النسخة الكاملة

الطبيب الانسان - معين باشا الحباشنة

الخميس-2018-11-22 04:48 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز - سامي خلف الخوالده
كان لقائي الأول لي مع الدكتور معين باشا الحاشنة قبل عدة اعوام وما لفت انتباهي حينها هو تواضعه واسلوبه الراقي في الطرح وحين يتحدث تشعر بانجذاب تجاهه وكأنه استاذ مبدع في الانسانية يشعل عندك الرغبة بأن لا ينهي حديثه لا بل يغمرك الشعور بأنك أمام مدرسة في العطاء، وكنت حريصا دائما حين التقيه ان اصغي لحديثه جيدا. سأبدأ بقصتي الشخصية مع هذه القامة الوطنية وانا امام امرين صعبين جدا،،، الاول اني ساتحدث فيه فقدان والدي رحمه الله والثاني اني قد لا استطيع ان اعطيه حقه. نهاية شهر تموز الماضي دخل والدي رحمه الله الى مدينة الحسين الطبية وما ان علم بالامر حتى اسرع اليه برفقة عدد كبير من الاطباء، وقبل أن يدخل الى غرفة العمليات كان لابد ان يقوم بدوره الانساني اولاً وتوجه الي وامسك بيدي وضع يده الاخرى على كتفي، وقتها وبقدر شعوري بالخوف والالم احسست بأن والدي بخير وانه بين يدين رحيمه وانها محنة ستزول، اوصى الاطباء بأن يبذلوا كل ما يستطيعون، وما ان يخرج من عنده حتى يعود اليه ليطئن ويطئننا، وبعد ان قدم وكادره الطبي كل ما يستطيعون كانت ارادة الله، لكن وجوده قربنا وقرب والدي رحمه الله أكد لي أنه قضاء الله الذي لا مفر منه لكني لن انسى تلك الوقفة الانسانية. بعد ما يقارب ثلاثة اسابيع انتقل الى جوار ربه شقيق الدكتور معين، وحرصنا كل الحرص بأن نقف الى جانبه ردا لجميله، في اليوم الثاني لعزاء شقيقه افتقدت وجوده وعند السؤال اكتشفت انه على رأس عمله في المدينة الطبية للاشراف والاطمئنان عن المصابين بحادث السلط الارهابي. موقفين باختصار حدثت لي شخصيا نعرف منها من هو الدكتور معين باشا الحباشنه وكم تلك التي لا نعلم بها لله درك ايها الطبيب الحكيم الانسان.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير