النسخة الكاملة

أسمع كلامك ....

الأحد-2019-04-21 02:39 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب : الدكتور محمد أبوعمارة

كم أتفاجأ وأنا أقلب صفحات التواصل الاجتماعي من كمّ المشاعر المزيفة فهذه تتغزل بزوجها وتصف جماله وكرمه وحنانه وأنا أعلم مقدار الكره والإحتقار الذي تكنه له... وذلك يتغنى بحب الوطن وشوارعه وأشجاره وأرصفته وأنا أعلم علم اليقين بأنه من كبار اللصوص الذين نهبوا البلد وابتلعوا ما استطاعوا من مكوناته والأدهى والأمرّ تلك التي تسمي نفسها نور وهي بالحقيقة ظلام وإسمها الأصلي زكية، وتلك التي تطلق على نفسها حياة وهي شاب اسمه سعد ولايحمل بكلماته سوى عبارات الموت، وكم من هذه الكذبات هنا وهناك تضج بها صفحات الإنترنت، والأدهى والأمرّ أيضاً أن هناك نسبة كبيرة من الأشخاص الفارغين الذين يتصدرون مواقع التواصل الاجتماعي ويبثون في كل يوم الكثير من الإشاعات والتفاهة تحت مسميات متعددة.
وأمام هذه الحالة الكبيرة من انحطاط القيم الأخلاقية والتفاهة الاجتماعية، لابُدّ للجميع أن ينتبه أن المجتمع يسير نحو طريق مظلم مليء بالإنحدار كيف لا والناشئة تضل الطريق عبر أبواق إعلامية جاهلة وترى الكذب أمام أعينها من تصرفات الآباء والأمهات والمحيطين جميعاً لا وبل ترى تزييف الحقائق بالإعلام فالشهيد يصبح قتيلاً والقاتل يصبح بطلاً فالذئب هو ضحية لتلك الخراف المستبدة!! والعالم هو ضحية لفتية استلموا زمام الإنترنت فلا رسالته وصلت ولا استطاع أن يدافع عن فكرته... لذا وجب علينا أن نزرع الوعي لدى المتلقي وأن ندحض الفكرة بالفكرة، ووجب على أصحاب القرار -إن كانوا معنيين- إيجاد منصات إعلامية تحاكي الشباب فكراً ومنطقاً بعيداً عن التنظير والفلسفة فأمام هذا الجيل لا يصلح التنظير والكلام فقط، وتجارب المنصات الحكومية الموجودة الآن اعتقد بأنها تفتقر للنضج وللقبول الاجتماعي بل أصبحت مثاراً للسخرية أكثر من أن تكون مصدراً للمعلومة.
وهذا الموضوع يعتبر الأهم في هذه الأيام فهؤلاء الفتية هم من يحركون الشارع والخوف كل الخوف أن يكون هناك محرك لهؤلاء الفتية بالخفاء، فأصحاب البصمات السوداء طيور الظلام لا بُدّ وأن يصطادوا في الماء العكر لذا وجب علينا أن نحتاط لخطر محدق وقريب جداً منا أجمعين.
بقلم الدكتور محمد أبوعمارة مدير عام مدارس الرأي
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير