النسخة الكاملة

الرد من جنس العمل "صفقة سلام عربية" للحل !

السبت-2019-03-23
جفرا نيوز - جفرا نيوز -  شحاده أبو بقر العبادي

صار واضحا للكافة أن ما يسمى صفقة القرن الأميركية الإسرائيلية , تعني " إسرائيل الكبرى " على كامل فلسطين بما فيها مقدساتها الإسلامية والمسيحية , ثم أضافوا إليها البارحة هضبة الجولان السورية , وسيضيفون تباعا كل ما يريدون وصولا لمقولة " حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل " ! .

هذا الصلف والظلم والغطرسة والإستكبار , وهذا الإستخفاف والإستهتار واللامبالة بسائر العرب والمسلمين في مشرق الأرض ومغاربها , بات يستدعي ردا عربيا واحدا من جنس العمل , خاصة وأن الدنيا بمن فيها من بشر , تدرك تماما أن العرب على حق, وأن غريمهم على باطل , لا بل وقدم العرب ومن أجل السلام تنازلات كبرى قاربت الذل , ولكن دون جدوى ! ! .

وعليه وبإختصار تام نقترح " صفقة سلام عربية " مقابلة مضمونها أن " فلسطين من البحر إلى النهر أرض عربية لا تنازل عن ذرة تراب منها " , وأن العرب لا يمانعون بعيش يهود فيها كسكان مقيمين , بإعتبارها وطنا قوميا للعرب والفلسطينيين , وللمقيمين من يهود فيها , كامل الحقوق المدنية وحتى السياسية إن رغبوا بالعيش تحت سيادة الدولة العربية والفلسطينية .

وتشترط صفقة السلام العربية خروج اليهود من الأرض السورية واللبنانية المحتلة حاليا , أو العيش فيها كسكان مقيمين تحت السيادة السورية حيث الجولان , والسيادة اللبنانية حيث مزارع شبعا , ويتمتعون بذات الحقوق التي يتمتعون فيها في فلسطين إن رغبوا ! .

صفقة سلام عربية كهذه هي الرد العربي الواجب على الصفقة الأميركية الإسرائيلية التي بلغ التبجح بهم حد تذكيرنا كل يوم بخيبر وسواها .

ما فائدة 400 مليون عربي و22 دولة عربية و 22 جيشا عربيا , إن لم يقابلوا الحجة الباطلة الظالمة, بحجة حق أبلج قوية يساندها مليار مسلم وكل حر منصف على هذا الكوكب ! , وماذا ينتظر العرب والفلسطينيون بالذات , بعد إذ تناسوا عشرات آلاف الشهداء وطوفان الدم والمعاناة والقهر والهجرة واللجوء على مدى تسعين عاما وقدموا من التنازلات المذلة ما لم يقدمه شعب على وجه الأرض عبر التاريخ ! .

مطلوب موقف عربي قيادي أو شعبي أو ديني يتبنى طرح صفقة السلام الشعبية العربية مقابل الصفقة الصفعة الأميركية الإسرائيلية , وبقوة وحزم مسنود بطوفان شعبي سلمي عربي تسمع الدنيا كلها دويه المحق , كي يصحو الطرف الآخر الذي يريد إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط كله وفق مصالحه وعلى هواه , متخذا من فزاعة حكام إيران المسلمة حجة لإخضاع العرب , وكما لو كان هذا الشرق أرضا بلا بشر وبلا عقيدة وبلا تاريخ وبلا حقوق أو حتى وجود ! .

فعلا أين العرب ! , أين غيرتهم على شعوبهم وأوطانهم وعقيدتهم , فهل ذلوا جميعا وخنعوا وخضعوا ولم يبق فيهم فارس يعلق الجرس ويعلن الصفقة العربية هو جل جلاله من وراء القصد .العادلة مقابل الصفقة الظالمة الباطلة ! . الله القائل كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر , هو جل جلاله من وراء القصد .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير