النائب السابق البطاينه ٠٠( شيء من الخوف !!! دولة ليس لها ذاكرة ؟)
Friday-2019-05-10 10:24 am

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب : النائب السابق المهندس سليم البطاينة
٠ أن المرحلة التي يمرُ بها الاْردن هي مرحلة حساسة وصعبة جداً !!!! فهي مرحلة خلط الأوراق !! فغياب الحقيقة أحياناً يكون سبباً رئيسياً لما نعانيه من أحباطات وأكتئاب وفقدان للثقة !! فالدولة الاردنية أقترب عمرها من المائة عام بحلول عام ٢٠٢١ وذاكرتُها كالمرآة لا ترى إلا الذي يقف أمامها ؟ فالتاريخ أمانة للأجيال ، والأرشيف الخاص بتاريخ الاْردن والدولة هو مسؤولية وطنية ، فلا تاريخ دون وثائق وأرشيف محفوظ !! فالذاكرة الشفوية معرضة في الكثيرُ من الأحيان للتشويه والتحريف !! فالارشيف والوثائق هي وديعة ذات قيمة تاريخية تُعبدُ لنا الطريق في إتجاه كشف الواقع ، فعندما يُتاحُ أرشيف الدولة للدراسة والبحث بعد مرور فترة زمنية معقولة ، يصبحُ من الممكن بناء تاريخ أقرب إلى الصواب ، ويصبحُ من الممكن معرفة الطريقة التي تصرفت بها الدولة في لحظة ما !!!!! .
٠ فالمفهوم العام للأرشيف لم يغب عن التاريخ ، فالماضي يصلُنا بالحاضر ، وأرشيف الدولة لطالما كان حاملاً في طياته تاريخُ وحاضرُ ومستقبل الوطن !!! وهو بمثابة إعادة رسم الأمكنة والأزمان التي مرت !!!!! كما أن الأمكنة هي جُزء رئيسي من ذاكرتُنا !!! فالوطن الذي ليس له ذاكرة سيخسر الحاضرُ والمستقبل !! فالارشيف هو ذاكرة الوطن وبدون سيضيعُ التاريخ ، فهو المادة الخام التي يستمدُ منها المؤرخون والسوسيولوجيون والاقتصاديون مصادرهم الأولية لتكوين فكرة عن الماضي !!!!!!!! فمسألة الأرشيف لا تتعلق بالماضي فقط بل بالمستقبل ؟ فاللأسف فمعظم مؤسسات الدولة تُعاني من فقر وغياباً بالمعلومات والذي يتمثل في غياب الأرشفة !!!! مما يستدعي دق ناقوس الخطر لتداركُ ما فات والمضي قدماً في الحفاظ على ذاكرتُنا الوطنية !!! فالدولة التي تفتقدُ ذاكرتُها أو تُهملها تصبحُ كالانسان الفاقد لذاكرته !!!! فالتعليم والثقافة والإعلام هي الثلاثية لذاكرة الوطن وهي شديدة الصلة بالتنمية البشرية .
فقبل أيام سمعت بأن جزءاً من ارشيف التلفزيون والإذاعة الاردنية قد اختفى والذي يخصُ تاريخ المغفور له الملك الحسين ؟ وان هنالك تسجيلات صوتية ومرئية قد اختفت ؟ وأقاويل اخرى بأن جزء من ذالك الأرشيف ذهب الى الديوان الملكي للمحافظة عليه !!! وجزءاً أخر ذهب إلى تلفزيون المملكة المثير للجدل !!!؟؟ رغم ان الصديق عطوفة محمد الطراونة المدير العام السابق لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون أكد لي عكس ذلك وان الأرشيف ما زال كما هو ولَم يجر عليه أي تغير .
٠ فكان من أوائل من عمل وخطط لحفظ الأرشيف وثوثيقه كان معالي الاستاذ نصوح المجالي والذي دق ناقوس الخطر مبكراً حول الأرشفة وأهميتها الوطنية عندما كان مديراً عاماً لوكالة الأنباء الاردنية في عام ١٩٧٣ ، حيث عمل على تأسيس أرشيف صحفي كبير داخل الوكالة ، وكان ذلك الأرشيف مرجعاً لجميع اجهزة الدولة دون أستثناء !!!! وواصل ذالك العمل عندما تقلد منصب مدير عام مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الاردني في عام ١٩٧٧ ، وقام وقتها بتجهيز مكتبة للأرشيف الاذاعي الصوتي والمرئي ، وقام بإيفاد موظفين إلى دمشق والقاهرة بهذا الخصوص !!!!!! ولا ننسى الاستاذ الدكتور محمد عدنان البخيت في أوائل سبعينات القرن الماضي ، حيث أسس مركز الوثائق والمخطوطات ودراسات بلاد الشام في الجامعة الاردنية !!!! فباتت حاجة الدولة ماسة جداً للأرشفة لمعرفتها ما تريد ؟ وكيف تبني مواقفها وتُحدد رؤاها ومفاهيمها في تعاملها مع الغير ومع الماضي والحاضر والمستقبل ٠
٠فمن حق الأردنيين ان يسألوا ويستفسروا !!!! فأرشيف الدولة ووثائقها له من الأهمية الكبرى في حفظ تراثنا وهويتنا !! فالخوف هو حق مشروع للجميع !!!!!!!!! فالتاريخ والأرشيف هو حاوية لذاكرة الشعوب ، ويُشكل الذاكرة التي يحيا بها الحاضر ، فبدونه سيضيع الخيط الرفيع بين الذاكرة والمستقبل !!! فهي ايضاً شاهد أثبات عن الماضي ولها علاقة كبرى بالحاضر والمستقبل !!!! وهي الرصيد المعنوي والترسانة القوية للدولة !!! فالأمم العظيمة هي التي تحرص على صناعة ذاكرة أبنائها وتجتهد لترك ميراث يتناقله الأجيال بفخر وعز !!!!!!!! فخوفنا من سقوط ذاكرة الوطن ؟ فالمطلوب هو إعادة بناء ذاكرة الدولة .
٠ فمن لا يعرف بأن أسرائيل لديها مجموعات نادرة من المراجع والمخطوطات الإسلامية وعددها بحدود ٣٠٠٠٠ ثلاثون الف ، وموجودة داخل المكتبة الوطنية الاسرائيلية !!!! وأسبانيا قامت قبل سنوات بتجميع أرشيفها ووثائقها في مركز واحد !!!.

