النسخة الكاملة

"على السبحانية"

السبت-2019-03-02
جفرا نيوز - جفرا نيوز - يبدو العنوان غريبا بعض الشيء ككلمة مسموعة شعبية وشائعة ، تعبر عن الأمور التي تسير بتلقائية وبالعناية الالهية ، وبعيدا عن لطف وعطف البشر وانسانيتهم ، وانتماءهم للأرض او للمكان حيث يعيشون ، وعن قسوة من يتسلمون زمام الأمر وفرضيا يعملون بتسيير شؤون العباد أتحدث ..

إن دولة الأردن ، ذات أهمية لا يستهان بها في المنطقة ، حباها الله بالأمان ووقاها بفضل كرمه وعطفه على هذا الشعب المثقل بالهموم من ويلات الحروب أو كما يسمونها في عالم الاعلام (ثورات الربيع العربي) ، وهذا لا يعد امتهانا للدول التي عانت من الثورات ولا اخراجها من قوائم الرحمة الربانية فلطف الله ورحمته وسعت كل شيء ، لكن ما يعانيه هذا الشعب من تحديات تكاد ما تكون او تدعى بالتحديات الخاصة والاستثنائية ..

واجهت الدولة صعوبات عدة ، احتضنت مليوني لاجىء سوري باسم العروبة والاسلام وحق الجوار ، ورحب الاردني بشقيقه السوري ، وكان اشد صدقا من كل مسؤول يعتلي المنصات ، وكان الأكثر تفعيلا لمبادىء المؤاخاة ولكم في المحافظات مواقف ومبادرات عديدة تستحق المشاهدة ..

في كل مرة تزداد التحديات ، وفي كل مرة تتعمق المشكلات ، ومن ملف الى ملف تتخبط المراكز المعنية بحل الازمات ولا يحدث الا الانتقال نحو المزيد من الحلول الروتينية ، وهذا التراخي والعجز المفتعل من المسؤولين ، والسياسات الخاطئة بلغ بنا أن نشعر أن هذه الدولة على مهب الريح ، في أبنيتها ومدنها وبنيتها التحتية ومقدراتها ومؤشرات التحمل والجاهزية لكل أمر جلل قد يطرأ ..

فما أن تأتي الأمطار حتى نجد العاصمة تغرق ، كيف ذلك والتي هي واجهة الدولة وصيانتها وخدماتها تسابق في الأولوية كل خدمة مبذولة ، ولكن مع الأسف فعلى مستوى أمانة عمان الكبرى التي تنشغل بعمل التكريمات المجوفة من مضمون فكرة التكريم ، هي عاجزة عن نشر آلياتها واعلان طوارىء حقيقية وجاهزية عالية لتواكب ما يحدث في الميدان من غرق للسيارات وتعطل لحركة المرور ، الأمر الذي لا يواكب رسائل التحذير من المنخفض والتي يتلقاها المواطن من الجهات المسؤولة ، والتي هي الاخرى لا تقوم بواجبها على أكمل وجه ..

ومازلت أؤكد أن الأمور تسير بعناية إلهية ولطف ربنا الرحيم ، فالأردن الذي كان على موعد قبل أيام مع آفة الجراد ، والتي يعرف عنها بأنها اذا ما انتشرت فإنه من الصعب السيطرة على اسرابها وصدها ، لتأتي رحمة من الله بهذا المنخفض الذي باغت تلك الآفة فتغيرت وجهتها ، لأن الله وحده يعلم مر عيش عباده في هذا البلد ، جراء استهتار المسؤول ولهو المستشار وغيبوبة الوزير التي طالت بلا أمل في الصحوة ..

أفلأننا تخلصنا من خطر الجراد ، جاءت الأمانة لتضع لمساتها الفنية في هذه الشوارع من اغلاق وعدم اهتمام ، وكأن تعذيب الناس بات أمرا سهلا مستساغا لا يوقد في الضمير شعلة خوف من الله ؟!

لقد أصبحت أزمات هذه الدولة مادة للحديث في الداخل والخارج ، وباتوا يتحدثون عن جوع الناس ، وفقر الشعب ، وسوء الحال ، وهدر المنح جراء تسيبكم فهل هذا يعقل ؟؟!! ..

وعلى شاكلة الأمطار العديد من القضايا ، فالاقتصاد والبطالة والمسيرات للعاطلين عن العمل ، التي تسير نحو الديوان الملكي ، والذي قام المعنيون بتلبية نداء مسيرة شبان العقبة ، وما زال أبناء معان ينتظرون على الأبواب ..

لسنا نعلم من المسؤول ، فقد تعددت اصابع المساءلة ، ولكننا بتنا نختصر كل المسميات ، ونتجاوز كل التسلسلات الادارية ، وصار المطلب في الخلاص موجها الى جلالة الملك رمز هذه الدولة وصانع سياستها في الخارج ، فهو الوحيد القادر على تخليصنا من هذه الممارسات المتكررة والعبثية والجائرة في أروقة المؤسسات الحكومية ..

#روشان_الكايد
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير