جلسة النواب وعروبة القدس
الثلاثاء-2019-03-19 02:34 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز -كتب معاذ البطوش
يوم أمس لم يكن يوما عاديا في تاريخ البرلمان الأردني، ولم يكن يوما للحديث فيه عن رفع أسعار وغلاء المعيشة وارتفاع نسب البطالة بين الشباب وإنما كان يوما للحديث عن الكرامة وأي كرامة إنها القدس العربية الإسلامية.
هذا هو قدر الأردن وهذا هو قدر الأردنيين أن تبقى فلسطينهم وقدسهم واقصاهم حاضرة في اذهانهم منذ فجر التاريخ ومعارك باب الواد واسور القدس واستشهاد رمز الدولة ومؤسسها المغفور له بإذن الله تعالى جلالة الملك عبدالله الأولى طيب الله ثراه، ومن بعد ذلك كرامة العز 1968 التي سطر فيها بواسل الجيش العربي أعظم البطولات بعد شهور قليل على هزيمة ونكسة الجيوش العربية 1967 ليعيد للأمة امجادها، وغير ذلك الكثير الكثير من البطولات والمواقف السياسية تجاه فلسطين وشعبها ومقدساتها.
جلسة النواب كانت تاريخية لأنها كانت تهدف لارسال رسائل أردنية عربية إسلامية لكل من يحاول النيل من قضيتنا المركزية وقدسنا واقصانا من العرب والعجم....من العدو والصديق.
شهدت الجلسة لغطا كبيرا وتوترا واضحا لدى النواب لشعورهم بأن هناك مؤامرة على فلسطين والأردن والقدس والأقصى وكنيسة القيامة، وكان لا بد من توجيه رسالة نيابية تمثل الشعب الأردني للعالم، فحواها ان الأردن ثابت على موقفه ولن يتزعز مهما بلغت الضغوطات السياسية والاقتصادية التي تمارس على هذا الوطن الكبير بقيادته وجيشه واجهزته الأمنية وشعبه العروبي.
الجلسة شهدت شجارا وملاسنة ناتجة عن موقف إيجابي لجميع الاطراف تجاه القدس، فكل الحضور من النواب والحكومة والصحافة يهتفون بصوت عالٍ ٍعاش الأردن وعاشت فلسطين وعاشت القدس والمقدسات.
النائب محمد هديب تحدث تحت قبة البرلمان وأثار حديثه جدلا واسعا، ووجهت له الانتقادات الكبيرة لان حديثه من وجهة نظر النواب وعلى رأسهم رئيس المجلس الطراونة الذي لا يستطيع أحد أن ينكر مواقفه الراسخة تجاه فلسطين وشعبها ومقدساتها، فالرجل بتجرد هو أردني الولاء هاشمي الإنتماء فلسطيني الهوية يعتز بفلسطين وشعبها كما يعتز بالأردن وشعبه.
غضب الطراونة ومعالي الباشا مازن القاضي وأعضاء المجلس جاء على خلفية تجاهل النائب هديب لمواقف الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني من خلال الوصاية الهاشمية تجاه القدس والمقدسات، وربما يكون النائب هديب غير قاصدا لهذا التجاهل فلا نستطيع أن نشكك بوطنيته وإنما من الممكن أن يكون التعبير خانه ولم يكن القصد من حديثه التقليل من الدور الأردني.
اما رئيس المجلس الطراونة ومن باب موقعه كرئيس لمجلس يمثل الشعب الأردني، كان لا بد عليه أن يخرج عن حكمته التي عرفناها عنه، ويبحث عن موقف موحد خلف جلالة الملك يعزز دور الأردن والوصاية الهاشمية ويوقف محاولات التهويد الإسرائيلية للقدس والمقدسات، فهو من المؤكد مطلع اكثر من غيره من النواب على ما يدور في الغرف المغلقة من حديث مستمر عن المخططات والمؤامرات التي تحاكى ضد الأردن وفلسطين والقدس، وسط حالة اليأس التي تعيشها الأمة ووسط انحياز المجتمع الدولي للكيان الغاصب.
الطراونة حاول أن يبقي على توحيد الصف الأردني ويمنع حدوث انقسام في موقف البرلمان تجاه القدس لانه على يقين بأن "رص" الصفوف ووحدة البرلمان خلف جلالة الملك يعزز من الموقف الأردني في مواجهة صفقة القرن غيرها ، وغير ذلك فإن المستفيد الوحيد من هذا الانقسام هو العدو الصهيوني.
المطلوب في ظل إيماننا الكبير بأن جميع السادة النواب يعشقون فلسطين كعشقهم للأردن، فالرئيس الطراونة والنائب هديب والنواب مازن القاضي وخالد الفناطسة ومحمد البرايسة وخليل عطية ومحمود النعيمات ومحمد الظهراوي وهيثم زيادين ومنصور مراد زقيس زيادين وطارق خوري وحسني الشياب وصالح العرموطي وقصي الدميسي وإنصاف الخوالدة، وجميع أعضاء المجلس هم على قدر كبير من المسؤولية ولا يستطيع أحد أن يشكك بوطنيتهم وحبهم للأردن وقيادته ولفلسطين وشعبها ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية.
نتمنى أن ينتهي الخلاف ويعمل الرئيس الطراونة بحكمته وحنكته وأعضاء المجلس على إغلاق الملف وإعادة الأمور إلى مسارها الحقيقي قائما على وحدة الصف ودعم جهود جلالة الملك والحكومة وشعبنا الأردني وشعب فلسطين المرابط على اسور القدس، لأن الجميع بالتأكيد لا يريد لهذا الصف ان ينشق بل يريد تعزيزه وزيادة تماسكه خاصة في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية بشكل عام والقدس الشريف بشكل خاص، لأن العدو الوحيد لنا هو الكيان الصهيوني الذي يريد منا أن نستسلم أمام مخططاته ومؤامراته.
عاش الأردن بقيادته الهاشمية وعاشت القدس بعزتها وكرامتها، والمجد والخلود لشهداء جيشنا العربي وشهداء فلسطين والتحية لللمرابطين والمرابطات على تراب فلسطين الطهور.

