"دقاقو الأسافين "سوس" ينخر جسد الإدارة الأردنية !
الخميس-2019-04-04

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - شحاده أبو بقر العبادي
أسوأ " معضلة " تواجه الجهاز الإداري الأردني , هم فئة دقاقي الأسافين بين رئيس المؤسسة من جهة , وفئة الموظفين الناجحين المخلصين بالعمل في تلك المؤسسة من جهة ثانية , فهم يفعلون ما لا يخطر على بال أحد, كي يوغروا كذبا وزورا وظلما صدر رئيس المؤسسة على كل موظف ناجح متميز ليس بمقدورهم مجاراة قدراته .
دقاقو الأسافين والوشايات الكاذبة وأعداء النجاح , هم في الغالب من فئة غير مؤهلة للعمل الحقيقي, وليس لديهم من قدرات وظيفية سوى ممارسة النفاق للمسؤول الأول صاحب القرار في مؤسسته , وهم يحيطون بهذا المسؤول من كل جانب , ويحجبون عنه رؤية أي موظف سواهم .
من هنا يأتي المسؤول الأول ويغادر موقعه وهو لا يرى ولا يعرف في مؤسسته في الغالب , سوى فئة المنافقين من دقاقي الأسافين , الذين يجيدون وبدهاء لا تقوى فيه , تصيد أية فرصة لتشويه مسيرة أي موظف كفؤ ناجح لا يجيد فن النفاق ويستحي من فرض حضوره على المسؤول الأول في مؤسسته .
وهم لا يترددون حتى في نسج الأكاذيب بحق كل موظف أكثر منهم تأهيلا ودراية بشؤون العمل , وغايتهم هي إبعاده وبالكلية عن عيني رئيس المؤسسة صاحب القرار فيها , لا بل ودفعه إلى مخاصمته والتخلص منه دون أن يدري الأخير السبب أو الدافع ليكتشفه ربما وبالصدفة لاحقا .
بمثل هذه الأساليب المقززة التي تفتقر إلى أدنى درجات الإخلاص في العمل وبالتالي للوطن , وقبل هذا وذاك مخافة الله , يخلو جو المؤسسة تماما لتلك الفئة من دقاقي الأسافين الذين لا وجود في صدورهم وضمائرهم لقيمة إسمها الوطن , فولاؤهم هو فقط لأنفسهم ولمصالحهم , وولاؤهم الكاذب هو للمسؤول الأول, والذي لا يتوانى مخدوعا بهم عن الأخذ بأيديهم وإغداق المزايا والمكتسبات عليهم متوهما إخلاصهم له , وناسيا أنه مجرد " إخلاص كاذب " يمنحونه لمن يرأس المؤسسة حتى إن غادرها تحولوا وفورا للبديل, ذامين من سبق ومتظاهرين بالسعادة لذهابه , ولا حول ولا قوة إلا بالله .
دقاقو الأسافين الذين باتوا ظاهرة في الكثير من مؤسساتنا وللأسف الشديد , هم " سوس " ينخر جسد الإدارة الأردنية في كثير من أجهزتها , وحيثما وجدوا وجد الخراب , وهم في العادة من أضعف موظفي المؤسسات من حيث القدرات , ولا سبيل أمامهم للحظوة بثقة المسؤول الأول إلا بمعاداة الناجحين من زملائهم وبطرق جهنمية , كي تخلو الساحة لهم دون سائر زملائهم والذين لا يترك هؤلاء أية فرصة للمسؤول الأول للتعرف عليهم وعلى قدراتهم التي تؤهلهم وبجدارة , لمواقع مسؤولية أفضل قبل دقاقي الأسافين , والذين وللأسف يصدقهم المسؤول الأول في غالب الأحيان , ويستجيب لدهائهم فيظلم آخرين معتقدا أن ما دبر بحقهم وبخبث ودهاء لا ضمير نقيا فيه , هو أمر صحيح ! .
الإدارة الناجحة في سائر دول الكوكب , تتيح الفرص رحبة للمسؤول الأول للتعرف على جميع العاملين في مؤسسته وعلى قدراتهم , لإعطاء من يستحق منهم فرصته وحقه في التقدم إلى مراكز وظيفية متقدمة , لا أن تبقى تلك الفرص حكرا على الفئة المشار إليها .
