاصة وأن موقفنا الرسمي والشعبي واضح تماما ومعلن على رؤوس الأشهاد من أي حل ستأتي به الصفقة العتيدة .
دعونا ندع الأمر لجلالة الملك فلا نستبق الأحداث في أمر مؤجل لما بعد إعلان الصفقة , وما بعد قمم مكة المكرمة , وعندها لكل حادث حديث . والله من وراء القصد .

