النسخة الكاملة

السيناريوهات المحتملة

السبت-2018-05-12 02:49 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز - د.عبدالكريم السويلميين تم التوصل إلى الاتفاق النووي مع إيران، والمعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، في يوليو/ تموز 2015 بين إيران وقوى دولية بعد ما يقرب من 20 شهراً من المفاوضات. وبموجب الخطة اتفقت إيران والولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا وفرنسا المعروفة باسم (مجموعة 5 + 1) والاتحاد الأوروبي على رفع العقوبات الدولية المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني مقابل تفكيك طهران لبرنامجها النووي.. دخلت الخطة حيز التنفيذ في كانون الثاني / يناير 2016 تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأدى ذلك إلى رفع العقوبات المفروضة على إيران والمتعلقة بتطوير الطاقة النووية، بما في ذلك العقوبات المتعلقة بالمعاملات المالية والتجارة والطاقة. من جهتها أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تراقب تنفيذ الاتفاق، مراراً أن إيران تمتثل لتطبيق كافة جوانب الاتفاق حتى الآن. من جهتها قدّرت المخابرات الأمريكية أن إيران كان لديها قبل تنفيذ الاتفاق ما يكفي من المواد الانشطارية لإنتاج سلاح نووي واحد في مدة لا تتعدى ثلاثة أشهر. يقف الاتفاق النووي على مفترق طرق مفتوحة بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية منه؛ نظراً لثقل تأثير الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، فضلاً عن المساندة الإقليمية، لا سيما دول الخليج، وأهمها المملكة العربية السعودية، لسياسات الرئيس ترامب، لكن في المقابل تقف دول الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين في صف واحد ضد واشنطن، وهو ما يترك مستقبل الاتفاق الدولي مفتوحاً على عدة مسارات: انهيار الاتفاق وسيحدث هذا إذا ما ارتفعت حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، وانزلق الطرفان إلى تبني أفعال وردود أفعال قد تؤدي إلى رفع مستوى التوتر بينهما، واتجاه كلٍّ منهما إلى استعراض قدراته العسكرية في مواجهة الطرف الآخر، وفي هذه الحالة تتجه الولايات المتحدة إلى فرض إجراءات وعقوبات متعددة حيال إيران، وسترد عليها الأخيرة بعدد من السياسات؛ ومنها إعلان الانسحاب من الاتفاق النووي.   إعادة التفاوض خول الاتفاق قد يطرح البرنامج النووي الإيراني للتفاوض من جديد، وإذا ما تعذر الأمر يضاف اتفاق جديد حول برنامج تطوير الصواريخ الباليستية الإيرانية، وعلى الأرجح أن هذا كان الخيار الذي سعى إليه وزير الخارجية الأمريكي، على الأقل من الناحية العلنية، بصفته حلاً وسطاً لثني ترامب عن إعلان انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق السابق. استمرار العمل بالاتفاق بالرغم من انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية تشير كثير من الدلائل إلى أن الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي يمثل رغبة ذاتية للرئيس الأمريكي ترامب، بالرغم من تحذيرات أعضاء رئيسيين في فريق إدارته، وآخرين في الكونجرس، ورفض الدول الأخرى التي شاركت في الحوار حول الملف النووي الإيراني، ومن ضمنها حلفاء الولايات المتحدة من الدول الأوربية: بريطانيا وفرنسا وألمانيا، و روسيا والصين، للانسحاب الأمريكي من الاتفاق. ويتوقع رفض الأغلبية في الكونجرس الأمريكي لقرار الرئيس الأمريكي بالانسحاب من الاتفاق، والاتجاه نحو فرض عقوبات جديدة على إيران، وفي مقابل ذلك تنجح الجهود الأوروبية والروسية في الضغط على إيران للاستمرار في الاتفاق وعدم الانسحاب منه، وهو ما يعني خروج الولايات المتحدة فقط مع استمرار إيران وبقية الأطراف بالعمل بالاتفاق. وتشير التصريحات الصادرة عن مختلف الأطراف إلى أن الأمور تسير في هذا الاتجاه، فقد صدرت تصريحات من روسيا وغيرها من الأطراف تؤكد أن الأولوية التي تعمل من أجلها في هذه المرحلة هي عدم انهيار الاتفاق، وقد صدرت مؤشرات من إيران أنها ستستمر بالعمل بالاتفاق، ونفس الأمر بالنسبة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير