احببت الملك ولكن بطريقتي وليس بطريقتكم...
Friday-2019-04-19 12:22 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي
لقد عاصرت في حياتي وعلى مدى ثلاثون عاما من شبابي حياة المغفور له بإذن الله الملك حسين بن طلال عليه رحمة الله. وتعودت أن أرى منه ما يبسطني ويسعدني لدرجة أننا كنا نتخيل وجود هالات من النور تخرج من وجهه عندما نشاهده ، لقد شغفت به حبا وتابعت كل لقاءاته حتى أنني صرت مغرما ومدمنا على مشاهدة بروتوكلات سفره من وإلى الوطن .
كان يتكلم بلغات ولهجات مختلفة ولكنها كانت كلها ذات مضمون واحد آلا وهو مصلحة الوطن العليا،فله لهجة خاصة مع الحكومات وأخرى خاصة بالعشائر والجيش.
وكانت لغتة العربية الهاشمية أردنية فصيحة لا يستطيع أحد مثله تدبرها أو حتى نطقها بطريقته، وله لغة أخرى للتعامل مع كل الأحداث الخارجية وكان كل المواطنين يعرفون أن الحلول إذا ما فقدت لمسألة ما فإنهم سوف يجدون ضالتها عنده او عند حاشيته ومستشاريه الذين تم اختيارهم بعناية ودقة منه ، وكانت خطابات المرحوم عندما نسمعها يشعر كل واحد فينا بأن الملك يخاطبه شخصيا .
انا أحب جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين يحفظه الله ويرعاه وأحببت فيه عندما تولى الحكم أنه أولا ابن الملك حسين بن طلال عليه رحمة الله، ثم احببت فيه توارث الجينات القومية العربية والمسلمة لأنها كلها هاشمية.لقد احببته عندما كان يقوم بعمل المتسوق الخفي ليستطلع احوال الناس ويصدر قرارته الإصلاحية، واحببتة عندما قام بعمل فيلم للترويج السياحي عن الأردن وعندما قام بمساعدة مواطن تعطلت سيارته و توقفت في إحدى ثلجات عمان، وعندما اصطحب اطفال مرضى السرطان وحقق امانيهم من خلال عمل جولة لهم بالطائرة .
لقد أحببته وأعجبني في تبنيه لكل المواقف السياسية الأردنية الشعبية و القومية، لقد كانت خطاباته في المحافل الدولية قوية ومؤثرة رغم أنه الوحيد من بين الزعماء العرب والمسلمين الذي كان يزأر بالهم العربي والقضية الفلسطينيةومشاكل العالم الاسلامي، وهو أكثر المؤثرين سلبا على مخططات العدو الصهيوني وهو المزعج لهم دائما وأبدا. حقا إنه الآن الوحيد الذي يمثل الضمير العربي .
لن اسحج واصفق للمنافقين المزاودين والمنتفعين من الجونيات والشتيويات الذين يتكلمون باسمه او يزعمون بأنهم ينفذون توجيهاته التي تصب في مصالحهم الخاصة، وسوف أبقى أحبه بطريقتي من خلال ترديد إسطوانة العقاب والحساب لكل رموز الفساد ، سواء وصل صوتي إليه أم لم يصل. وسوف اتمنى على جلالته دائما بأن يحاسب المسؤولين على اخطائهم إن اخطئوا ، فهؤلاء الجونيات هم الذين يسيئون لجلالة الملك من خلال إرجاع كل ما يحدث من فساد وفتن وظلم على أنها رغبات سامية من فوق والتي تحدث فيها جلالة الملك وحذر الناس من تصديقهم ،سوف أحبه بطريقتي ومن خلال كشف وتعرية الذين يقولون أن جلالته لا يحب النصح والإرشاد او حتى فتح باب الحوار و المناقشات،والذين يقولون أن كل من ينصحه او يعطيه مشورة يتم استبعاده فورا او يتم نقله إلى مكان آخر أقل قيمة وشأنا.
يا جلالة الملك أنت الزعيم العربي الوحيد الذي نعول عليه في هم قضايا الوطن ونعرف إمكانياتك المحدودة ولكننا نعرف ايضا إنك تمتلك إرثا متجذرا لا يملكه أحد من الخلق غيرك وهو نسبك الشريف للرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا يعطيك قدرات عاليه رغم عدم وجود شرفاء واحرار من الزعماء العرب وحتى ظمن حاشيتك ليساعدونكم ويدعمونكم في حل هموم مشاكل الوطن الداخلية ، ولكنك بهذا الإرث والله لن تتغلب او تعجز بمعرفتهم اذا ما سمعت لصوت الشعب واحاديثهم العامة ، ولهذا أتمنى عليكم يا مولاي و نرجوكم أن تهتموا بهذا الشأن الذي سوف يعود بالخير عليكم و على الوطن والمواطن الأردني ، وهذا كله مرجوعه لكم ولولي عهدكم المحبوب سمو الأمير حسين بن عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه..
اعقدوا العزم بالداخل أولا وطبقوا ثانيا قول الله تعالى .. وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون .صدق الله العظيم.
حفظكم الله ورعاكم وسدد على طريق الخبر خطاكم وسوف أبقى أحبكم بطريقتي هذه وليست على طريقتهم تلك.

