مركز الإمام أبو عبدالله الشافعي يعقد الملتقى الحادي عشر للرجال
الإثنين-2018-08-06

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - عبدالحميد الهمشري
عقد مركز الإمام أبو عبدالله الشافعي يوم أمس 4/8/ 2018 في مقره بأبو علندا الملتقى الحادي عشر للرجال تحت عنوان "تصرفات النبي صلى الله عليه وسلم " ، حيث أدار جلسات الملتقى سعادة الأستاذ يوسف قبلاوي الذي افتتحه بكلمة منه عنوانها " نبوة رسول الله " صلى الله عليه وسلم ، نوقش في الملتقى ثلاث ورقات بحثية، كل منها تناول موضوعاً خاصاً ، الأولى " مرتبة العلم والفتيا " لسعادة الدكتور مؤمن الشربجي والثانية " تصرف رسول الله على الرعية بالحكم واجتهادات عمر بن االخطاب " لسعادة الدكتور سمير مراد - مؤسس المركز ورئيسه والثالثة " القضاء " لسعادة الدكتور أحمد أبو جويد ، وقد تخلل كل ورقة مداخلة وتوضيح على استفسارات الحضور وفي الختام جرى قراءة البيان الختامي والتوصيات وتالياً نصه :
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، الحمد لله الذي أخرج بنور القرآن وهداية الناس من ظلمات الكفر والجهل إلى نور العلم والإيمان، الحمد لله الذي اختار محمدًا صلى الله عليه وسلم لحمل رسالة السماء إلى الأرض، وجعله خاتم أنبيائه ورسله، ومكن له ولأمته ما مكن لعباده الصالحين، وجعل أمته خير أمة أخرجت للناس، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن العلماء يميزون في تصرفاته صلى الله عليه وسلم بين نوعين من الأفعال، تصرفات هي "تشريع عام" من جهة، وهي تصرفاته بالتبليغ والفتيا، وتصرفات ليست تشريعاً عاماً من جهة ثانية، وهي تصرفاته بالقضاء والإمامة. ويميز أهل العلم قاطبة بينهما بكون النوعين الأولين هما "لمصلحة الآخرة"، وكل مسلم مكلف بتنفيذها بمجرد تأكده بأنها شرع من الله تعالى، بينما النوعان الآخران (القضاء والإمامة) فإنما يتضمنان تصرفات دنيوية، أو "لمصلحة الدنيا" بتعبير القرافي، مارسها الرسول صلى الله عليه وسلم باجتهاده ونظره في الحج والبينات أو في المصالح العامة، فهي بالتالي تصرفات أقرب في كونها عادية مدنية، ذات تراتيب إدارية، ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يشاور فيها أصحابه وقد ينزل عند رأيهم، كما أنهم قد يراجعونه فيما يقرره فيها دون نكير. وبالتكييف المعاصر فإن تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم بالإمامة أو "بالسياسة الشرعية" توازي ما تصدره الدولة في زماننا من تشريعات أو تنظيمات أو قرارات.
وللحديث حول هذا الموضوع المهم تم عقد الملتقى الحادي عشر للرجال تحت عنوان:
"تصرفات النبي صلى الله عليه وسلم"
في يوم السبت الموافق 22/11/1439- 4/8/2018. حيث ترأس الجلسة الأستاذ يوسف قبلاوي، وضم ثلاث ورقات بحثية كانت على النحو الآتي:
الورقة الأولى: "مرتبة التعليم والفتيا" / سعادة الدكتور مؤمن الشربجي.
الورقة الثانية: "تصرف رسول الله على الرعية بالحكم و اجتهادات عمر بن الخطاب" / سعادة الدكتور سمير مراد.
الورقة الثالثة: "القضاء" / سعادة الدكتور أحمد أبو جويد.
حيث تحدث الباحثون عن أهمية الوحي وعن خصائص أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم، وأركان ومراحل الدولة، وأن أعمال الحاكم مناطة بمصلحة الرعية، وعن مقصد التعليم وبيان دور المجتهد ومحل اجتهاده، وعن دور القضاء في الحفاظ على الثوابت.
وفي نهاية الجلسة كانت التوصيات التالية:
1. ضرورة بلورة وتوضيح أسس العلاقات مع السلطة.
2. الوصول إلى رؤية مشتركة توضح مدى علاقات السلطات مع بعضها من غير خلط في الدور الوظيفي.
3. الوحي ركيزة في تكوين الثقافة الوطنية كونه كاشفاً عن المطالب الإلهية الضرورية.
4. رفع سقف صلاحيات العالم والمفتي في تقنين وإيصال العلم للمجتمع.
5. تنشيط المساهمة الفاعلية والتشاركية بين السلطات الثلاث (الحاكم – القاضي – المفتي)، لإعمار الوطن.
6. ضرورة الارتقاء بالإفتاء بما يناسب تنوع الشرائح الوطنية.
7. أهمية إسهام البرامج العلمية، لتقوية الرابطة الشعبية والوطنية.
8. النهوض بالقضاء خصوصاً، ليظل قائماً بأعبائه في حماية ورعاية الثوابت الدينية.
9. أهمية ربط التحول السياسي بالمصالح التي لا تخالف الشرع.
10.الإصلاح السياسي راجع لتحقيق المصالح والتي يعمل بها في الإنشاء لا في الإلغاء.
11. فصل السلطات تكميلي بحيث تؤدي كل سلطة دورها، مما يكون منها بناءً كاملاً
12. فصل السلطات يعني عدم الخلط الوظيفي المؤدي إلى زعزعة الأمن وضياع الحقوق
13. تأخير أو إلغاء أو تعديل الأحكام لعلة لا يعتبر مصادماً للشرع.
14. المصلحة المعتبرة شرعاً في السياسة الشرعية هي مقصد ديني، فأين كانت فثم شرع الله.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم...

