سليم البطاينة ٠٠٠( صُناع السياسات الأقتصادية وإعادة التفكير بالأمن المائي )
الأربعاء-2019-05-08 01:56 am

جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتب النائب السابق: سليم البطاينةالماء يُشكل محور الجغرافيا السياسية في المنطقة ، وموضوع المياه هو قضية ساخنة ومركزية في التنمية والاستثمار !! وفِي الصراع العربي الاسرائيلي ، فأعادة التفكير في إستراتيجيات الامن المائي قبل كل شيء بات مطلوباً وبقوة !!!!! فالمصادر المائية المتوفرة الان واليوم غير آمنة ؟ والخارطة المائية التي عرفناها سابقاً على وشك التغير في السنوات القادمة !!! فقد أصبحت أزمة المياه في الوطن العربي تهدد كيان الدول ، بعد ان وصل عدد الدول التي تعاني من الفقر المائي إلى ثلاثة عشر دولة ( ١٠٠٠ متر مكعب من المياه للفرد سنوياً )
فمساحة البلاد العربية تعادل ١٠٪ من مسطح اليابسة ، لكنها لا تستحوذ على أكثر من ٢،١٪ من أمطار العالم ، ونحو ١٪ من الموارد المائية العذبة !!! فيما يشكل سكانها حوالي ٥٪ من سكان العالم !!! الامر الذي يتطلب زيادة مواردها المائية بنسبة ٦٪ سنوياً لتلبية الأحتياجات السكانية !!!! فالوطن العربي يقع بالأصل في المنطقة الجافة وشبه الجافة وتخترقه من الغرب الى الشرق صحارى واسعة ينعدم فيها المطر ، حيث تتراوح المعدلات السنوية لهطول الأمطار في الوطن العربي بين ٢٥٠ - ٤٠٠ ملم سنوياً ، وتتجاوز ال ١٠٠٠ ملم في بعض مناطق جبال لبنان والساحل السوري
فالوطن العربي يفتقر إلى الأنهار الداخلية الكبيرة ، فالنيل والفرات ودجلة هي انهار دولية تستمدُ الجزء الأكبر من مياهها من خارج المنطقة العربية !! فالموارد المائية العربية المتجددة تقدر بحوالي ٣٥٠ مليار متر مكعب سنوياً ، يؤمن نهر النيل منها ٨٤ مليار متر مكعب سنوياً !! والفرات ٣٠ مليار ، ودجلة ٤٠ مليار !!!! والمياه الجوفية العربية تتوزعها ثلاثة أحواض كبيرة وهي ( الأرج الشرقي جنوب جبال اطلس بالجزائر ) وتقدر الكمية المخزنة في هذا الحوض بنحو ١٤٠٠ مليار متر مكعب ، وحوض النوبة في مصر وليبيا والسودان وتقدر المياه المخزنة فيه بحوالي ٧٠٠٠ مليار متر مكعب !!!!!!! فنصيب الفرد في الوطن العربي من المياه العذبة كان في عام ١٩٦٠ حوالي ٣٤٣٠ متر مكعب سنوي !!! تناقصت تلك الكمية عام ١٩٩٠ حيث وصلت إلى ١٤٣٠ متر مكعب سنوي !!! ويتوقع ان تصل تلك الكمية في عام ٢٠٢٥ إلى ٦٦٧ متر مكعب سنوي ؟
فمعظم الخطط المائية في الوطن العربي تتعثر لأن أغلب الموارد المائية تأتي من خارج حدود الوطن العربي ومن دول غير عربية !!!!!!!! ولاعتبارات جيوسياسية واقتصادية تعاني الدول العربية من مخاوف وقلق مستقبلي ؟ ولعل سد النهضة الإثيوبي الشاهد الأكبر من تلك المخاوف ؟ والعراق ايضاً بسبب شح المياه في نهري دجلة والفرات !! ولبنان الذي تم تهديده من قبل اسرائيل عدة مرات باتخاذ إجراءات قاسية ضده في حال تركيبه مضخات ضخ على نهر الحاصباني والذي ينبع من الاراضي اللبنانية ويصب في بحيرة طبريا !!!!!!!!! غير ان المنطقة التي تواجه إحتمالية أكثر إثارة للمخاوف والقلق بسبب ندرة المياه العذبة هي منطقة حوض الاْردن بيننا وبين سوريا وإسرائيل وفلسطين ؟ فهذا الحوض من اكثر الأحواض والأماكن التي تعاني من نقص وندرة بالمياه على مستوى نصيب الفرد !!!!! فالاردن تعتمد على مياه تأتي من خارج حدودها السياسية ، لكن ما يميزها أن المنبع يبقى ضمن المنطقة العربية
فنقطة ضعف الدول العربية امام اسرائيل ودول الجوار الجغرافي هي في وجود مصادر المياه العربية الرئيسة بيد دول ليست عربية !!! وتستطيع إسرائيل استخدامها كورقة ضغط سياسية متى تشاء ؟؟ وحرب المياه لا تعني بالضرورة حرباً عسكرية ؟ فبناء السدود في تركيا وإثيوبيا وإيران هي مقدمة لحروب قادمة ؟ فبحلول عام ٢٠٤٠ هنالك ٣٣ دولة بالعالم ستعاني من الجفاف والنقص الحاد بالمياه العذبة منها ١٦ دولة عربية !!!! فأحصائية الامم المتحدة في عام ٢٠١٢ تُشير إلى ان حوالي ٥،٧ مليار شخص حول العالم سيعانون من ندرة مياه الشرب في عام ٢٠٥٠ !!!!! وسيبقى التغير المناخي هو الخطر الأكبر القادم !!!!!!!!!! فالخطر الحقيقي الذي يواجه الدول العربية ليس في تحديات ندرة المياه ولا في طمع الدول بالسيطرة على الأقليم ، وإنما في عدم إستيعاب الدول العربية لخطورة ما تتعرض له من تحديات ؟ فالعالم على ما يبدو سيشهد في القرن الحالي صراعاً على المياه العذبة يشبه إلى حد كبير وربما أكثر حدة من التطاحن على النفط والغاز

