مكوس و عسس و خوارج !

جفرا نيوز - جفرا نيوز - كتب عمر محارمة
المشهد الأول : فتية غاضبين من قرار رفع أسعار علف البغال يكتبون رقاع يعلقونها على الأسوار في شوارع هتشستان عاصمة الخلافة الهلامية، معلنين رفضهم للقرار ومعتبرين أن الوالي تجاوز الفسقة الذين نهبوا خيرات البلاد وعاثوا فسادا في الإقطاعيات و الأمصار. المشهد الثاني قائد العسس الذي وصل إلى منصبه بالتدليس يضع خطة مواجهة الفتية "الخوارج" للأيام القادمة وتقضي خطته بما يلي : تجهيز الشباب إياهم "الأشقياء" وإدخالهم بين جموع المحتجين المفترضين، لكن هذه المرة لن يطلب منهم ضرب المحتجين أو مهاجمتهم بل على العكس يجب أن يظهروا كمناصرين لهم ومن ثم القيام بحرق بعض المتاجر وتكسير العربات ولا ضير من قيامهم برجم العسس بقليل من الحجارة و يجب أن يبتعد العسس عن دواوين وأقلام الولاية تسهيلا على "الأشقياء" ومنعا لإعاقة عملهم. المشهد الثالث اجتماع لعصبة أمنية عالية المقام موضوعه الأساسي ماذا بعد...؟ فحركة "الخوارج" لم تهدأ و لا بد من خطة جديدة لمواجهتهم وهنا يأمر قائد وحدة "التجسس" بإطلاق بعض الخيالة بثياب الخوارج نحو مقر بيت المال وإطلاق بعض السهام نحو حراسه وهو ما سيرد عليه الحرس بالمثل مما يتيح القول بأن "الخوارج" يجرون البلاد إلى الهلاك المشهد الرابع قائد العسس يدعوا المواطنين إلى الجامع الكبير في المدينة لإطلاعهم على خطة الأعداء للاستيلاء على البلاد و تدميرها خدمة لغزوة "مغولستان" المنتظرة ويستشهد في حضرة المواطنين الخائفين على مدينتهم من الدمار ببعض شهود الزور الذين يقدمون أنفسهم على أنهم مندسين هدفهم تخريب البلاد. المشهد الخامس كبير وزراء الوالي يصدر فرمان جديد يعلن فيه منع التجمع لأكثر من شخصين ويعد العامة بملاحقة "الخوارج" وأعوانهم ويطلب من الجميع الصبر ورباطة الجأش وتحمل كلفة الجهاد المنتظر ويقول أنه زاهد في منصبه لولا أن خوفه على خراب البلاد يمنعه من مغادرتة موقعه وأنه سيجري بعد انجلاء الغمة تصويت لتحديد من سيخلفه في موقعه. المشهد الأخير الفتية الذين بدأو كل ذلك بالرقاع التي نشروها على الحيطان، يعودون وقد ألقى العسس القبض على بعضهم لوضع خطتهم لإطلاق سراح رفاقهم، وتصبح قضية جوع "البغال" الذي دفعهم لفعلتهم قضية هامشية، فيما الوالي يقيم وليمة لكبير وزراءه و قائد العسس ينتشون فيها على ما حققوه من نصر.