النسخة الكاملة

لنلتقط رسالة الملك

الأربعاء-2018-10-31
جفرا نيوز - جفرا نيوز - وجدي الجريبيع في مقاله (منصّات التواصل أم التناحر الاجتماعي؟) قال جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين" أننا حين نتصفح منصات التواصل الاجتماعي نصطدم أحيانا بكمٍّ هائل من العدوانية، والتجريح، والكراهية، حتى تكاد تصبح هذه المنصات مكانا للذم والقدح، تعج بالتعليقات الجارحة والمعلومات المضللة، والتي تكاد أحياناً تخلو من الحياء أو لباقة التخاطب والكتابة، دون مسؤولية أخلاقية أو اجتماعية أو الالتزام بالقوانين التي وجدت لردع ومحاسبة كل مسيء" هكذا هي بعض صفحات مواقع التواصل الإجتماعي في الأردن عقب أي حدث سياسي ، أمني، إجتماعي أو خبر له تأثير كبير على الرأي العام ،فقط أضحت مواقع التواصل الإجتماعي أو ما يعرف بالإعلام الاجتماعي الجديد المصدر الرئيسي للأخبار والمعلومات لدى شريحة كبيرة من الأردنيين الذين يمتلكون أكثر من سبعة ملايين حساب على مختلف مواقع التواصل الإجتماعي حسب مؤسسة "بيو ريسيرج سنتر" البحثية التي أظهرت في دراسة لها مؤخرًا، أن الأردن تحتل المرتبة الأولى عالميًا (بنسبة 90 في المائة) في مؤشر نسبة من يستخدمون منصات وشبكات التواصل الاجتماعي إلى مستخدمي الإنترنت . وساهمت هذه المواقع في تشجيع كل فرد بأن يبدي رأيه سلباً أو إيجاباً في مختلف القضايا اليومية والضغط والتفاعل والتأثر دونما تدقيق وتمحيص في كثير من الأحيان بمصدر المعلومة المنشورة وإعادة نشرها وكأنها حقيقة ما ساهم في اشاعة جو سلبي في المجتمع بسبب تحول هذه المواقع إلى حلبة صراع لكوننا لم نتعود على ثقافة الديمقراطية بعد واعتدنا على قمع من يخالفنا، وتفاقمت المشكلة وبتنا نعاني من الاختلاف بالرأي مهما كان سياسيا أو دينيا أو اجتماعيا ، وتحولنا خلف شاشات هواتفنا الى أفراداً عدوانيين وبدأت ظاهرة ((الفزعة الانترنتية أو الفيسبوكية ))سمة أردنية سلبية بإمتياز لأن هذه المواقع أظهرت النفس الإقليمي والعشائري في خطاباتنا بشكل كبير ،وتركت تأثيرا مجتمعيا بالغا ساعد على زيادة التبعات السلبية التي ستؤثر دون شك على العديد من الجوانب الحياتية والأسرية والمجتمعية و نشر الإشاعة و الأخبار الكاذبة، وتهديدها للأمن الوطني من خلال التأثير على الوحدة الوطنية وزعزعة مفاهيم وأبعاد المواطنة. ولكي نستغل هذه المواقع إيجاباً علينا أن نلتقط مقالة جلالة الملك ونعي جيداً محاورها وأن ننمّي العديد من الخصال الجيّدة في نفوسنا والإٍستفادة من تجارب الأخرين والتعلم من أخطائهم، ونحترمهم ونتَقبُّل آرائهم وانتقادهم عبر الانخراط في النقاشات التي تضمّ أشخاصاً من ثَقافاتٍ عديدة ونعبر عن رأينا بوعي منضبط ومصطلحات ايجابية، ونستغلها كذلك في بلورة وعينا السياسيّ والثقافي والإجتماعي والمشاركة في الأعمال الخيرية والحَملات التّطوعية التي تنشر عبرها ، كما ينبغي على الفرد قبل نشر أي مقطع فيديو أو صورة أو خبر التأكد من صحة المادة لديه، إن كانت صحيحة عليه التفكير بالفائدة المرجوة من نشر المادة، إن كانت بلا مضرة أو عقيمة فعليه تغليب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية. و علينا الإنتباه لما يبث في مواقع التواصل الإجتماعي، من أفكار هدَّامة، ومقارعتها بأخرى بنَّاءه، كما يجب على الجهات المعنية إطلاق حملات توعوية تهدف للحفاظ على عاداتنا وتقالدينا ونسيجنا المجتمعي ووطننا الذي يتعرض لتهديدات بسبب مواقفه السياسية من خلال نشر والإِشاعات الهدامة التي تنشر بين الحين والآخر، ويتأثر بها المواطنون.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير