اخر صيحات الموضه السياسيه ... " نزيف المال والأرواح
الإثنين-2019-03-04 08:04 pm

جفرا نيوز -
اطلق أحد المطلعين فكرة حل مجلس النواب صيف هذا العام وإجراء انتخابات برلمانيه في صيف العام نفسه ، لكن قرارات تعيين ثلاثة أشخاص في وزارة العدل وحجم الردود عليها طغى على هذه الاطلاقه التي تعتبر في علوم السياسه " طلق تنويري " لغايات جذب الإنتباه .
نحن تنقسم إلى فريقين في بلدنا الاول يفعل ما يريد والثاني يقول ما يريد ، نحن لم نتحرك جديا إزاء الموت السريري الذي تعانيه الاداره العامه وتحكم أفراد بنزوات ذاتيه في مصير وحاضر ومستقبل شعب منذ جرت مياه وادي الازرق أجساد اطفالنا ولم نتحرك ايضا بعد أن حلقت أرواحهم التي عانت الأمرين لتعلن أن هناك نزيفا قاتلا يجب أن يقف .
احداث الكرك والسلط واربد والبقعه كلها دفعنا ثمنها ارواحا من أجود الأرواح في بلدنا ولم نتنبه بعد أن النزف لا زال مستمرا .
" احداث عمان " الاخيره ايضا دفعنا فيها روحا زكية شابه حاولت أن تنقذ طفلاً هي أحداث ايضا لان النتيجة نزف اخر ، بينما غرق وسط البلد ومداهمة المياه لناس والحاقها خسائر ماديه كبيره في الممتلكات ليس نزفا جديدا لان نزيف المال العام أضيف إليه الآن نزيف مالي شعبي ايضا .
الطريق الصحراوي والموت بالجمله نزف لا يلفت انتباه أحد منذ عشرات السنين .
ادمنا فقدان مالنا ومكتسباتنا وخسرنا في مرحلة بيع شامله كل ما نملك من مقومات وموارد عامه ، ثم انتقلنا إلى مرحلة سلبنا ما نملك من موارد خاصه عبر فن الأداء الضريبي ، وابداع الجباية والرسوم ، ثم بتنا ندفع الان ضريبة يومية من ارواحنا .
اخر صيحات الموضه السياسيه في بلدنا أن القبائل الكبرى بدأت تلعب دور الأحزاب ، الأحزاب العائلية التي لا ترتقي إلى مستوى جمعيات تنظيميا ، تغط في نوم سياسي عميق لا ينجم عنه سوى تناسل وتوالد انشطاري احيانا واحيانا اخرى ضمن معدلات نمو عائليه مرتفعه يجب اللجوء إلى وسائل تنظيم منع الحمل لضبط هذه الحاله المقرفه ، خاصة في ظل غياب وعي ايديولوجي أو فكري ينظم هذه الفوضى ، وصلنا حدود 50 حزبا في ساحة سياسية لا تتسع سوى لحزبين على الأكثر بينما وزارة الداخلية لدينا تبشرنا كل عدة أيام بمولود سياسي جديد كان آخرها " التيار المدني أو التحالف المدني " في بلد لا يعرف اهو مدني ام قانوني ام عشائري ام هو مجتمع الدوله ام مجتمع الحكومه ، أو ربما يكون مجتمع ( مجموعة معارف ) .
السلطات الثلاث من الحكومة واجهزتها إلى النواب والأعيان الى القضاء وملحق بها السلطه الرابعه " جزافا " كلها تتصرف وفق رؤيا تعتمد القانون بينما الجميع يتصرف على نحو مختلف .
البطاله بلغت حدود المسيرات الراحله المطالبه بالعمل ، الفقر بلغ حدود التسول احيانا والنصب والاحتيال على نحو جماعي حينا آخر ، الاستثمار يافطه اعلاميه اعلانيه كبيره ... لا فائدة منها ومثلها باتت غالبية القطاعات الأخرى ، نحن مدعوون الى التفكير في هرم وشيخوخة اداراتنا التي لا تريد أن تعترف بأنها فشلت وان فشلها يحملنا ثمنا باهظا .
من هنا إلى هناك علينا أن نعرف اننا لم نعد تستحق أن نكون مجتمع.

