رفع الغطاء إعلاميا..يرفع سقف الحريات
الإثنين-2019-05-13 11:09 am

جفرا نيوز - جفرا نيوز - في الاردن ثمة أداء اعلامي استعراضي في مجمل الحالة الإعلامية ، مردود وإنتاجية صفرية نجمت عن تبني اسماء تجاوزت المسافة بين الاعداد والتمكن إلى الواجهة الإعلامية بقوة العلاقات الشخصية أو تدخل الروافع السياسية أو الاقتصادية أو حتى الأمنية ، هذا التجاوز غير الشرعي صفد وكبل وقيد القدرات المتمكنه والمفتوحة على الآفاق السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمهنة التي هي اكبر من كونها حالة شخصيه او رغبه محمومه للمعان والبريق المجتمعي .
المقروء والمسموع والمرئي يعيش أسرارا تشبه حكايا المافيات في ظل غياب قوة القانون ، لحساب مزاجية الإدارات الشخصية التي توظف كل طاقاتها لتحطيم كل من يشب عن الطوق أو يسعى إلى تقديم اعلام خارج العلبة لأننا بصدق ليس لدينا صندوق لنفكر خارجه ، نعم مراسلون بمعنى خدم المكاتب وسواقون ، ومندوبوا مبيعات ، وفنيون ، ومجرد طموحون تحولوا إلى سدة الإدارة الإعلامية العليا فقط لمجرد كونهم في مرحلة ما امتلكوا الرافعة التي لم تتوانى عن الزج بهم في أتون التخطيط والوجاهة الإعلامية ، الفشل اللغوي هو اول الفشل الاعلامي الفشل في المدركات الحسية والنفسية وتواضعها ، ثم الرغبة المستحكمة في إدارة صراع الادوات من قبل تلك الروافع المختلفة حقق إنجازه الكبير في إدارة فشل كبير على المستوى الوطني .
الاردني شعبيا ضحية الاستعراضية الإعلامية هذه التي ترى في مجرد مسمى صحفي أو اعلامي تفوقا مهنيا يشبه التفوق العرقي ، مجرد الظهور على الشاشات الإعلامية لدى البعض وما يترافق معه من نفير اجتماعي تجاه لحظة الظهور هذه يعني أننا فشلنا في إدارة ملف اعلامي هو الأهم والأخطر كسلاح في الموقف الوطني والإقليمي الاردني على العموم .
المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة بلا معلومات وبلا قدرات وبلا اجتهادات لكن الغريب أنها تمارس عملها وكأنها تمتلك كل هذه المفقودات الثمينه والأساسية ، المعارضون لسياسات الحكومه قبل الموالين لها يتغذون معلوماتيا على الإشاعة وعلى ما يجري تسريبه من صالونات سياسية واقتصادية وثقافية تعمل وفق آليات المناكفة وادبيات الصراع التي باتت الأسماء الإعلامية ادواتها في إدارة هذا الصراع ، الزميل طوني خليفة عندما يستقدم لإدارة حوارات مع رموز اردنيه اتفقنا معها ام اختلفنا حولها هو تعبير عن فداحة فاجعتنا وعجزنا عن تطوير كفايات إعلامية قادرة على العمل بعيدا عن سياسات محاور التوظيف الاعلامي تماما مثلما نستقدم حكاما كرويين لإدارة مباريات بين الفيصلي والوحدات أو الجزيرة وشباب الأردن فقط لكون شكوكنا الدامية ألقت بظلالها على واقعنا حتى استسلمنا جميعا لفكرة رداءة كوادرنا وانحيازها في العمل الإعلامي كما هو في الأداء الكروي .
تدجين الطاقات والقدرات وحتى مضايقتها للهروب من هذا القطاع الحيوي ترك الباب على مصراعيه لمن يلعبون دور البطل في كل قصة ورواية ، خاصة أن نظرية " بعرف يحكي أو بتعرف تحكي" هي المؤهل الثاني لتصدر المشهد بينما المؤهل الاول هو " الراعي والداعم الخفي " الذي ينطلق في رعايته ودعمه على ساحتنا من منطق ديمغرافي أو عشائري أو مناطقي .
الضعف والافلاس وحتى الصدأ الاعلامي الذي نخر اركان وزوايا مؤسساتنا الإعلامية جرى التأسيس له على اعتبارات ذاتية أهملت الابعاد الاستراتيجية للاعلام كسلاح وطني بالدرجة الأولى ، وهو حالنا في أغلب القطاعات الأخرى .
لا يكاد الأردنيون يجدون إعلاميا أردنيا يثقون بأن لديه قدرة ومعلومات ترتكز إلى موضوع ، بل يمتلك الأردنيون شعبيا معلومات عن كل اعلامي ومن يقف خلفه على المستوى المهني ، يمتلكون ايضا وعيا مباشرا عن كل موقع أو مؤسسة إعلامية خاصة بخصوص منهجها أو داعميها أو خطها العملي بينما في الحالة الإعلامية الرسمية يتندر الأردنيون في جلساتهم وحواراتهم وتعاليلهم عن تحول المؤسسات الإعلامية الرسمية وموظفيها الى واجهات عشائرية أو مناطقيها تفتك بها صراعات داخلية على المكتسب والموقع دون أدنى اهتمام بالنوع الذي يريده شعب مسيس مثقف واع حضاري لم تستطع حتى شبكات إعلامية إقليمية ودولية صياغة وعيه أو تحريكه أو السيطرة عليه لهذه الميزة النادرة التي يمتلكها الاردني دون سواه ، اذن الخلل الاعظم هو في عدم قراءة واقع الأردنيين الثقافي والعلمي والسياسي من قبل مؤسساتنا الإعلامية ثم تأتي قضية الضعف والرداءة في المستوى الثاني الذي يقوم على كون المواطن العادي يمتلك ثقافة اعلى من الاعلامي نفسه الذي يعيش وهم التفوق الثقافي والمعلوماتي .
الحراكيون مثلا والحزبيون معهم يمارسون ذات الدور الوهمي في إشاعة ما يعتقدون أنه حقيقه معلوماتية يحاولون التنافس مع الإعلام الضعيف على عقول الناس سعيا لاستقطاب ميداني وشعبي يؤدي في النهاية بحسب طموحاتهم الى قيادة موقف شعبي لا زال رهينا لإعداد بين العشرات والمئات من الذين تسيطر عليهم حماسة الوعي الزائف ...
قضية اتفاقية الغاز مع إسرائيل رغم رفضي لها لا احد من الحراكيين أو الإعلاميين المزيفين يعرف أن الغاز نفسه يقع في المياه الدولية والسيطرة على المياه الدولية هي للاقوى مثلا لذلك كانت الاتفاقية مع شركة أمريكية لا تعدوا إسرائيل كونها مستفيد من العبور للغاز نفسه ، معلومات كثيرة حولها لا يعرفها سوى قلة ولكن ثمة جبن اعلامي عن التعاطي معها ، قضية أخرى احتلت حيزا كبيرا من وقت وفكر الأردنيين تمثلت في أن شركة البوتاس مثلا جرى بيعها ضمن مشروع الخصخصة وباتفاقية سريه لم يطلع عليها أحد بحسب الوعي الزائف لكنها لا زالت مملوكه سياديا للحكومة واذرعها الاستثمارية وصناديقها التمويلية ومعها جهات عربية أخرى ، والشريك الاستراتيجي سواء كان صينيا أو كنديا أو حتى امريكي فهو فقط في مستوى اسهم محدده ، بينما لا يزال الشارع الأردني يسيطر عليه وعي انها بيعت بالكامل لجهة" عدوة " وان كل من له علاقة إدارية في الشركة هو سمسار بحسب الوعي الزائف نفسه .
والقضايا التي جرى تشوييها بفعل عدم وجود اعلام قوي كثيره لا تعد .
الخواء الاعلامي الاردني ارتهن إلى مستوى فضفاض من المكانة على حساب الإنتاجية الإعلامية ، والدولة والحكومة باتت مطالبة بإعادة الاعتبار للاعلام الأردني عبر تخليصه من قيادات إعلامية تؤمن بالموقع على حساب الإنتاجية لان المرحلة السياسية لم تعد تحتمل مزيدا من ترف المسميات الإدارية والتنفيذية التنظيمية على حساب حالة وطنية وقيادة سياسية تواجه أعتى مرحلة في تاريخها .
في النهاية ثمة فراغات موحشه مشوبة بالغليان والفوضى يجب أن يجري توضيبها بشكل يخدم قضية الاردن لأنها منذ عقود تخدم أشخاصا فقط لا غير تعيش أزمة مبلغ وقدره فقط .
كتب الصحفي خلدون عبدالسلام الحباشنة

