الاحزاب السياسية بين مطرقة الشعب وسنديان الحكومة
الأحد-2018-12-02 10:14 am

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب : المهندس وصفي عبيدات - كلما لمّت لامّة وعصفت عاصفة بالوطن تعالت الاصوات متسائلة استنكارا اين الاحزاب ؟ اين دور الدكاكين السياسية ؟
في الامس كتبت عن واقع الوطن المرير والحالة الاضعف التي يمر بها بعد ان بيعت كل مقدراته ، طُرحت علي الاسئلة اعلاه ، وللاجابة على الاسئلة سأطرح السؤال على فئة السائلين من الشباب ' اين انتم ايها الشباب من الاحزاب ؟ اين مشاركتكم في الحياة السياسية الاردنية ؟ لماذا هذا العزوف الجارف عن الانضمام اليها ؟
اسئلة كثيرة تُطرح من هنا وهناك فأين الخلل واين الضعف عند هذا وذاك ؟.
الاحزاب السياسية تحتاج الى تشريع سياسي يسهل مشاركتها الحقيقية في رسم السياسات العامة ، وتحتاج ايضاً الى دعم الفئة الفاعلة المؤثرة المنتجة المعطاءة ، محتاجة الى الشباب بفكرهم المتحضر وعلمهم النافع الذي يتماشى مع تطورات العصر ، فالمؤسسات التي تقودها العقول المتقدمة سناً وإن كانت على علم وفكر متقدم لكنها تبقى في مكانها وإن تحركت فحركتها ثقيلة متثاقلة ، فالشباب هم اساس البناء وهم اساس العمل والعطاء .
الحكومة الاردنية حكومة بيروقراطية مصالحية لا تريد ان تكون هناك سلطات حزبية شعبية تنافسها السلطة ، لذلك فإن الحكومات المتعاقبة تتهرب دائما من وضع قوانين منصفة للاحزاب تسهل الطريق امامها للوصول الى مجلس التشريع ومجلس التنفيذ ، ولا يخفى على احد كيف تدير الحكومات ظهرها لتوجيهات سيد البلاد ورئيس السلطات جلالة الملك ، فالاوراق النقاشية التي وضعها امام الاردنيين لم تحظى الا ببعض المقالات والندوات ولكن على ارض الواقع لا تغيير ، توجيهات الملك للوصول الى حكومات برلمانية في كل مناسبة ولقاء مع النخب الحكومية والشعبية تُصمّ عنها آذان الحكومات فالمتنفع من عدم الشئ لن يسمح بوجوده ،
وزير التنمية السياسية وهو حزبي يساري كان من المفروض ان يكون مساندا للاحزاب لكن للاسف فهو يمثل اكبر عائق امام تطورها واشراكها في العمل السياسي ، فهو ورغم تأكيد جلالة الملك على فتح حوار وطني حول قانون انتخاب وقانون احزاب عصريين إلا انه لم يتطرق لذلك ولا بإي تصريح او إجابة على سؤال ، لا بل وبكل بعد عن اللباقة يصرح ان الحكومة الآن معنية باللامركزية لا بالاحزاب والانتخاب رغم انه من المفترض ان تكون اللامركزية منبثقة عن الحزبية السياسية ، هذا حال الاحزاب مع الحكومة ، فكيف لها ان تكون وسط هذا الشد الضدي المعاكس من الحكومات صاحبة قوة السلطة؟.
هل يعني هذا ان نستسلم ؟ بالتاكيد لا فلا إنجاز الا بالعمل الجاد ، فالاحزاب مطالبة ان تتحرك وإن كانت القيود ثقيلة محكمة ، لكن لا بد من وجود اعوان لها تعينها على التحرر ، فالمعين هو الشباب ، شباب الوطن الذين يجب ان تشد من عزائمها اذا ما ارادت ان تحرر الوطن من المتسلقين على جدرانه ، اعلم ان القيود على الشباب كبيرة ايضاً بسبب بيروقراطية الحكومة ودكتاتوريتها احياناً ، فما زال هناك شرط في التعيين في بعض المؤسسات ان لا يكون طالب الوظيفة منتمياً الى حزب او تنظيم سياسي ، والطلبة وهم دينمو الحركة الشبابية تُمارس عليهم ظغوط كبيرة للابتعاد عن الاحزاب ، فإذا كان الشباب يتحايدون العمل السياسي الحزبي لإسبابهم فمن يا ترى سينهض بالاحزب ؟ وكيف للاحزاب ان يكون لها دور في التغيير ؟
الاحزاب حُبلا بالمنظرين والمفكرين السياسين ولكنها فقيرة بالشباب القادرين على تنفيذ الافكار وترجمتها الى واقع عملي في بناء الاوطان .
اسباب كثيرة يا شباب الوطن تعيق حركة الاحزاب منها المادية واللوجستيه ، منها الاجتماعية والوظيفية ، منها المصالح الشخصية والمنافع الذاتية وغيرها فهي بين مطرقة الشعب المُطالب بالحركة والفعل وسنديان الحكومة الخانق لأنفاسها .
فإن اردتم ان تكون الاحزاب فعليكم برفعتها ، انتم اصحاب الفكر الذي يقود التكنولوجيا لمصلحة البشرية .
فهل تكونوا لنكون ؟

