الامتين العربية والاسلامية وصفقة القرن
الثلاثاء-2019-05-07 03:11 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - ندرك جميعا بأن الشعوب والقيادات والحكومات العربية وخاصة في الخليج ومصر لن تقبل في نهاية المطاف المخططج الامريكي الصهيوني في صفقة القرن ,كونها تدرك تماما ابعاد التطلعات الاسرائيلية من هذه الصفقة والرواسي التي ستغرسها بالارض لتنفيذ المخطط الصهيوني الاكبر في المنطقة بأدوات وغطاء امريكي بحت .فجميعنا يدرك أن الحلم الاسرائيلي الذي تنظر اليه الصهيونية العالمية هو اسرائيل من المحيط إلى الخليج .
وندرك ايضا بأن مرحلة ترمب مرحلة زائلة , وأن انحيازها لإسرائيل بهذا الشكل المسفر غير العقلاني هي مرحلة غير ازلية ,رغم معرفتنا انحياز كل الادارات الامريكية لاسرائيل ؟. وان حكومة نتنياهو تسابق الزمن لتحصيل اكبر وأعظم المكاسب بوجود هذه الادارة بإعتبارها فرصة لا تعوض .
فنشاط اللوبي الصهيوني وقدرته الفذه في استغلال المواقف وتأطيرها بالمصالح الدولية والاستقرار في الشرق الاوسط لعبة خطرة نجحت فيها اسرائيل بتسخين ملف ايران ووضعه على سلم الاولويات الامريكية .واستفزاز الايرانيين ليخرجوا عن المنطق والعقل . فاسرائيل تعرف تماما إنه بدون شماعة ايران وحلفائها في المنطقة لا تستطيع أن تنفذ للخليج ولا تستطيع أن تقترب من إدارة ترامب , وهاهي تلعب دورا هاما في توتير العلاقة الايرانية السوفياتية وبدعم مطلق من ادارة ترامب بهدف رسم خارطة طريق جديد في المنطقة ، التي ستكون بالطبع على حساب الفلسطينيين والعملية السلمية برمتها .
الايرانيون ما زالون يلعبون على ورقة فلسطين واليهود وما زالوا يصورون للعالم الاسلامي إنهم القادرون على تحرير القدس في الوقت الذي اتضحت ثوابتهم بالتوسع وتصدير الثورة وبطريقة ابشع, كما حصل في العراق وسوريا والان في اليمن , فموقف الدولة التي تريد تحرير فلسطين لا يمكن الا وأن تكون على تصافي مطلق مع الدول الاسلامية وخاصة دول الخليج وبالذات السعودية , التي نحترم مواقفها الاسلامية والعربية ورمزيتها للاسلام , فمن كانت نيته سليمة كان الاجدر أن يكون وسيطا مصلحا لا طرفا للتوسع والسيطرة والهيمنة .
الواضح أن منطقتنا تمر الان في اسوء حالاتها السياسية وتعاني من حالات ضعف وتحطم وهناك من يبدع في تصوير المستقبل بشكل غير حقيقي , ويعزز الوهم في نفوس دول وعلى حساب أخرى مما دعى الى مفاراقات في المواقف العربية وتصورات غير منطقية يمكن أن تؤدي إلى كوارث مستقبلية ، ليس بحق شعوب الدول نفسها بل ايضا بحق الشعب العربي ومستقبل الامة باسرها . فالاسرائيليون وبزعامة القيادة الصهيونية العالمية لن تقف عند صفقة القرن ولن تقبل طموحاتها وتطلعاتها هذا الحد .
فهرولتها للإندماج في الدول العربية سيمكنها من التسلل الى صنع القرار العربي وبالتالي تحوير الافكار والقواعد العربية الثابتة ضمن لعبة الدعاية والاعلام والاقتصاد المفتوح وحقوق الانسان المفبركة والمرأة , والعلمانية وغيرها لنجد انفسنا وقد اصبحنا جميعا بقبضة دولة تتطلع للسيطرة على الشرق الاوسط .
ندرك جميعا كما تدرك الحكومات العميقة في السعودية والامارات ومصر وعدد من الدول العربية التي ما زالت تتنفس الهواء أن الليكود ومنذ عهد بغن ،جولدمائير ونتنياهو وعد اليهود بدولتهم من المحيط للخليج . فالجميع يعرف أن اليهود وخاصة المتطرفين من الليكود لا يعرفون السلام ولا يدركوه , وكل الذي جرى ويجري مقدمات لتحقيق الحلم الصهيوني الاكبر, فهم يصنعون المستحيل في سبيل حلمهم ضمن مبدأ تيشرشل البريطاني , " اتحالف مع الشيطان في سبيل مصلحة بريطانيا " .
نحن في الاردن ندرك الضغوطات التي تتعرض لها إدارات الحكم في الدول العربية من قبل إدارة ترامب وندرك الوعود الرنانه والغد المشرق المزيف الذي تصوره هذه ألادراة لهذه الانظمة , لأننا وفي الجانب الاخر لوحة ترسم لكابوس اشد فتكا من طاعون عمواس ، بهدف إبقاء الدول تحت الاشارة ورهنها . فهذه الاكاذيب والتمثيليات والاهداف الخبيثة لم تمنع بعض المواقف المشينة والمخزية للادارة الامريكية في الاساءة حتى لاقرب حلفائها.
امام صفقة القرن وسياسة الصدمة التي تلعبها ادارة ترامب لرفع سقف توقعات الصفقة وبالتالي قبول المواطن العربي لما سيطرح ,نحتاج إلى الموقف الثابت التي يجب أن لا يتحلى به الاردن وحده لانقاذ فلسطين والفلسطينيين والمقدسات الاسلامية ، بل نحتاجها كأمة لتعميم اللاءات الاردنية بإعتبارها ثوابت، وجب أن تكون ثابت الامة بأسرها , وفي غير ذلك ستجد الشعوب نفسها في مواجهة نفسها ،وبهذا العار وبنفس الوقت الانقلاب على كل قيم التسامح والهدوء ومعايير الامن والاستقرار والولاء .
نحن بحاجة الان لموقف عربي موحد اساسه هذه اللاءات الثلاث ، لأن ذلك سيمنع أي مخطط مستقبلي مهما كانت قوته، وجبروت الادارات المتغطرسة عالميا . فمصر وقفت امام العدوان الثلاثي عام 1956, مستندة لإرادة الشعب العربي . وعزيمة الكائن المصري الحي . .
كتب د.عدنان الزعبي