الغريب أن تلك الفئة تجامل بعضها بعضا حتى وهي لبعضها كارهة , ولا تتردد في الطعن بفرد منها إن لاحظت أن رئيس المؤسسة ينوي الأخذ بيده إلى موقع متقدم عنهم , فكل فرد منهم يريد كل شيء لنفسه وحسب !
أنا لا أسمي هؤلاء أعداء النجاح وحسب , بل هم أعداء للمسؤول الذي ينافقونه زورا , و حتى للوطن عندما يختزلونه في مصالحهم الفردية فقط .
الأصل في الإدارة الناجحة وطنيا وخلقيا وإنسانيا , هو أن الطواقم المحيطة بالمسؤول الأول في أية مؤسسة , تعمل معا بتناغم وإنسجام غايته نجاح ذلك المسؤول , أي تماما كالمجموعة التي تعزف مقطوعة موسيقية رائعه لا نشاز فيها , عندما يؤدي كل فرد فيها عمله بإخلاص وطني هدفه نجاح العمل ,ولمصلحة البلد والناس عموما , لا لمصالحه هو وحده فقط ! .
لو حدث هذا ونبذ دقاقو الأسافين والمنافقين الذين يمدحون رئيسهم وجاهة, ويذمونه بمجرد إستدارة وجهه عنهم , ولو حرص كل رئيس مؤسسة كبرى أو صغرى على التعرف عن قرب على قدرات موظفيه عبر الحوار معهم والإستماع إلى آرائهم وتكليفهم بمهام محددة , لإنكشف عندها جميع دقاقي الأسافين الذين يحظون بمغانم الوظيفة كلها دون وجه حق , وعلى حساب حقوق زملائهم الحيين المترفعين عن المجاملات النفاقية , ولصلح حال الإدارة الأردنية عموما ولحصل كل صاحب حق على حقه , ولإرتقى مستوى الإدارة والعمل إلى مراتب أفضل , وهذا حق أبلج للشعب وللوطن حاضرا ومستقبلا .
أكتب هذ الكلام ولو متأخرا بعض الشيء , لأنني خبرت نماذج كثيرة من دقاقي الأسافين وأعوانهم التافهين المتكسبين منهم , والذين نجحوا في الإستحواذ على مودة المسؤول الأول في مؤسساتهم على حساب من هم أكفأ منهم وأقدر , وعبر ممارسة أساليب ماكرة تقربهم هم وحدهم وتبعد غيرهم ممن هم أكفأ منهم وأكثر إخلاصاء ووفاء للعمل ولرئيسه وللبلد عموما .
ترى , من يخلص الأردن العزيز من هذه الآفة الخطيرة جدا , ومن يضع حدا لها بطريقة تكشف قدرات دقاقي الأسافين في أية مؤسسة , لا بل وتكشف ألاعيبهم ووسائلهم المستنكرة والمقززة , للإستحواذ على تفكير المسؤول الأول في كل مؤسسة , بحيث لا يرى غيرهم ولا يدخل قلبه وعقله وتفكيره سواهم , ليكون الإحباط واليأس والإحساس بالظلم بالتالي, هو حال الأغلبية العظمى من مستخدمي دولتنا الأردنية العزيزة ! .
صدقا هذه ظاهرة وهذا واقع معاش في العديد العديد من مؤسساتنا , ومع ذلك ولذلك , نشكو جميعا من ترهل الإدارة الأردنية , ففوق الفقر وتدني الرواتب , دقاقو أسافين يستبعدون كل كفاءة ناجحة مخلصة , ولا يجدون من يردعهم ويخلص الإدارة الأردنية من أطماعهم التي لا ترحم , وأساليبهم التي لا تترك فرصا لغيرهم كي يحظوا بشيء من حقوق يستحقونها . الله جل جلاله من وراء القصد .
ملحوظة : دقاقو الأسافين , مصطلح دارج يعنى من يتعمدون وظلما , تشويه مسيرة زملائهم في العمل وبالذات من هم أكفأ منهم , كي تبقى لهم وحدهم الحظوة عند مدير العمل وصاحب القرار فيه .

