يدي لا تصافح من خانوا أوطانهم .. نابليون !
الإثنين-2018-11-19

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - شحاده أبو بقر
عندما وصلت جيوش القائد الفرنسي التاريخي الشهير نابليون بونابرت إلى النمسا إبان إجتياحه لأوروبا , تمكن جيش النمسا وشعبها من هزيمته ولم يجرؤ على دخولها , لكنه لم ييأس وحول معركته معها إلى معركة إستخبارية !
كلف نابليون قادة جيوشه بالأمر فأهتدوا إلى رجل مهرب نمساوي عبر الحدود وجندوه جاسوسا لهم مقابل المال . دل ذلك الجاسوس قادة جيوش نابليون على وجود عسكري نمساوي كبير خلف قمة جبل فهاجموه بغتة وإنتصرت فرنسا بقيادة نابليون وهزمت النمسا وإنقسمت إلى شطرين جراء " خيانة " ذلك الجاسوس ودهاء عسكرية نابليون .
بعد النصر وبينما نابليون وكبار قادة جيوشه جالسون في قاعة كبرى إحتفاء بالنصر , حضر ذلك الجاسوس لتهنئة نابليون والسلام عليه .
وما أن دخل ذلك الجاسوس بعد إستئذان من نابليون طبعا عبر رجاله , حتى رمى له ذلك القائد الفذ بصرة من مال قرب الباب لقاء ما فعل . حاول الجاسوس التقدم أكثر نحو نابليون للسلام عليه , إلا أن نابليون رفض وأشار بيده إلى صرة المال وقال قولته المشهورة .. " هذا المال لأمثالك , أما أنا , فيدي لا تصافح من خانوا أوطانهم " ! .
سقت تلك الحادثة الشهيرة التي يعرفها الكثيرون ربما , لأقول أن هذا هو مصير كل خائن لوطنه متآمر عليه وعلى شعبه لقاء صرة أو صرر من مال وما أكثرهم عبر الكوكب في هذا الزمان . وطبعا عادت النمسا ونهضت وإستقلت وقضى نابليون " وفطس " ذلك الجاسوس الذي خان وطنه وشعبه وكان سببا في تجرعهم مرارة القهر والظلم والإحتلال لسبب خسيس تافه هو المال ! .
وسقت تلك الحادثة لأقول أن هناك من يحاول عبثا وبخسة ونذالة اللعب على وتر الأمن الوطني الأردني وتفرقة شعبنا إلى طوائف تتنازعها الفتن لا قدر الله , مقابل أن يجني مالا , فيقدم خدمة رخيصة لمن نراهم ولا نراهم وهم بالضرورة عدو بائن ومستتر لا يضمر لنا ولبلدنا خيرا , ناسيا أن الله يضرب الظالمين بالظالمين وينجي من شرورهم سائر المؤمنين الغافلين عن لؤم اللئام .
نحن شعب طيب وكريم ونقي سريره , ومهما حاول خبثاء الزمان ضرب وحدتنا وتمزيق صفنا فلن يكتب لهم نجاح لأن الله بالمرصاد , ولقد أكرمنا دوما بأن أخرجنا من كل ضائقة بحكمته سبحانه , ونحن اليوم وكل يوم نسلم أمرنا إليه سائلين قدرته التي لا تجارى أن يختار لنا حياة كريمة لا لوثة فيها من أي نوع كان , ونحن وبالفطرة راضون بخياره جل وعلا , أما الخيانة ومقترفوها فأمرهم إليه وحده , يكشف حسبهم ويعري نياتهم ويخزيهم في الدنيا والآخر على حد سواء . والله من وراء القصد .

