النسخة الكاملة

المهندس جمال الصرايرة .. كلام في الرياسة والاقتدار والهيبة

الأحد-2018-05-06 01:21 pm
جفرا نيوز -   جفرا نيوز - كتب: الدكتور غازي السرحان  الصرايرة جمال والذي جاء صوتا اصيلا للثورة المشخصة لحالة الغليان التي تجتاح الناس , ثم هو فوق ذلك الكلمة والرسالة المتجسدة في ممارسة متحدية بجسارة وعنفوان لواقع الوظيفة الخدمية وتجلياتها مع وقف الامتياز. الصرايرة يقدم لنا انموذجا في تجربة فريدة في الرياسة والاقتدار والهيبة وملء المكان ,ان المعالي ليست تعالي  انما هي منطلق من احساس المرء بالقيمة الحقيقية للوطن لا ولا هي الطنين الفارغ للكلمات والبروتوكول والبرستيج ثمة اهلية في صاحب الامر فان توافرت فية الامانة والحكمة والتواضع والمران والخبرة والدين وان لم يكن ذلك كلة عندة ان يكون مراء وادعاء فاذا ما عريت القوة من الاخلاق والسلطة من المعرفة  كان امرة فرطا 0,يعي انة لا يسمح لمثلة ان تفارقة بشاشة واجبة وحسن معشرة , وللصرايرة وجة لة فرادة بحيث تقرا فية ملامح الجنوب وساحات تاريخة الوطني , المتصل بالعز والشموخ والكرامة  , والصرايرة يدرك ان رضا المواطنين على اداء المسؤول مفتاح بقائة بينهم , ومع بدء رحلتة الجديدة يعلن وجودة باصرارواقتدار  ينظر الى الساحة ليرى انها تحتاج الى  قرارات الجراح الماهر مستعينا  بخبراتة الاكاديمية والوظيفية وقربة من عامة الناس  , وكان الصرايرة  يرسم الخط البياني للقادم من الايام رغم ضراوة المحيط وانفلات كواسر الغابة  فينزل للاستطلاع للتعرف على المخبوء في افواة الناس وصدورهم وعقولهم  , فاقتحم صوتة  عدد من المحافظات مصطحبا معة فريقا وزاريا  ليؤكد على عطائة الموصول غير المتخاذل حتى الموت وبانة من الاحياء الذين يسمعون اصوات الناس . والصرايرة بارع في اقتناص الواجهة المثيرة لمهمة حكومية تتعثر امام سخط شعبي غير مسبوق لتتحرك بين يدي هذا الانسان بوادر تفهم شعبي للحالة الصحية للبلاد  بل هو  ذا المهندس المعماري ذو القدرة الفذة على  ان يتكلم بادق التفاصيل وابسطها واصدقها واستطاع ان ينقل هذة التفاصيل ممزوجة بطعم الارض ولون التقاليد ومذاق الوطن المستجيب لواقع المرحلة وقادم الايام  , ان مضمون الصرايرة مضمون وطني بحضارية متعالية ,  يستجيب ويرد على المواقف بلغة قوية لها صدى فااستطاع الصرايرة بنظرته المجهرية ذات العدسة المنفرجة و برؤية اسطورية يرى فيها اردنيتة وانسانيتة  ان يقدم للمواطنين نهجا تشاركيا غير مالوف يجسد الابعاد الانسانية الحقيقية للناس وتمتين وشائج جديدة من القربى بين الحكومة والمواطنين والتي ترنحت اوصالها تحت حزم كبيرة من الضرائب وارتفاع الاسعار .  الصرايرة جمال الذي  عرف عنة انة البشوش الخدوم ابدى تفهما  للحال الذي علية المواطنون في زياراتة للمحافظات , حيث اكد  ان اللقاءات  تجيء لسماع افكار بعضنا  البعض والاطلاع عن كثب على الهموم والمشكلاات التي يمكن ان تحل وتساهم في التخفيف عن المواطنين , فلم يشل ردود افعال  بعض الناس وهم يهاجمون  دفاعات فريق الحكومة من لوم وعتب لاسع ينصب على اداء الحكومات وذبذبات الالم والقلق تنبعث من تدفق اسئلتهم المحمومة , تجربتة  اكسبتة الكثير من السلطة الحكيمة والعمق والكثافة , والثقة النابعة من الميزات الانسانية التي يمتلكها , فاستحق ان يكون كبيرا بمقاييسنا ما جعل العيون تترصد حركاتة وتعبيرات وجهة كانما يمتلك سرا خطيرا وكشفا عظيما ينقذ هذي الجموع من اوجاعها ,  لقد بات الناس يعتقدون ان مثل هذي الجموع من الحكوميين ما هم الا ممثلين كانما كل منهم يؤدي دورا في فيلم طويل , وانهم يمضون الساعات في الثرثرة والنقاشات والتنظير وان عيونهم باردة واحاديثهم ميتة , ولم يعد المواطن يتمكن من معرفة افواج الجدد من الوزراء الليبراليين والديجيتال خاصة اولئك الوزراء الذين تتغير هيئاتهم وتتقولب وفق صيحات الموضة .  , الصرايرة  القادم من مناطق ذات حلم وفقر( الغور) , لا يزال نبض الصرايرة قويا كما كان فكما انة لم يقف محايدا عاجزا متكاسلاا ان يفعل اي شيء لاناس يعملون باجر زهيد بالكاد يفي بمتطلبات معيشتهم , اناس نشاوا في بؤرة الغليان والحرارة , وشجرا يابسا عابسا  لم يقبل ان يكون البوتاس تلال غيم لا تمطر ,لقد منح  الناس الاحساس بالقدرة على خلق الاشياء التي تجعلهم سعداء بكرم تزفة الشجاعة والكرامة والتواضع والعطاء  , السكان في الاغوار يعدونة رمزا خالدا للمسؤول ومنبعا دائم الفيضان عليهم , ويذكرة العاملون في الملاحات انة وباحد اشهر شهر الصوم المبارك وقد كان قيظ محرق انة قام قام بدفع كفارة عنهم ,  فاحب حداءات البسطاء واهاتهم العفوية , متصل اتصالا حميما بالنفس والناس متطهرا من ادران الحياة والعالم , متخليا عن كل ما يطرب لة سواة من طغام الناس  .  مرة زرتة  بعيد تسلمة منصب نائب رئيس الوزراء ووزير دولة لشؤون مجلس الوزراء وبلا موعد مسبق للتهنئة والسلام علية كوني كنت مشاركا بمؤتمر دولي خارج البلاد . ففوجئت ان منزلة يخلو من الحراسة وكبست على جرس المنزل فاذا بالفاضلة ام محمد ترد مرحبة وحينما بادرتها بالسؤال عن ابو محمد اعلمتني انة برفقة جلالة الملك في المفرق ومن هناك  يشد في اغصانة العصب الى الجنوب لتقديم واجب العزاء باحد المتوفين , فاستقبلت بالبيت  من قبل احد ابناءة واحد العاملين بالمنزل الذي قام  بتقديم الحلوى والقهوة والماء ,  وقد دعوني لتناول الغداء وكان الغداء يومها " شوربة عدس" .  وللامانة فقد رايتها بام عيني على طاولة السفرة القريبة من المكان الذي كنت اجلس فية . فتساءلت عن سر بساطة هذا الرجل فلا حراسة حول بيتة ويقوم بواجباتة الوظيفية والاجتماعية بكل مسؤولية واخلاص  وبنفس اليوم يتحرك بعزيمة وقوة من اقصى الشمال الشرقي للمملكة الى اقصى الجنوب , وطعام اهل بيتة مادة بسيطة شوربة العدس ويسميها الناس " لحمة الفقير" لا الجوع يثنية ولا وهن, انها شخصية تستظل بقيم الحق والخير والفضيلة . اليس جميلا ان يعطي الانسان صورة طيبة عن نفسة للاخرين . 00ونحن نرجو لك التوفيق لانك لا بد تدرك كم انت مسؤول امام واجبك بوصفك تملك قرارات  تمس كل الشرائح والفئات ,ونرجو من الحكومة  ان تتحلى بالمسؤولية الواعية وان لا يكون هناك ثمة مزيد من الاجراءات الغير مرضية للمواطنين  ونؤمن ان القوة هي جوهر السلطة ولم تعد اليوم حكرا على الحكومات وانة لا مانع بالضرورة من ان يشاركها فيها جماعات شعبية او مؤسسات مدنية او هيئات معرفية فيها عقول تعرف ما تقول  هذة المسافة التي نتبينها بين خطاب الدولة وخطاب المثقفين او بين السلطة والمعرفة وان يكون للدولة معادل موضوعي وتشكيل اعلى للقوة والوعي  وان تلتقي مع حكمائها ومثقفيها وعامة الناس عند كلمة سواء وتجعلهم زينة في مفرقها ونورا في بصيرتها  بالتناصف والتالف والتعارف 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير