النسخة الكاملة

المواطن الاردني .. وحلول الحكومة

الأحد-2019-04-28
جفرا نيوز - جفرا نيوز - حين نقرأ الاخبار ونبحث في الحلول الآنية التي تقدمها الحكومة ما بين المقترحات والاقرارات ؛ نجد ان الامور على نطاق اوسع من مطالبة البنوك بعدم اقتطاع الاقساط المتعلقة بالقروض تماشيا مع شهر رمضان المبارك ، والمسألة أكبر من قوائم الاسعار للسلع التموينية في الشهر الكريم ، او حتى ارتفاع اسعار المحروقات في حدودها الدنيا ، وكأننا التمسنا للحدود الدنيا والعليا قيما ندرك بينها الفرق ؛ فالحلول المنتظرة جذرية وهيكلية ..

اصبح يعيش المواطن ( الطبقة الفقيرة والمتوسطة ) في دوامة حقيقية من العلاقة العكسية التي تعبر عن تزايد المسؤوليات ، وتناقص قيمة العملة عند منصات العرض والطلب في الاسواق بسبب ارتفاع الاسعار وضعف القوة الشرائية ، وزيادة نسبة ارتفاع المحروقات بطريقة متسارعة ، وغياب الخطط الشمولية ، التي جعلت راتب كل من المعلم والموظف والعسكري وغيرهم ، لا تتلاقى مع متطلبات الحياة وكلف المعيشة ..

اننا لا نلقي بكامل ما تبلغه المسؤولية من وزن ثقيل على كاهل حكومة الرزاز وحسب ، وهذه الحروف ليست محاباة فقد انتقدنا في البداية ضعف قوة الحلول المطروحة تماشيا مع قرب قدوم الشهر الفضيل ، انما هذه المسؤولية تراكمية وموزعة على اكتاف العديد من الجهات الرسمية والمؤسسات ، ولن تثبت حكومة الرزاز نجاحها الحقيقي الا بخطة تنموية شاملة تعيد الامور الى نصابها الصحيح بعد سنوات طويلة وحكومات عديدة خصخصت خطوط انتاج عملاقة ، واثقلت الدولة بديون كبيرة ، لذا فإن الحل الأكيد المفكك لأزمات المشهد الواقعي لا يتم الا بوضع الدولة على مراتب الانتاج ، والتصدير ، واستقطاب الاستثمارات ، وتخفيف الضرائب ، واجبارية العمالة المحلية لكافة المشاريع الاستثمارية ، وبالتالي فالنجاح الحقيقي للحكومة حين تعمل على اعفاء جيب المواطن من دفع فاتورة ديون الدولة ..

ولربما يكون الرزاز هو الشخص الاكثر قربا من تحقيق نجاحات لمطالب مرجوة ، وحلول مأمولة ، عبر الادارة التي تعطي قسطا من التفكير والحلول البطيئة ، فوجود الحلول رغم تباطؤها تعمل عمل بصيص الامل لذلك مازلنا نأمل بهذا الرجل بأن يحقق انجازا منقطع النظير ..

وان غادر الرزاز او بقي ، فإن الامل بالتغيير لن ينتهي ، وان الاحساس بالخلاص من هذه السياسات الهدامة وغير الجادة في الاصلاح سيظل في وعي الشارع الاردني محفوفا بالرفض الذي لن ينضب مهما تعاقبت الحكومات ومهما انتظر المواطن ..

فنسأل الله عز وجل ان يمنح مسؤولينا صحوة الضمير وسياسة الحكمة والتفكير ، وكان الله في عون المواطن في الشهر الفضيل حيث الاسعار المرتفعة والضرائب الفجائية ، وازدحام الشوارع ، والديون ، واستعدادات العيد ، وشح مصدر الدخل التي بات لا يسمن ولا يغني من جوع ..

#روشان_الكايد
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير