النسخة الكاملة

حكومة الرزاز بين الواقع والتطبيق

الإثنين-2018-11-26
جفرا نيوز - جفرا نيوز - جاءت هذه الحكومة على صفيح ساخن أي بعد احتقان المزاج الشعبي العام والرفض الجاد والحاد لقانون الضريبة جملة وتفصيلا ، وكانت المطالب التي خرج الحشود على الرابع وتجمهروا من أجلها يتزعمها مطلب التخلص من قانون الضريبة ، وعلى اثر ذلك رحلت حكومة الملقي وجاءت حكومة الرزاز ..

وجاء وعد الحكومة بإعادة النظر بهذا القانون ، والبحث في تفاصيله ، ولكن بعد أن تم وضع الصيغة النهائية الجديدة لهذا القانون ، جاءت موجة جديدة من التساؤلات التي تتردد من الطبقة الأكثر تضررا في الأوضاع الاقتصادية ألا وهي الطبقة المسحوقة والكادحة والتي زاد اتساعها على حساب تضاؤل الطبقة المتوسطة ..

ما نحتاج اليه في هذه المرحلة ليس كلاما مسترسلا وحروفا مصفوفة ، ولباقة عالية المستوى ، بل ان الشعب اليوم يحتاج لخطة تنموية شاملة تنساب في كل القطاعات وتتغلغل بشتى انواع الاصلاحات ، ولو انها جاءت هذه الخطة على حساب التقشف والسياسات المعنونة بآليات (ربط الحزام) لكان الرضا مقبولا على حساب فترة واضحة ومحددة ومرسومة المعالم تؤول نحو الانفراجة الحقيقية التي تحيد عن جانب عتبات ومناضد صندوق النقد الدولي المليئة بالشروط المقيدة والتعجيزية والمستهلكة والمستنزفة للحياة الكريمة وعلى ادنى مستويات التعايش والتكيف ..

نحتاج حقا لخطة واقعية ميدانية تنطلق من تأميم المؤسسات والبحث في خيرات الوطن وتقليل النفقات وايقاف تجديد السيارات وصرف مخصصات السفرات الخارجية غير العملية والمفيدة ، نحتاج لعودة مؤسسات ضخمة تشغل المواطن وتدعم العمالة المحلية وتحقن جسد البطالة بجرعة من العلاج الذي يؤول بها نحو الانكماش والتناقص وان كان طفيفا فالبداية بالقليل خير من استمرار المؤشرات نحو التزايد دون اية حلول ..

نحتاج اعادة تقنين التواقيع والتوصيات والتنسيبات والايعازات وايقاف الرواتب التقاعدية لأصحاب السعادة والمعالي ، واختصار مظاهر الرفاهية والبرستيج المحيطة بهم والتي تتغذى من جيب المواطن ..

نحتاج الى خياط ماهر ، يحيك جيب المواطن ويمنع تسرب المال منه ، أو دخول ايادي السارقين على لقمة عيشه وقوت يومه هذا هو الاصلاح الحقيقي ، وما دون ذلك ؛ محاولات تموج هنا وهناك ..

#روشان_الكايد
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير