النسخة الكاملة

هبوب الجنوب يكتب : ما أحوجنا لأن نسمع صوتنا للملك

الخميس-2018-03-08 02:18 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز - كتب – هبوب الجنوب
ثمة بحصة يجب (بقها) هكذا بالعامية , ودون مقدمات ..ثمة وجع منغرس في صميم الفؤاد وعلينا فرده على مساحات الأثير حتى يصل الصوت ذاك أن الصمت في هذه المرحلة خطيئة , تورث أوزارا من الخطايا .. في زمن جعفر حسان – حماه الله – كان يؤلف بين القلوب ..ويختار من الإعلاميين من يجلس مع الملك , لم يكن هنالك حضور للمكتب الإعلامي , المهم جعفر يقرر وجعفر يجيد تأليف القلوب ..وكنا نسأل برسم القلق الوطني , لماذا يختار جعفر حماه الله كاتبا عمره الصحفي (4) سنوات في المهنة ويكتب مرة واحدة في الأسبوع لكي يجلس في كل لقاء مع الملك , بالمقابل يغيب مفكر مثل خيري منصور ..مثل فهد الريماوي ذاك الناصري العتيق ...يغيب رجل مثل ابراهيم العجلوني , يغيب مؤرخ مثل عدنان البخيت أو علي محافظة .
إذا كان من يجلسون في الديوان يعتقدون أنهم أكثر وعيا من النخب السياسية أو الإعلامية , فهذا أمر علينا فرده الان ..وعلى رئيس الديوان أن يدرك , أن ثمة اصوات تحب الملك والوطن أكثر من أي شيء اخر ويجب أن يصل وجعها ... ودعوني أفرد بساط البوح دون خجل , في هذه اللحظة العصيبة نحتاج الملك أكثرمن أي وقت مضى , لكن ثمة تيار في القرار يعتقد أن الشعب الأردني يختصر في المتقاعدين العسكريين وكأن هذه الفئة مع أهميتها وقوتها وحضورها , هي مفتاح الإنضباط الإجتماعي وعنوانه ...وكأن الأمر يقدم على أنه تفضيل لفئة عن غيرها , أو تقديم لها في المجتمع . المجتمع الأردني ثري ومتنوع , ويحتاج لأن يرى الملك ويتحدث دون تردد , ونحن نحب في وجداننا أن نزور الديوان الملكي وأن يكون هو بيت الأردني ومهوى فؤاده ..لأن للديوان رمزية وجدانية ومكانية , أعلى وأكبر ... وزيارته هي تتويج لمعنوية الأردني ورفع لها .
أما من أستاذة جامعات لهم رأي أكاديمي , وهم خبراء في حركة المجتمع ويريدون تقديم قراءاتهم للملك ؟ ..أما من بدو يسكنون الجنوب الأردني خطوا في الصحراء خطاهم ..ويريدون أن يقبلوا وجنة الملك وتكفيهم تحيته ..ولهم الحق في رؤيته , أما من نساء في الكرك معلمات في التربية , يفقن وضوء الفجر الأول ويطعمن الأولاد ..ويمارسن المهنة بكل ولاء , يكفيهن من العمر ضحكة من الملك أو سلام , أو تحية ....أما من شيوخ ميلوا العقال وبين عشائرهم كانوا رموزا , يحتاجون ولو لنظرة أو بسمة او مجرد سلام على الملك ...أما من مخيمات , نبت الأطفال فيها تحت الصفيح وقاتلوا وحصلوا على أعلى الدرجات العلمية ويحتاجون فقط لحضن الملك ..ولعناق عابر يحي فيهم الفرح والأمل . المجتمع لا يختصر في المتقاعدين العسكريين , المجتمع الأردني فيه نخب حية , فيه طلبة وأساتذة ..فيه أصحاب مهن وحرف هؤلاء أيضا درسوا أولادهم وتعبوا في الحياة ويحتاجون للملك .
متى سيشاركنا الديوان في الرأي , متى سيفتح رئيس الديوان مكتبه ولو يوما في الأسبوع ويقابل عامة الناس ..ويستمع ولو لرأي واحد ...لأرملة , لصوت عجوز أعياها العمر , لميكانيكي طرز قصة نجاح وأنتج ابنا طبيبا واخر مهندسا ...لمأمور مقسم حلمه في العمر أن يلتقط صورة مع الملك , لممرض يمضي الليالي في مستشفيات الحكومة , ولديه أمل بأن يصافح الملك .
نحن شركاء في الملك , هو لنا هو للفقراء للطيبين الذين يصحون مع الصباح , في دير علا ودامية , في الشونه وفيفا وغور الصافي ..يصحون مع الضوء الأول , ويذهبون لمزارعهم ويحرثون أرضا أحبتهم وأحبوها ...الملك لنا للذين يحلمون بأن يعلقوا صورهم معه في صدر الدار , للعجائز اللواتي يردن أن يختمن العمر برؤية محياه ...للأرامل للمساكين والعجزة . الملك ليس للمتقاعدين العسكريين وحدهم وليس للشباب وحدهم وكأن من يجلسون في الديوان , صاروا يرون المجتمع الأردني مختصرا في متقاعدين وشباب .
ذهب جعفر حسان , وزمن المؤلفة قلوبهم راح ..وعلى الدولة أن لاتتعاطى مع الناس بمقياس الإحتواء , أو البؤر التي تحتاج لإطفاء البعض في الديوان يظنون أن الأمر هكذا ..والعكس صحيح فحركة الملك مع المجتمع هي حركة حب وحركة قياس لحاجات الناس وأحلامهم , وليست حركة إطفاء بؤرة فيها أزمة ..أو حركة استيعاب جغرافيا دون غيرها ...على الذين يعتقدون أن الوطن مرتبط فقط بلقاءات المتقاعدين أن يعيدوا حساباتهم ..ويعيدوا توجيه البوصلة .
الملك حكم بين الناس , والملك حالة حب ...وهو الشخص الوحيد الذي تلجأ إليه , دون خوف من حكومة أو من جعفر أو غيره ..لأنه يعني الأمان , لكل فرد أردني ..وأكثر شيء يعنيه لنا الملك هو أنه الدواء من كل العلل ...كلمة منه تطفيء نار الجائع وبسمة منه تزرع ألف أمل في قلب رجل خذلته الايام , والسلام عليه ..يرفع معنوية الناس فوق السحب ..
لهذا سيذوب الكل مع الأيام , مثل رغوة الصابون تماما ..إلا الشعب فهو الصخر الذي لا يذوب ..وهو سند الملك وزنده وذراعه  
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير