رسائل جلالة الملك إلى أخيه خادم الحرمين الشريفين
الخميس-2019-03-28

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - شحاده أبو بقر العبادي
لم نعرف نحن الأردنيين عبر التاريخ , شقيقا أكثر قربا وإلتصاقا بنا ولنا من المملكة المملكة العربية السعودية , ولم يعرف أشقاؤنا السعوديون في المقابل , شقيقا أكثر قربا وإلتصاقا بهم ولهم من المملكة الأردنية الهاشمية .
هذا ليس كلاما إنشائيا يقال في هواء طلق وحسب , بل هو واقع تاريخي أثبت الأردنيون والسعوديون خلاله شعبا وحكاما معا , أنهم يقدرون ويحترمون سائر أشقائهم العرب , لكن للعلاقات بين الأردن والسعودية بالذات , خصوصيات جسدتها حكمة القيادتين الكريمتين والشعبين الكريمين كابرا عن كابر.
وحتى وإن أملت المصالح الوطنية السياسية فرقا في الرأي في ظرف وحقبة ما , فإن الفرق لا يمكن أن يترك أثرا سلبيا أبدا بين بلدين أكثر من جارين , وأكثر من شقيقين يدرك كل منهما أن لا مجال للتخلي "لا قدر" الله عن الشقيق الآخر , فكل القيم والمثل والعادات والتقاليد والمصالح القومية والوطنية المشتركة , تقف ولطالما وقفت سدا صلبا في مواجهة أية محاولات بائسة لإحداث شرخ في العلاقات الإستراتيجية الراسخة بين المملكتين العتيدتين .
المملكة العربية السعودية هي أكبر داعم مساند للأردن في السراء والضراء معا , ولا يملك أحد أن يظلم حظه وينكر أو يتنكر لهذا الموقف التاريخي الثابت , والمملكة الأردنية الهاشمية في المقابل , هي أكبر نصير للسعودية ومشارك مخلص في بناء نهضتها المباركة , والبلدان يشتركان وبإخلاص في حماية أمن حدودهما المشتركة , وفي تعظيم أسس التنسيق الأمني الذي يصون أمن الدولتين والأمن العربي عموما , وأمن الشعبين الأكثر فعلا من شقيقين .
نعرف ونستذكر نحن كبار السن في البلدين العربيين , أنهما , الأردن والسعودية , وقد تعرضا ظلما لأبشع صنوف الظلم من بني جلدتهما من أصحاب الصوت الجهوري الذين أوصلوا الأمة إلى ما هي فيه من معضلات , كانا وما زالا أكثر الداعمين والمضحين في سبيل الأمة وقضاياها , ومع ذلك يصر المتصيدون المشككون دوما على الإنتقاص من ذلك الدعم, وتلك التضحيات الكبرى , ولو سألت بعضهم ماذا قدموا هم للأمة وقضاياها , فلن تسمع منهم غير البيانات والخطابات والهتافات التي أشبعت الأعداء شتما واستحذوا على كل الإبل ! .
لا علينا , ذلك تاريخ يقره المنصفون وينكره الظالمون , وما يعنينا هنا تحديدا وفي هذا الزمن العربي المر والمرير والصعب المنذر بأعظم المخاطر , هو التأكيد على أن الأردن والسعودية لا يمكن أن يفترقا لا سمح الله , مهما حاولت الحركة الصهيونية وأعوانها أيا كانوا , والتأكيد كذلك على أن عمان والرياض , ومن حولهما سائر عواصم الخليج العربي والعرب عموما , هم اليوم جميعا أمام الإمتحان الصعب جمعا لشمل الأمة وشعوبها , ويقينا فإن لعمان وللرياض الدور الأبرز على هذا الصعيد وهذا المفترق الذي تقف عنده شعوب العرب كافة ! .
رسائل جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين الرئيس الحالي للقمة العربية , والمتتالية , إلى أخيه خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز , لا يمكن إلا أن تكون في صالح الأمة قبيل قمة قادتها الكرام , وفي صالح علاقات البلدين الشقيقين والشعبين الكريمين , وحكمة الملكين العربيين الجليلين , لا يمكن وبعون الله , إلا أن تثمر خيرا للعرب جميعا ولقضيتهم العادلة " قضية فلسطين " وكل ما يتصل بها من شؤون , وكل أرض عربية مغتصبة .
عمان صنو الرياض ورفيقة دربها , ولا يمكن لأحدهما أن تخذل شقيقتها مهما حاول يائسون أو أعداء حاقدون , والشعبان الكريمان وقيادتاهما الكريمتان , هما الأقرب إلى مقاربة الحكمة وقراءة الحاضر والمستقبل والأشد تأثرا بمصائب العرب كافة , والأقدر بإذن الله على طرد الغمام من دنيا العرب , وتعزيز أواصر الأخوة التي لم ولن تنفصم بين بلدينا العزيزين , مهما حاول المحاولون الذين لا يريدون بالعرب خيرا , ولا بالأردنيين والسعوديين خيرا , رد الله كيدهم في نحورهم !
خلاصة القول الحق بإذن الله , الأردن والسعودية أكثر من شقيقين , وهما معا نقطة الإرتكاز في دنيا العرب , وهما ومعا , الأجدر والمطالبان وبالتعاون مع إخوانهم القادة العرب , بإزاحة الهموم عن صدور العرب الذين يواجهون اليوم ظروفا هي الأشد بشاعة في تاريخهم . والله من وراء القصد .

