النسخة الكاملة

يا سارية الوطن ..

الإثنين-2019-05-20 05:54 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز ـ لورانس المجالي 
في وطني تجري المتغيرات بشكل متسارع وبشكل جعل الحليم حيران والعالم في ذهول والحكيم في صدمة خاصة  انه كان سابقا يشبه قاع المحيط صافيا  لا تؤثر في سكونه صخب الامواج .
والمتصفح للتاريخ يجد الاردن الذي ولد استثنائيا في اقليم كتب الله عليه ان يحمل نصف احداث الكون من اهوال وصدام ومتغيرات ورغم ذلك كانت تلك الدولة الوليدة قوية متماسكة خاض جنودها العظماء برغم شح الامكانيات وبساطة التأهيل معارك كانت فاصلة ومهمة في تاريخ الصراع العربي التركي والعربي الاسرائيلي ومعارك الاستقلال في العمق العربي .
لقد كان الاردن حاضرا على ابواب واسوار القدس وحاضرا في الجزائر وحاضرا في حرب حزيران_ ١٩٦٧ وتشرين ١٩٧٣ ورغم الحرب الكونية على العراق كان انحياز الاردن للعمق العربي ولم يقبل رغم الضغوط الكبيرة ان يتنصل من عروبته .
الاردن الذي مضى للسلام بخطى الرجولة والاخلاق والمرونة التي ورثها وتعلمها من صلح الحديبية يوم كانت المرونة وحقن الدماء والانفتاح على العالم ضرورة لم ولن يقبل ان ينقض عهدا ويغير ارادة الى جانب اخوة الدم والتراب في فلسطين الحبيبة في حقوقهم المشروعة .
#الاردن الذي يعتبر ثالث افقر دولة في العالم بالمياه والاقل امكانيات لم يلتفت بعيدا عن قضايا الامة وكان الحضن الدافئ لكل ملهوف من الاشقاء وهجرات اثقلت الكاهل المالي والاقتصادي والخدمي .
#الاردن بنظامه الناضج المتزن الحكيم الذي لم يدخل يوما في مراهقات سياسية او افعال رعناء رغم سلبيات واضحة من بعض الاشقاء وتغيرات غير مبررة في بعض السياسات الخارجية الا انه كنظام هاشمي عروبي اردني كان ملتزما بمواقفه متصالحا مع شعبه لم يسفك الدماء او يتعرض للاعراض او يمارس الوحشية والقتل والاحتجاز للكرامة او الحرية وهذا النظام الذي ينفتح على المعارضة كما الموالاه دون تمييز وللعلم والاحزاب والتيارات التي اصبح قياداتها في السجون في بعض دول الجوار يجلسون على طاولة واحدة مع الملك وفي اغلب المناسبات  بالاضافة الى تناغم الاجهزة الامنية المختصة مع توجهات النظام في ادامة التصالح والحوار دون الاشتباك والمزاودة
#الاردن الزاخر بالتنوع عبر فسيفساء شعبية مميزة تضم نسيجا ولد على الانتماء والتعايش والمحبة في اطار الدين والقانون والاخلاق والعرف والثوابت التي تتربع عليها المحبة لفلسطين وللقدس وللمقدسات الى جوار الهوية الاردنية الهاشمية   الجامعة التي لم تنكر عروبتها ابدا هي اليوم امام مؤامرة تعي جيدا انه من غير الممكن العبث في ثوابتها دون تمزيق نسيجها الاجتماعي وقتل الانتماء تحت وطأة الاغتيال والتصفية لكافة الرموز من سياسين واقتصادين وعسكرين اضافة الى ضرب الدولة في عمقها الاجتماعي من خلال العبث بالعشائر والمخيمات وهذا للاسف من خلال اذرع واقلام واصوات اردنية تحاول ترجمة  اي حدث او قرار بطريقة تبعث الشك و الريبة في نفوس البسطاء وتقود الراي العام نحو السخط و الانزعاج وصولا الى انفجار لا يحمد عقباه وعلى هامش هذه الفئة بعض المغرر بهم من الباحثين عن الشهرة والاهتمام يشاركهم بعض المسؤولين من اصحاب القرارات والتصريحات الاستفزازية واكاد اشك انهم جزء من المؤامرة ان جاز التعبير. 
اقولها بكل صوت يا سارية الوطن الوطن لا احد ينكر ان الفساد حقيقي وواضح ولكن الملك الى جانبكم في معركة مكافحة الفساد والى جانبه رجالا اوفياء وشرفاء في الأجهزة المختصة والتكاتف ورص الصف وشد اللحُمة هي اهم ما نحتاجه لهذه المرحلة الحساسة لا الاستقواء على الوطن وتمزيق وحدته والعبث في مقومات بقاءه .
ان عدونا يعرف ان لنا قيادة حكيمة وجيش عظيم وادارة امنية محكمة ولن يستطيع الدخول عبرها من خلال افلام الارهاب والاقليات وخلافه من حبكات الاحتيال #الصهيونية وليس امامه سوى محاولة تمزيق نسيجنا ووحدتنا والركوب على امواجها المختلفة ليصنع لنا مستقبل اعتقد ان احدكم لو تفكر قليلا في حال دول الجوار وما تعانيه من طائفية واقتتال ناهيك عن بعض الدول التي اصبحت منزوعة السيادة تتقطعها الامم والدول يعي جيدا ان الاردن ذا سيادة وحضور وامن حقيقي وتصالح .
الاردن عصيا اذا مابقي مثلث الخير متماسكا ..القيادة ..الشعب .الجيش .. حفظ الله الاردن
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير