سليم البطاينه يكتب ٠٠٠( الهوية الوطنية الاردنية هل هي أزمة مصطلح أم أزمة هوية ؟؟ )
Friday-2019-03-29 10:57 am

جفرا نيوز -
جفرا نيوز ـ الهوية الوطنية الاردنية قصة كبرى وقلق وطني يشغل الجميع ، وستبقى قضية مُثيرة للجدل نظراً لعلاقتها العميقة بالمتغيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية ، فالحديث عنها قديم لكنه يتجدد عندما يستشعر أبناء الوطن خطورة الانصهار !!! فحين تتصادم الهويات الفرعية تواجه الهوية الوطنية الكثير من المخاطر !! فالخوف على الهوية مشروع وهاجس الهوية شغل الامم المتقدمة والمستقرة بالعالم ٠
&٠ فالحديثُ عن الهوية بالأردن تحول للأسف إلى مفهوم مطاطي !!!! أحياناً يأخذ أقصى اليسار وأحياناً أخرى أقصى اليمين ؟ فالمعنيون بقضايا الإصلاح السياسي لا يهمهم الهوية !! ويبتعدون قدر الأمكان بالحديث عنها ؟ مع العلم بأن أزمة الهوية تؤدي أحياناً إلى إنقسامات إجتماعية عميقة ، ففي حالة إنعدام شعور الفرد بهويته يتولد لديه أزمة وعي Warness Crises وفِي النهاية تقود إلى ضياع الهوية نهائياً٠
&٠ فخوف الأردنيين الان بان يكونوا بمرحلة تصفير تاريخي !!!! فوجود مشكلات هيكلية في مؤسسات الدولة عادة ما يحول أزمة الهوية إلى أزمة سياسية !!! فقائمة التغير السكاني بالأردن لا زالت تتوسع وبفعل فاعل !!! ونتج عنها تغير ديموغرافي سريع !!!! سيؤدي لاحقاً إلى إعادة تشكيل الخارطة السكانية الاردنية !!!
&٠ فسابقاً مرت الجغرافيا والديموغرافيا الاردنية بمراحل منحتها المرونة رغم دكتاتورية الأقليم ؟ فالتاريخ شهد جذوراً عميقة لفكرة الاْردن وهوياته المتعددة ، فهنالك مراكزُ أبحاث استراتيجية غربية واسرائيلية أصدرت خرائط عديدة للأردن الصغير والكبير !!!!!!!!!!!! فالخوف من ان نكون في الأيام القادمة أمام جغرافيا وديموغرافيا جديدة نتيجة حسابات سياسية من خارج الصندوق ؟.
&٠ فثقافة الهوية وصلابتها هي التي تُعاند أسباب الذوبان !!! فعلى سبيل المثال فأن الشخصية الفرنسية ولغتها وهويتها ما زالت حاضرة في الفضاء الأوروبي الموحد !!! وكذلك الهوية الوطنية الإيطالية والألمانية والإسبانية واليونانية !!!! فعالم السياسة والاجتماع الامريكي والأستاذ بجامعة هارفرد Samuel Huntington مؤلف كتاب صراع الحضارات أصدر كتاباً قبل وفاته سماه ( من نحن ) تحدث فيه عن التحديات التي تواجه الهوية الامريكية ومكوناتها وما حدث عليها من متغيرات وبخاصة تآكل الثقافة الانجلوسكسونية البروستنتانية البيضاء !!!! وحذر فيها من ان الصراعات القادمة لن تكون متمحورة حول خلاف الايدولوجيات !! بل بسب الاختلاف الثقافي.

