الفساد وضرب الطبول بدل الأجراس
الخميس-2019-05-07

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - وصفي خليف الدعجة
الفساد كالتسوس الذي يصيب الاسنان ويعمل على تلويثها وتغير لونها من الابيض الى الاسود، فأذا اهملته وتركته يستمر وينتشر دون مقاومه او علاج فأنه سيدمر كل اسنانك بوقت قصير ويعمل على نخرها وتشكيل ثقوب كبيره وصغيره فيها مع ما يصاحب ذلك من اوجاع لا يمكن تحملها والتكيف معها مما يضطرك الى خلعها الواحد تلو الآخر إلى أن تصبح بلا أسنان.
وهكذا هو الفساد يعمل على تدمير المؤسسات الحكومية الواحدة تلو الأخرى إلى أن تصبح الدولة عاجزة ومريضة وغير قادرة على الاستمرار بتأدية أعمالها وواجباتها المنوطة بها مما قد يؤدي إلى صراعات داخلية طاحنة بين الكيانات المختلفة التي تشكلت على الأرض ، وهو نتيجة طبيعية للفساد الذي نخر الدولة ونخر نسيجها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي وتركها لمصيرها المجهول بعد ذلك.
الفساد عبارة عن أنثى خجوله جدا في أول لقاء وثاني لقاء وثالث لقاء .. ثم منفتحه بعد ذلك وصاحبة مبادرات في الأعمال الانسانيه والخيرية .. ثم خبيره وصاحبة فلسفات ولقاءات واجتماعات واسعه مع رجالات الدولة والسياسة والإعلام ثم صاحبه اختصاص بالتكليف المركزي لهم ومن الممكن تكلفيها فيما بعد بمدير عام أو وزيره تبعا لقيمة المسؤول او رجل الدولة الذي اهتم بها وآمن بقدراتها وامكانياتها .. والأمثلة على هذا الشيء كثيرة ولا مجال لذكرها هنا ولهذا فإن اكثر المستفيدين من الفساد بوجهة نظري "النساء الجميلات صاحبات القوام الرشيق والانيق "
والنصيحة هنا لصاحب القرار بأن لا يترك زخات الفساد الكثيرة هنا وهناك تتجمع وتتحول إلى سيل جارف تأخذ في طريقها كل شئ... لأن ترك الفساد والمفسدين دون ملاحقتهم وردعهم ومحاسبتهم اولا باول سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي وخلخلة نظام الحكم واهتزازه وتصدعه مهما بلغت قوة التحصينات الامنيه وسطوتها وهذه النتيجه حتمية الحدوث ولا مكان هنا للتأويل أو الاجتهاد أو الاماني ولهذا فإن على الحكومة الرشيدة أن تعي جيدا هذه المعادله ولا يوجد لها أي اعذار شرعيه اوقانونية في السكوت على حيتان الفساد وحيتان نهب المال العام وتزوير الحقائق والانتخابات البرلمانية وادعاء الديمقراطيه من أجل ديكورات الوطن وسمعته أمام الغرب والعالم المتقدم .
تعددت طبول الأجراس إنذارا وتحذيرا من ويلات الفساد وكوارثه ..، حتى أن صوتها أصبح من قبيل الازعاج للكثيرين وكأنهم لا يريدون أن تزعجهم أصواتها العالية التي تذكرهم بتقصيرهم اتجاه ملفات وقضايا ساهمت بشكل كبير في إرتفاع حدة الغضب الشعبي وتعكير صفو العلاقة بين الشعب والدولة .. وللأسف الشديد لم نرى على أرض الواقع اي استجابة لهذه القرعات أو الطبول ولم نرى اي احد يتبرع بفتح الباب على مصرعيه ليستمع صاحب القرار لصوت هذه الأجراس وماذا تقول ؟!؟
الدولة للجميع وليست حركا على أبناء فلان ابن افلان...أو علان ابن علان ........، الدولة للشعب بأكمله ولكافة طبقاته ومستوياته الاجتماعية وعلينا أن نكون مثل الغرب وأوروبا بهذا التوجه بعد أن انتهى زمن الإقطاع والسلطة المطلقة والتركيع الاجباري بقوة الأجهزة الأمنية والعسكر لديها منذ قرون طويلة .... وان لا نكتفي أن نكون مثل الغرب باشياء تافهه لا فائدة منها !!!
في الغرب يقدرون كرامة الإنسان وحقوقه الدستورية ويقدمون له كل ما يحتاجه ، ويساعدونه في الوصول إلى حقوقه المشروعة ....على العكس من بعض الأنظمة العربية التي تحاول بكل يوم أن تسرق رغيف الخبز من يد أطفالها وشيوخها ونسائها ...
هل هو قدرنا ....أن نبقى لعبة في يد الاغبياء وهل دمائنا رخيصة لهذا الحد كشعوب عربية لا تحب غير السلام والمحبة ؟!؟ وهل طموحاتنا بالحياة الكريمة والمشروعة بالقانون أصبحت غير مشروعة فجأة بوجهة نظر صاحب المزرعة أو الاقطاعية ؟!؟
وهل هو قدرنا أن نبقى رهينة لعدد من أحجار الشطرنج التي تتحرك من هنا إلى هناك بلا أي فائدة تذكر ...
اذا كانت بلادي مزرعة أو اقطاعية لا يحترمون فيها حقوق الإنسان ..فانا لا اريد العيش بها وهو حقي كما هو حق الجميع باللجوء إلى دولة أخرى تقدر الإنسان وكرامته ..
وليس هناك اي داعي للخروج الى الشوارع أو مقارعة رجال الأمن و الدرك بمظاهرات عارمة للمطالبة بالحقوق والحريات المسلوبة اذا توفرت الإرادة السياسية لدى صاحب القرار بحل كافة القضايا والملفات العالقة وتوزيع خيرات البلاد بين الجميع بالعدل والمساواة..وعلى صاحب القرار أن يعرف أن التغيير له فوائد صحيه عديده تعود بالخير على الجميع ،
وكل عام وانتم بخير بمناسبه حلول الشهر الفضيل .
vvipjordan@yahoo.com

