الخطاب الإعلامي الأردني والمأسسة
الخميس-2018-11-22 12:12 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - د. شهاب المكاحله
أعجبتني مقالة للزميلة بتول الحياري التي نشرتها على موقع "جفرا نيوز" بعنوان: "سيدي الرئيس"والتي شخَصت فيها خريطة الطريق التي وضعها دولة الرئيس عمر الرزاز للخروج بالأردن والأردنيين من عُنق الزجاجة خلال العامين القادمين. ونظراً لأن الزميلة على دراية أكثر من غيرها وخصوصاً وهي التي ليس لديها سوى "الهوية الوطنية" و"جواز السفر" و"كرت البنك" الذي شارف على الانتهاء وهنا لا أعلم إن كانت تقصد صلاحية البطاقة البنكية أم ما تبقى من رصيد، أجدني طواعية أكتب هذه السطور لعلَها تجد أذناً صاغية.
الزميلة تحدثت ببساطة عن حس الأردنيين وأنا هنا اشاطرها الرأي بأن لا حلول سحرية للخروج بالأردن من الواقع بالتنظير بل بالعمل الوفير والعمل الميداني لا بالأبراج العاجية أو غيرها من الطقوس التي أغرقتنا في بحار الفيضانات والفساد والمحسوبيات. وهنا لن أتحدث عن قانون ضريبة الدخل ولا عن قانون الجرائم الالكترونية لأنني قد أكتب عن هذا لاحقاً، ولكن وواقع الحال والعطوة التي طلبتها الحكومة قد انتهت صلاحيتها لم يحدث تغيير ملموس على معيشة المواطن: فالكل متأوهٌ وتائهٌ ومشتكٍ والكل يريد اللحاق بركب "قتيبة".
دولة الرئيس يعلم أن لا اقتصاد ولا تنمية دون دوران النقد وطالما أن السيولة ضعيفة جداً لدى المواطن فإن كل الخطط الاقتصادية لن تجدي نفعاً. فكافة القطاعات تتأوه وتشتكي وواقع السياحة ليس وردياً كما يرسمه البعض كما أن الاقتصاد الانتاجي لا التدويري والتحويلي لا جدوى منه نظراً لغياب الهيكلية الإدارية الصحيحة لأنها تفتقر إلى أسس تشجيع الصناعات الأجنبية والمنتجات المستوردة على حساب كل ما هو محلي. وأخشى أن يتغول ذلك ليصل إلى مؤسسات القطاع العام من الاستعانة بخبرات أجنبية بدل المحلية. كما أنني لا أدري ما الحكمة من دعم بعض شركات النقل الأجنبية على حساب شركات محلية، فهل هناك مبرر لذلك؟ وما الحكمة؟
لقد عجزت عن فهم ما تريده الحكومة: تارة تدعم المنتجات الزراعية المتسوردة على حساب المنتج المحلي لتؤذي بذلك المزارع الذي ينتظر بفارغ الصبر موسم الحصاد وتارة تفتح الباب أمام المستوردات من السلع الأجنبية لتغرق بها الأسواق على حساب نظيراتها من السلع الأردنية دون الأخذ بعين الاعتبار لفكرة الحماية للمنتجات المحلية؟ فأين الخلل؟
هل تريدون منَا صناعة؟ هل تريدون من زراعة؟ هل تريدون منا الهجرة بتذكرة ذهاب بلا عودة؟!
أرجو أن يحاكي الخطاب الحكومي العقل والمنطق ويتماهى مع منطق الشعب الأردني الذي يدعم قيادته مهما بلغت الظروف. وعلينا التروي قليلاً في كل ما نبثُه من تصريحات لأن فلتر الشعب الأردني اليوم بات دقيقاً وميكروسكوبياً ويعرف الخفايا والميتافيزيقيا التي تجري في دهاليز الحكومة

