الوزير يرابط على الجبهة الجنوبية..
الأحد-2019-05-05 07:10 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - ابراهيم عبدالمجيد القيسي
أمننا الغذائي تحت وطأة التهديد، ووزارة الزراعة في أقصى درجات التأهب، وثمة في الأفق عدة جبهات مرشحة للاشتعال، بسبب الموسم المطري الواعد، الذي حوّل البلاد الى جنة خضراء حتى أطراف الصحارى، فموسمنا الزراعي تحت طائلة عدة تحديات سببها الوفرة المائية المطرية، التي قفزت هذا العام عن مستوياتها السنوية المعروفة الى قرابة ضعف الموسم المطري، وهذا يجعلنا تحت طائلة تهديد الحرائق للأعشاب بعد يباسها، ويضعنا في مرمى الآفات النوعية الجديدة التي غابت عن مواسمنا الزراعية لمدة تزيد عن عشرين عاما، بعد أن اغتسلت التربة تماما من أية مضادات لها، وتمت عملية "فورمات" جديدة للأرض والتربة والمياة.
لقد تحول عمل وزير الزراعة والبيئة المهندس ابراهيم الشحاحدة الى عمل حربي، بعد أن كان حتى أمس الأول مجرد عمل ميداني يتابع فيه رزنامة كبيرة من المشاريع التشغيلية النوعية، التي نجحت فعلا في توفير آلاف فرص العمل للشباب والفتيات في أكثر من منطقة في الشمال والوسط والأغوار والبوادي والجنوب، ومتابعة ملف الاستيراد والتصدير الذي يواجه تحديات موسمية مع انطلاق شهر رمضان المبارك، وشدة حذر وزارة الزراعة بين تأمين الخضار والفواكه ومنتجاتها التصنيعية للمواطن بسعر مقبول، وبين حرصها أن يحصل المزارع الأردني على فوائد مثالية من منتجاته الزراعية المحلية، وأن تستقر استثمارات المستثمرين الزراعية وأن لا يتأثروا سلبا، أو أن يتغول بعض التجار العاملين في الاستيراد أو التصدير.. وفي خضم هذه الملفات الموسمية اشتعلت فعلا جبهتنا الجنوبية منذ أمس الأول، فمنذ مساء الجمعة، تأهبت الفرق المختصة لمكافحة غزو الجراد القادم من الصحارى السعودية المتاخمة لمنطقة الجنوب الأردني، ومركزها محافظة معان، وأصبح الوزير يقود معركة لحماية أمننا الغذائي الزراعي من جحافل الجراد الزاحف والطائر الذي يعبر الحدود الجنوبية باتجاه العمق الزراعي الأردني.
تتظافر جهود أردنية كثيرة وتتعاضد لحماية الأردن من هذا الخطر، فالمواطنين العاديين تواصلوا بآلاف الاتصالات والملاحظات مع غرف العمليات المعدة لمكافحة الجراد، وانطلقت أمس الأول الفرق المتأهبة منذ أكثر من شهرين، التي تتشكل من عدة مؤسسات مختصة وعسكرية، بما في ذلك طائرات سلاح الجو المستخدمة لرش المبيدات لوقف زحف الجراد، وكثير من الآليات والموظفين لا سيما مهندسي وزارة الزراعة.
"من اول امبارح" ووزير الزراعة في الميدان في الجنوب، يشرف شخصيا وميدانيا على الجهود الجبارة التي تمكنت فعلا وحتى وقت كتابتي لهذه المقالة من التخلص من أول سرب جراد، وقدرت عدد الحشرات في السرب المباد بعشرات الملايين، وتفيد الأخبار الأولية بأن الجنوب سيتعرض لهجمة أخرى من الجراد بسرب قد يبلغ تعداد حشرات الجراد فيه مئات الملايين، ويحتاج الى عمل فوري من قبل الأجهزة المختصة فور سباته بعد غياب الشمس وهبوط درجات الحرارة ليلا، ثم تجري عملية إبادته الرحيمة بالأردن وبموسمه الزراعي وبقوت مواطنه الذي عقد النية على صيام الشهر الفضيل.
خبر مكافحة الجراد القادم بأعداد مهولة ليس خبرا عاديا، بل هي حرب فعلية، نوعية ومختلفة، وحتى الدول التي تملك إمكانيات هائلة لا تنجح غالبا في التصدي لمثل هذه الحروب ضد الكائنات الغازية للغذاء والتراب والماء والهواء.. لكن حتى الآن تنجح وبحمد الله وزارة الزراعة في التصدي لهذه الموجات التي وصلت الأراضي الأردنية، وتتأهب لصد الهجمات القادمة، وتراقب عملية وصولها، وتحتاج منا كل دعم وتشجيع.. فالجراد إن غزا أرضا أكل أخضرها ويابسها، وأحالها الى صحراء قاحلة، ونحن نسأل الله أن يجنبنا هذا الاختبار العسير، وأن يثبت فرق المكافحة لتتمكن من دحر الخطر المحدق بقوتنا وتعب مزارعينا على امتداد عام مضى، وتهديد عام قادم من الجهد الزراعي، حين يقوم الجراد بزرع بيوضه في التراب،ونتمنى أن لا تتفخخ بها تربتنا لتداهمنا في مواسم قادمة..
العملية مستمرة والتأهب في أقصى حالاته، وثمة غرف عمليات إحداها مركزية في وزارة الزراعة بعمان، وأخريات تتوزع في كل المناطق الحدودية لا سيما الجنوبية، مدججة بخبرات خيرة شبابنا من مهندسي وموظفي وزارة الزراعة ومن سائر الأجهزة العسكرية والأمنية والإدارية في تلك المناطق.
اللهم انصرنا على الجراد وكل ما يهدد أمن وسلامة العباد في هذه البلاد ..وبوركت السواعد والجهود.

