قمة "تونس" , أما نهوض للأبد , أو سقوط لعقود !
الخميس-2019-03-30

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - شحاده أبو بقر العبادي
القمة العربية الثلاثون في تونس , وبرغم حالة التردي العربي الراهن , ستضع الأمة العربية وكفرصة أخيرة , على مفترق طرق تاريخي فاصل , فإما نهوض عربي يسر الشعوب وينتشل الواقع العربي مما هو فيه من ذل وهوان ! , وإما " ولا نتمنى " , سقوط مفزع للنظام الرسمي العربي برمته !, والأمر كله بيد القادة وحدهم , وليس بيد الشعوب العربية المغلوبة على أمرها , والتابع كل منها لقيادته .
مؤلم حد الحزن , ما نتابع من تصريحات وتغريدات صهيونية " ساخرة " تتساءل عمن" سيتشاجر" من القادة العرب مع من , جريا على ما كان يجري في قمم سابقة !.
قلت في مقال سابق أن إمبراطورية صهيونية إفتراضية كبرى تتشكل حاليا , وعلى حساب سائر العرب بلا إستثناء, نتيجة تحالف صهيوني مع الإنجيلية المتصهينة في أميركا , والتي أوصلت ترمب إلى سدة البيت الأبيض وسط دهشة ليس الشعبين الأميركي والأوروبي وحسب , بل وحتى ترمب نفسه وأسرته وأصدقاءه ! .
وعليه , فالقادة العرب بين خيارين , فإما نهوض تصفق له شعوبهم كلها, ومعها شعوب عديدة كارهة بالباطن والعلن لسياسات ترمب وفريقه , وأولها شعوب أوروبية حرة وأخرى تجامله مكرهة , وإما " لا سمح الله ", سقوط ذريع يدخل العرب جميعا في نفق مظلم طويل شعوبا وقادة معا.
قمة تونس يجب أن تكون قمة المصارحة والمكاشفة وحتى العتاب الأبيض إن لزم , وصولا إلى موقف عربي واحد موحد مشرف يرفع رؤوس العرب ولو مرة في حياتهم ! .
للقادة العرب أن يكونوا على يقين تام , من أن صفقة القرن الصفعة , هي الخطوة الأكبر نحو الإمبراطورية الصهيونية الإفتراضية التي لن ينجو من مخططها بلد أو شعب عربي واحد , لا اليوم, ولا غدا, ولا بعد غد .
أسوأ ما في لقاءات العرب للبحث في قضاياهم المصيرية , هو أن تكشف الأيام أن طرفا أو أكثر كان ينسق مع العدو من خلف ظهور أشقائه ! , سواء على نحو ما جرى في أوسلو أو غيره , فالقضية ليست فلسطينية , وإنما هي قضية فلسطين العربية , ولكل العرب فيها دماء وشهداء وتضحيات , وليس سرا أننا نحن الأردنيين , كنا وما زلنا, أكثر العرب تضحية مشرفة من أجلها عبر التاريخ , إلى جانب أشقائنا الفلسطينيين .

