المهندس سليم البطاينه يكتب : (الفقر المتعدد الأبعاد هو الأخطر)
الأربعاء-2018-11-28 12:08 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب النائب السابق المهندس سليم البطاينة
&٠ لا زال الفقر يتمدد في البلاد ويضم المزيد إلى أتباعه سنوياً وفقراء الاْردن يسئلون من أفقرهم ؟ فنسبة عالية من الأردنيين يشكون الفقر الذي تحول إلى خطر يهدد تماسك المجتمع واستقراره ، في ظل غياب واضح للسياسات الاقتصادية التي من شأنها أن تقلل من تبعات ذلك المرض الخطير الذي يُطارد الأردنيين ، فالفقر هو أسوء أنواع العنف وهذا ما قاله المهماتا غاندي . فدائرة العنف تنمو وتترعرع في أوساط الفقراء ، والتطرف يجد مناخاً مناسباً ليختبىء خلفه ؟؟ حيث لم يعُد تعريف الفقر في وقتنا الحالي كما كان سابقاً من أناس يعانون من البؤس ويتسولون لتأمين قوتهم ؟ فقد تغير هذا المفهوم وأصبح يعني من ليس له دخل جيد وقدرة شرائية جيدة ! ومن لا يستطيع تأمين السكن والرعاية الصحية والتعليم !!! ومن ليس بأمكانه الحصول على فرصة عمل ؟! فالأرقام صادمة والفقر يضرب البلاد ، وإذا لم يتم الانتباه ومعالجة تلك المشكلة ، سنذهب حينها إلى مشاكل سياسية وأمنية وإجتماعية فالفقر داخل الاْردن يأخُذ منحنى تصاعدي !!!
&٠ فهنالك أنواع من الفقر ؟؟ فالفقر الغير مادي والذي يوصف بأنه ( فقر متعدد الأبعاد ) والذي يُقاس بعدة طرق ( فقر الصحة ، وإنخفاض مستوى التعليم الحكومي ، وغياب العدالة الاجتماعية ، وازدياد البطالة والأستبعاد الأجتماعي ) وهذا النوع من الفقر هو الأخطر لأنه يُشكل تهديداً للاستقرار السياسي والأجتماعي للدولة ؟؟؟!! وأخطر ما فيه أنه يضرب بنية المجتمعات ، حيث تصبح بيئة مؤبوة !! فمؤشرات التنمية البشرية لكل بلدان العالم هي ( الصحة والتعليم وفرص العمل ، والمستوى المعيشي لأفراد المجتمع ) ، فالبنك الدولي أصدر وثيقة قبل أشهر خص بها الأردن قال فيها أن أحوال المواطنين داخل الأردن لا تسر !!! فاحوالهم المعيشية والاقتصادية متردية ! فالحديث هنا أن ثلث الأردنيين سيكونون تحت خط الفقر خلال عام (٢٠١٩) !!! فالأردن بات يحتل المركز الثامن عربياً بين الدول الأكثر فقراً ؟؟
&٠ فهنالك محصلة خطيرة ينبغي التوقف عندها !!! وهو التغير الحاصل في الأوساط الأجتماعية الفقيرة داخل الاْردن ! فهنالك عدوانية إجتماعية كشفت الوجه الأخر لعدم الأستقرار الأجتماعي ؟؟ فأقصى ما يتطلع له الفقراء الان هو تامين فرص عمل لهم تؤمن حياة كريمة لهم !! ففي ستينات وسبعينات وأواسط الثمانينات من القرن الماضي ، حصل فقراء الأردن على الحماية اللازمة لهم من خلال دعم السلع والمساعدات وخلق فرص العمل ! فموضوع الفقر مُتشعب جداً وحكاياته كثيرة ومؤلمة ؟؟ وتلك هي الحقيقة التي لا يحبُ صُناع السياسات سماعُها ؟؟ فالسياسات الأقتصادية عمقت الجراح !!
&٠ فلم تكُن هنالك مشاريع تنموية وحقيقة لمحاربة الفقر !! فالمشاريع التي قيل انها تخُص الفقراء ، كانت مجالاً لنهب وسرقة المال العام ؟؟ فالعلاقة بين الفقر والفساد معقدة جداً ؟؟ فالفساد هو الشر الذي يدع الملايين من البشر أسرى للبؤس والمرض ؟؟؟ فهو يأتي حاملاً معه غبار الفقر !!! فالدولة ما زالت عاجزة عن بلورة برامج تنموية توفر العيش الكريم للفقراء!! فغالبية الأردنيين الأن يعيشون إما في فقر ظاهر أو مُقنع ؟؟ فالمطلوب أعداد أستراتيجية وطنية منسجمة مع خيارات التنمية ، وان لا تكون معزولة عن السياسات الاجتماعية !!!
&٠ فاللأسف فصندوق النقد الدولي والذي يمُدنا ببرامجه التصحيحية والأصلاحية ، يُركز فقط على الأمور المالية كعجز الموازنة وارتفاع الدين العام ؟؟ دون النظر إلى المسائل الأجتماعية !! فالضرائب المستمرة لم تُحسن من الأقتصاد درجة واحدة !! بل ألحقت الضرر وخلقت الفساد الظاهر والمُستتر !؟

