النسخة الكاملة

سليم البطاينه ٠٠٠٠( الاكتئاب الوطني !!! والعودة إلى مُربعٍ آكل عليه الدهر وشرب ؟ )

Friday-2019-05-17 12:17 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز- كتب النائب السابق: سليم البطاينةلم يكُن النظام الملكي بالأردن خصماً لأحد في يوم من الأيام !!! فالعلاقة الفارقةُ بينه وبين الأنظمة الاخرى هو قربه من الناس ، الأمر الذي مكنه من العبور خلال عقود مضت بأمان ، وفِي ظل ظروف جيوسياسية بالغة التعقيد بالمنطقة والإقليم !!!! وكان على قدر عالٍ من العقلانية ، وشكل مسار جديد أستحوذ على إعجاب العالم وهو العمل السياسي السلمي ، وإبتعد نهائياً عن أية مغامرات سياسية ، ولَم يستندُ في إدائه على القبضةُ الأمنية رغم تنافر المصالح احيانا ما بين الدولة والمواطنين  
فالحراك داخل الاْردن هو حراك سلمي وتطور اجتماعي يبحثُ عن حياة أفضل !!! فالتظاهر والأعتصام وغيرهما من الحريات كفلها الدستور ، وهي حق للمواطنين لهم ممارستها متى شاؤوا ووقت ما رغبوا ، وإينما أرادو للتعبير عن مطالبهم وأرائهم ، ولا يحقُ لأي كان أن يمنعهم مهما كان منصبه !! ما دامت أحتجاجاتهم سلمية لا تخلُ بالقانون !!!! فعلى صُناع السياسات الداخلية ومهندسيها أن يعرفوا التاريخ والجغرافيا !!!!!! فما نفع الحرية إذا كُنت تحترمها وقت ما تشاء ، وتُحاربُها عندما تُزعجك !!!!!!! فهي تذكرة لمن نسي أو قد ينسى ، وليس لمن تناسى ومضى في غيبه !! فلا يختلف اثنان بأن الحراك في الشارع ناتج عن أسباب عديدة أولها إنعدام الثقة وانتشار الفقر والفساد وغياب العدالة الاجتماعية وانتشار البطالة !!! فأزمة الثقة تفاقمت وتجاوزت الحالة إلى عداءً شديد،،، فبعض المسؤولين يقودون البلاد الي مصير مجهول و لن يتحملوا مسؤولية افعالهم!!!! فالاردن يشكوا من الحقائق الغائبة عنه

فعلى ما يبدو فأن هنالك أصواتاً للأسف داخل الحكومة تنظُرُ إلى كل تعبير عن الرأي ومطالبة بحقوق هو شر مستطير يستوجبُ قمعه ؟ فاللجوء إلى العُنف هو سلاح العاجزُ عن الاستجابة إلى مطامح الناس !!!! فالمعرقلون للعملية الإصلاحية لن يكفوا عن وضع العُصي في الدوالاليب !! فالإحباط يولدُ الاكتئاب ، والقلق يؤدي إلى حالة من اللامبالاة فالاردنيون لا يتمتعون بأي حصانة وضمانة لمستقبلهم ومستقبل أولادهم ، ولا أمل في معرفةُ إتجاهاتهم !!! وهم الان يعانون من مرض نادر وهو الاكتتاب الوطني ؟ ومن علاماته هو غياب الحلم والأمل والهدف ، والتهميش الذي ترك الناس في عوز وفقر ويأس وعدم إستقرار !!!! فالاردنيين لا يعرفون ماذا يحمل لهم المستقبل القادم من هموم خارج أحداثيات التاريخ والجغرافيا

فلا أرى مُبرر سياسي أو أجتماعي لسياسة أمنية متشددة في الأيام القادمة ؟ فالاردنيين ما عادوا قادرين على الصبر ؟ فأزماتهم هي من صُنع الحكومات فهي تتصرف وكأن الشعب غير ناضج !! وهم بحاجة ماسة إلى مسؤولين لهم إحتراف سياسي يعملون على إنهاء خطر أزمة الثقة المتفاقمة بين الدولة ومؤسساتها من جهة والمواطنين من جهة أخرى !!! أي بمعنى الحاجة إلى حكومات لها قاعدة شعبية تكتسبُ الصلابة والرسوخ وتُقاوم الهزات ، وان لا تختبر صبر الأردنيين، علماً بانهم يتطلعون إلى مناخ آمن ومستقر !!!!!!! فهيبة الدولة يستحيلُ بنائها على ثقافة الخوف والترهيب والقمع ، فأعادة الهيبة تكون على أساس الكرامة والحرية لا تعبيراً عن الخوف ، ولا تنازُلاً عن الكرامة الشخصية !!!!!! فالأردنيون لا يستعلون على الحق ولا يرضون بدونه ولا يتراجعون عنه !!!!!! فعلى الحكومة أن تعرف أن الحكمة ضرورة والتعقُل مطلوب !!!! فالتشدد الأمني بشكل عام من شأنه أن يعقد الأمور ويُعزز من بيئة الاحتقان ويضعف الدولة !!! فأسئلة الشارع والحراك ليست موجودة عند رجال الامن

فهنالك على ما يبدو داخل مطبخ القرار ومن يُديرون الأزمة يقبعون داخل منطقة رمادية ، أحياناً يريدون الإصلاح وأحياناً أخرى يخشون منه، فعدم قدرتنا على تحديد ملامح المستقبل تجهل رؤيتنا للأشياء غير واضحة مما يؤدي ان نقع جميعاً فريسة للحزن و الصمت!! فمتى تصبح السياسة في الاْردن دافعاً للاقتصاد و التنمية فالاردنيون يراهنون على الأمل و المستقبل و لا يراهنون على أشخاص

فلمن يهمه الأمر أود هنا أن اطرح قصة الحكيم والفيلسوف الصيني ( كونفوشيوس ) الذي كان لفلسفته أثراً كبيراً عند الصينيين والعالم اجمع !!!!! فالقصة تقول ان ( كونفوشيوس ) مر على مقربة من جبل ( تاي ) ، فرأى أمراءة تبكي بحرقة ومرارة بجانبُ أحد القبور ؟ فسارع أليها كونفوشيوس وسئلها عن سبب بكائها بهذا الشكل !! وكأن احزان الارض فوق رئسها !!! فردت المرأة وقالت في هذا الموقع قتل نمر متوحش والد زوجي وزوجي !! وبعدهم ولدي مات نفس الميتة !!!!!! فسئلها الفيلسوف لماذا لا تتركوا هذا المكان وترحلوا من هُنا ؟؟ فردت المرأة وقالت لا توجدُ هُنا حكومة ظالمة !!!!! انتهى الاقتباس !!!!!! فالحكومة الظالمة أشدُ فظاعة من النمر المتوحش ؟؟؟
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير