النسخة الكاملة

لماذا رفض " الملك " إستقبال نتنياهو !

الخميس-2019-04-18
جفرا نيوز - جفرا نيوز - شحاده أبو بقر العبادي

في نبأ لصحيفة كبرى غير عربية , أن جلالة الملك عبدالله الثاني رفض طلبا لإستقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي قبيل الإنتخابات الإسرائيلية بيومين .

ذلك طلب أراد نتنياهو من خلاله, أن يقول للناخب الإسرائيلي أنه رجل دولة " بطل " له مكانة خاصة في عالمنا العربي , ولدى جلالة الملك والمملكة الأردنية الهاشمية بخاصة , ولهذا فهو جدير بالمزيد من أصوات الناخبين الإسرائيليين ! .

جلالة الملك وبأدب الملوك الجم ليس من عادته رفض لقاء أي مسؤول في هذا العالم , عندما يكون موضوع اللقاء هو البحث في تطوير العلاقات الثنائية وبما يخدم المصالح المشتركة والعليا للمملكة , وقضايا الأمة , وبالذات قضية فلسطين .

نسي " نتنياهو" أو هو تناسى أن جلالة الملك أكرمه بلقائه قبل الإنتخابات الإسرائيلية السابقة , عله يكون شريكا حقيقيا مخلصا من أجل سلام عادل يبني أسسا مكينة للأمن والإستقرار في المنطقة , من خلال إعادة الحقوق الفلسطينية المشروعة لأهلها الشرعيين , والإنسحاب من كل أرض عربية محتلة , والإلتزام بقرارات الشرعية الدولية من جهة , وبنود إتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية من جهة ثانية , وإحترام مبدأ الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف .

نتنياهو وتحت وطأة جنون العظمة التي وفرتها له الإدارة الأميركية الحالية , تنكر لكل هذه المباديء والحقوق, وساورته الأوهام من كل جانب , ومن هنا , رفض جلالة الملك لقاءه , على قاعدة أن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين .

يدرك نتنياهو ومعه اليمين الإسرائيلي المتطرف , أن جلالة الملك في نظر الجمهور الإسرائيلي , قائد يعني ما يقول ولا يتراجع أو ينكث أو يتردد في الإلتزام بمبادئه , مهما كلف ذلك من تضحيات , وأن شعبه معه يحترم رأيه ورؤيته , وعنهما يدافع ومهما كان الثمن كذلك .

وبرغم ذلك , أخل نتنياهو بإتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية كثيرا , وكان دون مستوى تقدير كبر وسمو موقف جلالة الملك عندما قبل الوساطة الأميركية وسمح للقاتل الإسرائيلي بمغادرة المملكة , ليستقبله نتنياهو بطريقة مستفزة لا يمكن المقارنة فيها , بين مستوى رفعة موقف ملك يسعى للسلام الحقيقي بين الشعوب , ومستوى تدني موقف رئيس وزراء سعى لتجيير سمو وترفع موقف الملك , ليصنع منها " بطولة " لنفسه , حتى وهو يعرف حق المعرفة , أن جلالة الملك لو قال " لا " , فهي لا , لا تتغير أبدا مهما كان الثمن ! .

ومع ذلك , وبرغم تجييش نتنياهو للمستوطنين والسماح لهم بإستباحة حرمة المقدسات التي نصت إتفاقية السلام على إحترام دور المملكة الأردنية الهاشمية في رعايتها والوصاية عليها , وبرغم ممارساته القمعية ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية في بلاده , وبرغم تنكره لكل مباديء السلام العادل القابل للديمومة , نعم برغم كل ذلك وغيره كثير , طلب نتنياهو لقاء جلالة الملك , ليس من أجل السلام , وإنما من أجل أن يحصد أصوات ناخبين أكثر ! .

جلالة الملك قائد وطني وقومي وإنساني لا تنطلي عليه مثل هذه المحاولات التي لا تخدم سوى نتنياهو هو وسائر قوى التطرف اليميني في المجتمع الإسرائيلي , ولهذا رفض لقاءه وإستقباله في عمان .

ربما لو جاء الطلب عقب الإنتخابات وبأجندة تبحث في توجه جاد من أجل سلام حقيقي , لكان الأمر مختلفا , ولربما حظي نتنياهو وأي مسؤول آخر في هذا العالم , بلقاء جلالة الملك , أما أن يدعم الملك ترشح نتنياهو بإستقباله وهو يعمل ضد أبسط قواعد السلام العادل, فذلك أمر لن ينال شرفه لا نتنياهو , ولا أي مسؤول على شاكلته ! .
عبدالله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية , هو إبن أبيه رحمه الله , فالمبدأ لا يصدأ , والقيم لا تفقد قيمتها , والحياة موقف عز عادل , والكلمة لها شرفها وحرمتها التي لا يمكن القبول بإنتهاكها . فالأردن هو الأردن , وفلسطين هي فلسطين , والقدس هي القدس والوصاية هاشمية , والحل دولة فلسطينية على خطوط 4 حزيران وعاصمتها القدس الشرقية , واللاجئون أصحاب حق أقره العالم كله , والملك ومعه كل الشعب الأردني من عقربا إلى العقبة , لن يتنازل أبدا عن حرف واحد من ذلك مهما طال الزمان وكانت التضحيات .

وفق هذه الثوابت الراسخة يمكن الحديث معكم ومع غيركم ممن يدعمونكم في واشنطن , وبخلافها , فالخصام باق ويتمدد ولا أمن ولا سلام ولا إستقرار في الإقليم كله , ومهما توهمتم , فلن تجدوا عربيا واحدا معكم إلا من جندتموهم " عملاء " بالمئات وربما الآلاف , ووضعتموهم في " خانة " لا تسمح لهم بالتراجع , وهم اليوم مطالبون بالتوبة وسيسامحهم كل العرب على ما إرتكبوا من خطيئة وأخطاء . الله من وراء القصد .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير