النسخة الكاملة

الرهان على الشعوب لا على الحلفاء الغرباء !

الأربعاء-2018-01-01
جفرا نيوز - جفرا نيوز - بقلم : شحاده أبو بقر

من كان شعبه معه , فإن الله جل في علاه , معه . ومن هنا قلنا سابقا ونقول اليوم وكل يوم , أن رهان القادة في هذا العالم كله , لا بد وأن يكون على وفاء ومحبة شعوبهم أولا وثانيا وثالثا , ثم على حلفائهم بعد ذلك ! .

ودونما حاجة إلى طويل شرح , فبين أيدينا خلال سبع سنين سياسية عجاف مضت وما زالت تتوالى على نحو ما تفجر في إيران فجأة هذا الأوان , أمثلة حية عن دول كانت تبدو مستقرة , ثم وفي لحظة غير محسوبة إنقلبت أمورها رأسا على عقب ! .

من كان يتوقع مثلا أن يغادر زين العابدين بن علي تونس إلى غير رجعة في غضون ساعات قليلة فقط ! , ومن كان يتوقع تنحي حسني مبارك خلال ثمان واربعين ساعة ! , ومن كان يتوقع ما جرى للقذافي ولعلي عبدالله صالح ولبشار الأسد وقبله صدام حسين ! , ومن كان يتوقع خروج الشعب الإيراني إلى الشوارع فجأة كما هو الآن !

بإختصار كل الذين راهنوا على أقوى الحلفاء خاب ظنهم , فأمام نقمة الشعوب على حكامها لا يملك الحلفاء فعل شيء يذكر , وما يهمهم هو فقط أن لا تكون العهود الجديدة ضد مصالحهم , ومن هنا وعلى سبيل المثال لا الحصر , ساندت أميركا ثورة الشعب المصري ضد مبارك وتقربت من الإخوان عندما فازوا برئاسة مصر , وهي اليوم تساند العهد الجديد تماهيا مع رغبة الشعب المصري ! .

وفي السياق , لم يحرك الحلفاء شيئا دعما لرجب طيب أردوغان في لحظة إعلان الإنقلاب ضده , وجلسوا ينتظرون كيف ستسير الأمور! , وفي المقابل تمكن أردوغان ممارسة رهانه على شعبة عبر مكالمة تلفونية بثها من الشارع العام عندما سيطر الإنقلابيون على التلفزيون وبثوا بياناتهم من خلاله , وتمكن من حشد الملايين من شعبه في الشوارع خلال ثلاثين دقيقة يتصدون لدبابات الإنقلابيين بصدور عارية إلا من حبهم ووفائهم لقائدهم وأفشلوا الإنقلاب بطائراته ودباباته وعسكره !

مناسبة هذا الكلام ليست حادثة بعينها كما قد يتوهم البعض مثلا , وإنما هي تقرير لحقيقة تاريخية أزلية يؤمن بها كل حكيم , ففي زمن مضى ظلت طائرة شاه إيران أكبر حلفاء أميركا تجوب الأجواء بحثا عن ملاذ إلى أن رق قلب السادات رحمه الله " إن لم تخني الذاكرة " وأذن له بالهبوط في بلاده ! .

الشعوب وحدها الملتفة حول جيوشها وقادتها وعن ثقة وقناعة , هي وحدها من تشكل السد المنيع غير القابل للإختراق مهما كانت قوة العدو الغازي داخليا كان أم خارجيا , ولا قوة على وجه الارض يمكن أن تقف في طريقها أو تفرق صفها مهما بلغ جبروت تلك القوة !
وبالمناسبة ولمن يرغب أن يعلم , نحن في الأردن وبحمد الله , كنا وما زلنا ونبقى بعون الله أقوى الشعوب في التشبث ببلدها وجيشها وقيادتها مهما بلغ الفقر منا مبلغه , وتاريخنا أصدق شاهد يفقؤ عين كل من له رأي آخر , فنحن قد نعتب على بلدنا ولكننا لا يمكن أن نغضب أبدا إلا على من يعاديه , وعند إسرائيل بالذات الجواب الفصل عن أي تشكيك أو تساؤل على هذا الصعيد .
وقبل أن أنصرف , لا بد من القول أن حلفاءنا الحقيقيين محل الثقة والإعتبار الذين يهمهم أمرنا ويهمنا أمرهم , هم دول الخليج العربية ومصر إلى جانب أشقائنا الفلسطينيين تحديدا , وعلى كل مجتهد حسن النية أو غير ذلك أن لا يتوهم بغير ذلك ! .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير