رؤساء الحكومات الأفاضل .. كونوا عونا لجلالة الملك

جفرا نيوز - جفران يوز -  شحاده أبو بقر العبادي

بعد عودته من الطفيلة مبشرا بمستقبل أفضل بعزيمة الأردنيين , إلتقى جلالة الملك ثلاثة عشر رئيس وزراء سابقين فاضلين , ودعا بحسب الخبر الرسمي , الجميع للتعامل مع الأوضاع والتحديات التي تواجه البلد .

أعرف كسائر الأردنيين هؤلاء الذوات الذين قادوا حكومات الأردن قرابة أربعة عقود , ومنهم من عملت معهم مباشرة كمستشار , وأعرف كصحفي أنماط تفكيرهم ورؤاهم السياسية , ولهم جميعا وبالضرورة كل الإحترام.

عندما يلتقي الملك هذه الكوكبة من رؤساء الحكومات السابقين , فإن للقاء حتما أهمية خاصة إقتضتها الظروف الدقيقة التي يمر بها الوطن داخليا , وصلة تلك الظروف بما يجري إقليميا ودوليا , وموقع وموقف الأردن من كل هذا الذي يجري , وهو جميعه ودونما تفصيل أو تعريف بما هو معروف وللكافة , معاند تماما للمصالح العليا للدولة الأردنية , والمصالح اليومية العامة لشعبها ! .

لن أكون سلبيا وأذهب كغيري ممن يستهونون إلقاء التهم جزافا والقول بأن حكوماتهم هي من أوصلتنا إلى ما نحن فيه من سوء حال ! , بل سأكون إيجابيا كشأني دائما وأتقي ربي لأقول بأنهم جميعا إجتهدوا وأصابوا وربما أخطأوا , وليس هذا هو ما يناقشه مقالي اليوم .

وعليه , وبمناسبة هذا اللقاء الموسع في حضرة جلالة الملك وبطلب منه وقد دعا الجميع للتعامل مع أوضاع البلد فإنني أقترح على هؤلاء الذوات ما يلي :

1 : اليوم بادر 23 حزبا لصياغة مسودة مقترح معدل لقانون الأحزاب المعمول به حاليا , فهل يمكن أن يبادر هؤلاء الذوات مجتمعين ورئيسا مجلسي الأعيان والنواب الحاليين والسابقين , بالبناء على هذا المقترح , ولكن بما يتماهى مع دعوات جلالة الملك المتكررة بإيجاد حاضنة حزبية وطنية أردنية تضم 4 إلى 5 تيارات حزبية كبرى لا أكثر , وبما يلزم جميع الأحزاب المتشابهة في فكرها ومنطلقاتها ومبادئها بالإنخراط في تيار حزبي واحد فقط , عوضا عن الشرذمة الحزبية الحالية ! .

2 : وفي ضوء منجز قانوني حزبي كهذا الذي إليه أدعو , هل يمكن لهؤلاء الذوات إعداد مسودة مقترح لقانون إنتخاب مطور للقانون الحالي , وعلى نحو يتيح تمثيلا حقيقيا أفضل للجميع بما في ذلك الأحزاب السياسية الأربعة أو الخمسة على الأكثر ! .

3 : وهل يمكن لهؤلاء الذوات ومعظمهم إن لم يكونوا جميعا دعاة إصلاح , الإستعانة بثلاثة خبراء إقتصاديين حقيقيين لا مدعين , لوضع خارطة طريق إقتصادية تطويرية محكمة للدولة الأردنية لخمس سنوات قادمات مثلا ! .

4 : هل يمكن لهؤلاء الذوات الإسهام في وضع خطة مقترح لطي ملف الفساد المؤذي جدا , عبر التعاون مع رئيس الوزراء والمؤسسة الأمنية وهيئة النزاهة , للشروع في تسويات سرية تعيد أموالا كثيرة وتريح الدولة والبلد عموما من عناء المحاكمات والسجون المكلفة وطاحونة إشاعات الفساد ومعلوماته , والتي شوهت صورة بلدنا ليس في عيون شعبنا وحسب , بل وفي عيون القريب والبعيد على حد سواء , فالأصل أن الناس وكما أقول دائما , تريد عنبا لا مقاتلة نواطير ! .

يقينا , يمكن لهؤلاء الذوات مقاربة كل هذا بروح وطنية مخلصة , بالتعاون مع المؤسسة الأمنية وكل جهة رسمية بحسب إختصاصها , وعبر برنامج زمني مدته شهرين على الأبعد , بإجتماعات مكثفة في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات , ورفع مخرجات عملهم إلى المقام السامي كمقترحات أولا , ليصار إلى الدفع بها إلى القنوات الدستورية حكومة فبرلمانا للنقاش والحوار والإقرار رسميا , وبعدها , فلكل حادث حديث .


أجزم ولن أقسم , أن هذا كله ممكن جدا متى توفرت النية والعزيمة لإخراج البلد من فوضى الإشاعات والإتهامات والشكاوى والفقر والبطالة والفساد , وما نجم عن كل ذلك من إنهيار لمنظومة القيم الجليلة في بلدنا وعلى نحو مؤلم مر , لا بل ومحزن جدا , ولا حول ولا قوة إلا بالله .

جلالة الملك دعاكم للعمل والتعامل مع الأوضاع والتحديات , وصار لزاما أن تتآلفوا وتتحدوا وتعملوا من أجل الوطن كله بمن فيه وبما فيه , ولا عذر لكم إن لم تفعلوا .

وبالمناسبة , ألا ترون أن من المهم والمناسب أن تتوجهوا مجتمعين إلى عجلون العزيزة للتعزية وتطييب الخواطر والعمل على حل الأزمة بالعدل , لتكون هذه سنة حميدة تؤدونها حيثما كانت هنالك أزمة أو مشكلة يثور فيها خلاف بين بعض من مواطنينا الكرام وسلطة رسمية ما !

. دوركم حضرات الأفاضل كبير ومهم في حل الخلافات والإرتقاء بالمسيرة الوطنية التي سنمتكم جميعا أرفع المناصب في تاريخ الوطن , وإن لم تكونوا أنتم أول المبادرين في حمل قسط من الحمل مع الملك , فمن يكون إذا !! . بارك الله الوطن والشعب والملك , وبارككم أنتم . والله من وراء القصد .