النسخة الكاملة

اضعف المجالس الاردنية.. يبتعد عن الاشتباك مع الحكومة ويخالف توجيهات ملكية ويتورط بقرارات تمس جيوب المواطنين وقبته مسرحا لـ"الفياغرا"

الإثنين-2018-01-15 11:20 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز - سليمان الحراسيس  
على ما يبدو ان "المزاج النيابي" لا يريد الاعتراك مع حكومة هاني الملقي خلال جلسات مجلس النواب، فعلاقة ودية تربط السلطة التشريعية صاحبة الولاية والحق الرقابي على السلطة الرقابية ، يظهر ذلك جليا في ابتعاد رئيس مجلس النواب عاطف عن عقد جلسات رقابية تتضمن الاستماع لاجوبة الحكومة على اسئلة النواب،عادة ما يتم الاشتباك فيها بين النواب والوزراء ، ويزيد وضع حكومة الملقي بين فكي كماشة الاقالة. 6 جلسات تشريعية متعاقبة على غير العرف البرلماني المعتاد بعقد جلسة رقابية بعد عقد جلستين تشريعيتين ، توصف بالعادة بـ"المملة ومضيعة لوقت المجلس ومسرحا لتبادل المقويات الجنسية الطبيعية والصناعية"، لاقرارها مشاريع القوانين كما وردت من اللجان البرلمانية المختصة،نادرا ما يوافق المجلس على اقتراحات معدلة لأحدعضائه في الاغلب ينتمي لكتلة الاصلاح النيابية. الجلسات التشريعية الـ 6 جاء عقدها بعد الحادثة الشهيرة لمهاجمة النائب المتراجع عن استقالته صداح الحباشنة وهجومه اللاذع على رئيس الحكومة هاني الملقي منذ الشهر. ويشير اقرار مجلس النواب "لاقسى موازنة جبائية" ،وفق رئيس كتلة الاصلاح النائب عبدالله العكايلة، خلال اقل 5 ساعات في سابقة تاريخية برلمانية ، دليلاً لافتا على ان مجلس النواب الثامن عشر لا يعكف على الاشتباك مع الحكومة ، على الاقل لحين قرب التعديل الوزاري المزعوم. ويوصف مجلس النواب بـ"اضعف المجالس النيابية" لاستغلاله تصريحات وتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني بضرورة ايجاد ارضية تشاركية مع الحكومة وتذرعه بها. الملك يريد ان تكون شراكة النواب مع الحكومة تصب في مصلحة الطبقتين الوسطى والفقيرة واستكمال مسيرة اصلاح اقتصادي تتضمن محاربة الفساد وضبط التهرب الضريبي ، فيما تعمل السلطتين على نسفهما ، يظهر ذلك جليا في "سلق القوانين واقرار موزانة خلال اقل من خمس ساعات تضمت مس حكومة الملقي بما يطلق عليه الاردنيون الخط الاحمر والمقصود مادة الخبز". الجدير بالذكر ان مصدر نيابي همس بإعراب جلالة الملك عن انتقاده من عدم التفاعل مع اوراقه النقاشية قائلا :"قدمت اكثر من ورقة نقاشية لشعبي ولكنني لا ارى ان هناك تطبيقا كافيا من قبل المؤسسات المختلفة فلا بد ان تنعكس هذة الافكار على ارض الواقع من خلال الفعل وليس القول"،جاء ذلك خلال لقائه رئيس مجلس النواب النائب عاطف الطراونة ورؤساء اللجان النيابية،فلماذا خص جلالته ذلك اللقاء للتعبير عن انتقاه. وفشل مجلس النواب بإعادة 43 موظفا يعملون في دائرة ضريبة الدخل والمبيعات نقلوا من للعمل في دوائر حكومية أخرى ، دون وجه حق ، على حد قولهم. ويؤخذ على مجلس النواب الحالي ، الاستمرار بعقد جلسات تشريعية بالرغم من فقدانها اللافت للنصاب القانوني،ما يزيد من صحة قول "سلق القوانين"،وتعريض القوانين المقرة لخطر عدم الدستورية ، والعديد من الملاحظات اتيت الذكر. فإذا كان المجلس قد تخلى بشكل مقلق عن دوره التشريعي والرقابي على الحكومة ، وسط هيمنة مفزعة للاخيرة عليه عليه فما الذي يشغل اعضائه عن اداء مسؤولياتهم ؟
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير