الجنرال الحواتمة والأسئلة المشروعة
Friday-2019-04-19

جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتب: هبوب الجنوب
لا تعرف أحيانا كيف تبدأ الحديث وفي أي لغة تبدأ ؟ هل هو الغضب أم العتب ! ..أم الأسئلة المؤلمة حول تحالفات الدولة ورجالاتها ...قبل فترة عاب الجنرال الحواتمه مدير الدرك , على المتقاعد أن يتحول للمعارضة ..وقد لقي سؤاله , جدلا في الإجابات فبعضهم كان معه وبعضهم كان ضده ...بعضهم قال أن المتقاعد العسكري حين يغادر الوظيفة , يصبح حرا في العقل والفكرة ..وهو في النهاية مواطن , من حقه أن يعارض أو يغضب ..والبعض أيده وقال أن (30) عاما في الحياة العسكرية , لا تجيز للمتقاعد أن ينقلب مرة واحدة ..على إرثه والتزامه , وتلك قصة تستحق التوقف عندها ...وأنا مع المتقاعد أن يختار طريقه في الحياة المدنية , لكني لست معه في أن يصبح حادا صاخبا ..يهاجم كل القيم وكل المؤسسات ..
لكن الجنرال الحواتمه (قائد الدرك) المشهود له , بالوعي السياسي قبل العسكري , نسي أن يطرق بابا ..خطيرا يقض مضجع شعب كامل وهو : لماذ من دللتهم الدولة في لحظة وقدمتهم لأعلى المناصب , وأغدقت عليهم ..وكان صوتهم هو المسموع وكلمتهم هي الأعلى ..لماذا في لحظة ينقلبون , على المؤسسات وعلى الدولة ذاتها ويوظفون من منصات الخارج الإعلامية كحالات انتقام تطال الأسرة المالكة والمؤسسات ووحدة الشعب والوطن ذاته ؟ ..
أين الخلل هل هو في السلطة ذاتها أم فيهم ؟ ..القصة باختصار بسيط ,هي تلك الحصانة التي تمنح لهم , عن دون وجه حق ..فالمواطن إذا أخطأ وتجاوز , يبقى في النهاية يملك عذرا يبيح له الخطيئة حتى قبل الخطأ ..ربما لأجل خبزه ولأجل أولاده ..ولأجل زمن تكالبت فيه النوائب عليه , لكن من كان يملك معلومات دقيقة وخطيرة وهو في موقع المسؤولية وكان مطلعا على أمور الدولة السرية , ومخاطباتها ...وحركتها وشكل تحالفاتها , عليه أن يدفن كل ذلك في بحر النسيان حينما يخرج من موقع المسؤولية ولا يقوم بتوظيفه لشق وحدة وطن ووحدة شعب وثقة الناس بدولتهم .
مع أن هناك حالات من إحترام الذات والوظيفة والوطن يشهد لها الداني قبل القاصي , التزمت الحياة الإجتماعية وابتعدت عن السياسة ودفنت كل شيء في بحور النسيان , ليس احتراما للمنصب ولكنه كان احتراما للذات وشرف المسؤولية قبل كل شيء .
أعود لحديث الجنرال الحواتمه , وأجد فيه بعضا من التعجب المشروع فعلا ...وأتفق معه في جزئيات كثيرة , وأذكره أن من خلق هذا الواقع وهذه الهالات هي الدولة ذاتها , ومن صمت وأحاط البعض بالقداسة أيضا هي الدولة ذاتها ..ومن قسم الناس لمجتمع علوي , يتبجح بنمر السيارات المميزة والشركات ..والأرصدة , والبطولات التي تندلع بعد التقاعد هي الدولة ذاتها ..وهي من أنتج مجتمعا متعبا جائعا في ذات السياق ....
وأذكر الجنرال الحواتمه ..صديقي وأخي , أنه الان وهو يقود جهاز الدرك ..وكل تفكيره منصب على التجنيد , وتحسين ظروف الضباط والعاملين ورفع كفاءتهم , أذكره أن البعض كان همه أن يغدق على الإعلام بمئات الالاف ..ويوظف من يحب ويقصي من يكره , ولو قدر لنا أن ندخل بتفاصيل تلك المرحلة لشاب الحرف قبل أن يشيب الشعر .
ذات يوم تم توقيفي في سجن ماركا ,لأني كتبت غضبا على صفحتي في الفيس بوك ...وفي جلسة مغلقة قال أحدهم ..ممن خلق وأسس منصات الشغب الخارجية : (لازمو يتربى) ...بعدها خرجت , من أزمتي راضيا بما كتب لي وما طالني ..وها قد جاء الزمن الذي من حقي أن أسأل القدر وذاتي والدولة التي تضمنا ...ونعيش تحت مظلتها ...هل فعلا أنا الذي يحتاج للتربية ؟....
أخي وصديقي اللواء الحواتمه قائد الدرك ...لقد كان معك كل الحق فيما قلت ....

